بقلم الكاتبة سناء زكارنه - منذ بداية الثورة الفلسطينية والاحتلال ماض في تجريد هذه الأرض من سكانها وإفراغها من تراثها وسحق اي اثر للشعب الفلسطيني ..فسياسية الاحتلال منذ قرن ثابته والمطبخ السياسي يرسم أهدافه ورؤياه على مدار الخمسين سنة متجدده ..فلا يضع هدفا غير مرسوم بخطط واستراتيجيات للعمل ومهما توالى ساسة لقيادة الكيان يبقى ينفذ ما خطط له منذ الأزل ..
ومع تجدد ميزان القوى العالمية تتطور الخطط لديه فمن مواجهة مباشرة وقتل متعمد وسلب الارض وهتك العرض انتقل الى المواجهة غير المباشرة حينما أيقن أن هذا الشعب تمرس على هذه المنعطفات وأصبحت الشهادة عنوان للكرامة وتضحيات الأبناء أمر بديهي بل محفز للعطاء والبذل ..
فمنذ اتفاقية أوسلو عمل برؤية دايتون باستهداف النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتغيير للثقافة وممارسات الحياة لديه وما بين تسهيل وتنغيص بالحياة الاقتصادية أفرز معطيات لهتك النسيج واستهداف المرأة وفئة الشباب عن طريق مؤسسسات دوليه وبرامج مخطط لها لتغيير في الرؤى الثقافية والأخلاقية التي تسربت حتى أصابت عمقنا الفلسطيني في مقتل ...
والانقسام والحالة السياسة التي أفرزت في عام ٢٠٠٦كانت ضمن حلقة الأهداف وعمل الاحتلال من خلال اذنابه في شقي الوطن في تأزيم الوضع وتجسيد فكرة الانفصال مابين الضفة وغزة في استهداف الفكر والثورة ...
وهنا سقط الس اسة بعنجهية التفكير والمركزية المقيته في فخ الاحتلال وفرقتهم المناصب وشتتهم المال والمصالح الذاتية هنا وهناك
ولكن في ظل تضارب المصالح الشخصية هل بات النهج الثوري مختلف عليه ام من يسيطرون على الساحة افتقدوا لتك الروح ؟؟
مهما تكالبت سياسة الاحتلال وسياسة الساسة بالتنظيمات فلا يجب أن تتصارع فئات الشعب في ذلك وأن تنحاز لتلك المهاترات
مؤلم ما وصلنا إليه حينما يتم استهداف أبناء الأجهزة الامنيه من أطفال هذا الشعب وشبابه ...أليس هؤلاء هم أبناء الدم والدين والفكر ..أليس هؤلاء هم من يطاردون تجار الممنوع وبحافظون على أمن وسلامة طلبتنا بالمدارس
أليس الشرطي هو من يحمي طفلي وطفلك من ممارسات أذناب الاحتلال من المخدرات وأساليب الاسقاط اليومي
أليس هؤلاء هم أنفسهم اهل وجيران وتربطنا بهم علاقة نسب والتقاء الوجوه في المناسبات ويجمعنا بهم الضحكات وزوايا المآتم ودفن أجساد الشهداء؟؟
مهما اختلفنا بالسياسة والنهج في التفكير فلا أجدها مبررا لاستهداف أبناء الوطن وانتهاك حرمتهم وشق النسيج العائلي لإرضاء تيارات هنا وهناك وتطبيق لرؤية الاحتلال
فالاختلاف حالة طارئه على هذا الشعب والحالة السياسية ماهي الا غيمة وستنقشع رغم مرارتها السائدة ..
نختلف ولكن لا نختلف على فلسطينيتنا ودمائنا وتضحياته من دماء ونفي وإبعاد
دعوا الساسة في معركتهم وليختلفوا كيفما شاؤوا ولكن لا تدعوا تلك المعارك داخلية بالفتن وخنجر يغرس في صدر أبناء الوطن ..
اذا أبيتم الا الخناجر فوجهوها للاحتلال ، والله لن تثمر أزهار بذرها الاحتلال وسقيت بدموع الأمهات حرقة والما وانتماء
فهذا الشعب لن يكون كما الدول العربية ممنهج بالانتحار والدمار ..
ومهما عصفت به الرياح واشتدت الأزمات سيبزغ فجره من جديد
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |