تلفزيون نابلس
القدس تنتصر من جديد .. بقلم : م. محمود الصيفي
5/5/2021 8:16:00 PM

لاسبابها المعروفة ظلت مدينة القدس عنوان النضال الوطني الفلسطيني وثابتا من الثوابت الوطنية ورغم مرور اربعة وخمسون عاما على احتلالها وضمها فيما بعد لكيانه المصطنع ما زالت ايضا محركا لكل الثوارات الشعبية الفلسطينية ابتداء من انتفاضة اطفال الحجارة عام 1987 مرورا بهبة النفق عام 1996 وصولا لانتفاضة الاقصى المبارك في شهر ايلول عام 2000 والتي اندلعت اثر اقتحام ارئيل شارون رئيس وزاء الكيان الصهيوني لباحات المسجد الاقصى .

وفي 14.7.2017 اندلعت معركة البوابات الالكترونية بالمسجد الاقصى حينما اغلقت قوات الاحتلال المسجد الاقصى ومنعت اقامة الصلاة في سابقة هي الاولى منذ احتلال المدينة عام 1967 وبعد يومين سمحت بالدخول ولكن بعد تركيب بوابات الكترونية وكاميرات مراقبة بهدف مراقبة المصلين

وبعد رفض شعبي ورسمي فلسطيني رافقه تضامن عربي واسلامي لهذا الاجراء  اضطرت قوات الاحتلال الصهيوني للتراجع عن البوابات الإلكترونية .

وفي هذه الايام المباركة من شهر رمضان عاد الاحتلال لاسالبيه الخبيثة في مخطط جديد للضغط والتضييق على المقدسيين فمنذ اليوم الاول من شهر رمضان المبارك قامت قوات الاحتلال بنصب الحواجز في باب العامود احد ابواب القدس الرئيسية  وتقييد حركة المواطنيين اثناء الدخول والخروج هادفة بذلك لمنع الفلسطينيين من اقامة الاحتفالات والسهرات  الرماضانية حيث اعتاد المقدسيين اقامتها خلال شهر رمضان المبارك  اضافة لمكانة باب العمود في نفوس المقدسيين  عبر التاريح ..

ولم يرضخ ابناء القدس لاجراءات الاحتلال في باب العامود فاشتبكوا مع الشرطة وما يسمى حرس الحدود وبلغت المواجهات ذروتها يوم الخميس الماضي 22.4.2021 وذلك بدخول قطعان المستوطنيين وهم يهتفون الموت للعرب  لمساندة الشرطة وحرس الحدود والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين فدارت مواجهات عنيفة ادت الى اصابة اكثر من 100 مواطن فلسطيني  بجروح مختلفة والى اعتقال العشرات من الشباب المقدسي واستمرت مواجهات باب العامود حتى صباح الاحد بعد ان امتدت  الى كافة احياء القدس في شارع صلاح الدين وسلوان والشيخ جراح وواد الجوز وايضا الى باقي مدن الضفة الغربية وقطاع غزة اضافة الى مدن وقرى فلسطين المحتلة عام 1948 امام هذه الثورة العارمة والتي شملت فلسطين كاملة من النهر الى البحر اضطرت قوات الاحتلال بعد اجتماعات متواصلة لحكومة الاحتلال على التراجع وانسحابها من باب العامود وهروب المستوطنين امام ضربات الشباب المقدسي الثائر وقامت جموع اهل القدس من النساء والشيوخ والشباب قدرت بالمئات بازالة الحواجز امام  اعين الشرطة الاسرائيلية فكان يوم الاحد 25.4.2021 يوم نصر جديد لاهل القدس والذي جاء  بعد تصديهم البطولي وافشالهم لمخطات الاحتلال  الرامية الى خنق المدينة واجبار اهلها الى مغادرتها طوعيا  .

هذه الهبة الجماهيرية العارمة والتي اجبرت قادة الاحتلال بكل مستوياته على التراجع عن مخططه الخبيث بوضع الحواجز الحديدية في ساحات ومدرجات باب العامود والذي اعتاد الشباب المقدسي على التواجد فيه بشكل يومي لم تكن وليدة الصدفة ولم يكن نصب الحواجز الحديدية في باب العامود وهتافات المستوطنين العنصرية الموت للعرب الاسباب الرئيسية قد تكون الشرارة التي فجرت الغضب الفلسطيني في وجه الاحتلال ولكن اجراءات الاحتلال الصهيوني ما بين معركة البوابات الالكترونية عام 2017  وانتفاضة الحواجز الحديدية الجارية 2021 والتي تمثلت بتنفيذ عمليات متسارعة من اجل تهويد المدينة  حدثت خلال تلك الفترة وهي كما يلي :

1-اعلان القدس عاصمة ابدية لدولة الاحتلال في 6.12.2017 .

2- نقل السفارة الامريكية من تل ابيب لمدينة القدس .

3- اغلاق القنصلية الامريكية في القدس ونقلها للسفارة الامريكية .

4- اقتحامات المستوطنين اليومية لباحات المسجد الاقصى وتدنيسها تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال .

5- استمرار الحفريات في محيط المسجد الاقصى الرامية الى هدمه واقامة ما يسمى بهيكل سليمان على انقاضه .

6- استمرار عمليات الاستيلاء والهدم للمنازل الفلسطينية وترحيل سكانها واخرها المنازل المهددة في حي الشيخ جراح وعددها 12 منزلا وقد تعدى هذا العدد من المنازل الى التهديد بترحيل سكان  الحي بكامله والذي يقطنه 1200 فلسطيني .

اضافة لبناء الاف الوحدات السكنية الاستيطانية على اراضي الفلسطنيين المصادرة..

 جميع هذة الاسباب وغيرها  اضافة الى الانتهاكات اليومية ضد المواطنين ادت الى مزيد من الاحتقان والغضب ضد اجراءات الاحتلال التي طالت البشر والشجر والحجر في مدينة القدس .

لم يخفي قادة الاحتلال ارباكهم وتخوفهم جراء ما يجري في مدينة القدس من امتدادها الى العالمين العربي والاسلامي اضافة الى امتدادها منذ البداية لمدن الضفة وقطاع غزة وارض ال 48 وذلك لعلمهم ما تمثله مدينة القدس  عند العرب والمسلمين .

 بداية استخدوا القوة العسكرية والتي لا تجدي نفعا امام المد الجماهيري البطولي الذي اظهره ابناء القدس الامر الذي جعلهم يستعينوا بالمطبعين من الحكومات العربية والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية وكذلك بالسلطة الوطنية الفلسطينية عبر وسطاء عرب ودوليين كل هذه التحركات باءت بالفشل وكان الرضوخ امام غضب ابناء القدس وجماهيرها  هو السبيل الوحيد امام غطرستهم .

امام هذا الصمود البطولي لابناء القدس في الدفاع عن القدس والمقدسات يجدون انفسهم بلا سند او معين امام جبروت دولة الاحتلال الاجرامية العنصرية والتي تتلقى الدعم والمساندة اضافة لقوتها العسكرية والاقتصادية من الكثير من دول العالم وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والكثير من دول اوروبا مثل بريطانيا والمانيا وفرنسا وغيرها اضافة للدول العربية التي تقيم علاقات معها .

لذلك لابد من الوقوف الى جانب ابناء القدس الابطال الذين يدافعون عن الامتين العربية والاسلامية ولا نكتفي بالتغني ببطولات وصمود اهل القدس في مواجهة مخططات تهويد المدينة ويجب ترجمة ذلك بتقديم الدعم والاسناد دون حدود.. فالقدس واهلها ومؤسساتها يستحقون منا جميعا كل ما من شأنه ان يقوي عزيمتهم وصمودهم في معركتهم مع الاحتلال  الصهيوني .

لذلك لابد  من تقديم الدعم الكافي واللازم للمؤسسات المختلفة في مدينة القدس من أجل بقاء استمرار هذه المؤسسات في تقديم خدماتها النوعية للمواطن الفلسطيني.

وكذلك لابد من  العمل على تعرية الإجراءات والممارسات الصهيونية بحق مدينة القدس في المحافل الدولية.

وتبقى القدس هي المعركة الفاصلة فلا حل ولا انتخابات بدون القدس وهذا ليس اعتباطا بل هي الحقيقة الدامغة بأن القدس هي مفتاح النصر والتحرير فهي في كل جولة مع الاحتلال تنبه الامة لطريق تحريرها من المحتل الغاصب .

  المهندس محمود الصيفي

بيت فوريك – نابلس – فلسطين


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة