تلفزيون نابلس
هكذا علق الاعلام العبري على عمليات غزة والضفة
8/11/2019 8:36:00 AM

 - تناولت الصحف العبرية الصادرة اليوم الأحد، بأهمية الأحداث التي شهدتها حدود غزة في الأيام الأخيرة من محاولات لتنفيذ عمليات من قبل شبان مسلحين لم تعلن أي من الفصائل الفلسطينية أنهم ينتمون إليها، إلى جانب التركيز على اعتقال شابان متهمان بتنفيذ عملية طعن جندي إسرائيلي قرب مستوطنة مجدال عوز ضمن مجمع مستوطنات غوش عتصيون بين الخليل وبيت لحم.

 

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إنه لا يوجد لحماس أي مصلحة في تنفيذ أي هجمات في الوقت الحالي، ولكن الافتراض العقلي يشير إلى أن المجموعة المسلحة التي حاولت فجر أمس تنفيذ عملية على حدود وسط قطاع غزة، هم بالفعل أعضاء في الحركة، خاصةً وأن حماس لديها مصلحة راسخة في ضرب إسرائيل من أجل البقاء في صدارة الرأي العام العالمي وإرضاء إيران، وأن ذلك من مهمة الذراع العسكري الذي يبدأ الهجمات، في حين القيادة السياسية لديها مصلحة في التوصل إلى تسوية يمكن من خلالها حل أزمة سكان غزة. وفق مزاعمها.

ويرى المراسل والمحلل والمختص بالشأن العسكري رون بن يشاي، أن المجموعة كانت تهدف لتنفيذ "هجوم استراتيجي"، ربما كان يستهدف مستوطنة محاذية للحدود، وربما للدخول أكثر عمقًا، وأن ذلك يتبين من المعدات التي احتوت معدات طبية وغذائية، إلى جانب الأسلحة المتنوعة التي كانت بحوزة المجموعة والتي يبدو أنها خططت للبقاء والقتال في مناطق سكنية.

وأشار إلى أن أفراد المجموعة حاولوا التسلل من منطقة اعتقدوا أنها ضعيفة أمنيًا وأن عدد القوات الإسرائيلية فيها قليل، وكان بإمكانهم المشي بضع ساعات للوصول لعمق أي مستوطنة قريبة. مشيرًا إلى أن المجموعة لم يكن بحوزتها أصفاد أو غيرها من الوسائل التي تشير إلى أنهم كانوا يخططون لخطف جندي أو مستوطن، وما زال من غير الواضح لماذا حملوا معدات طبية معهم، وأن الافتراض السائد أن هدفهم كان تنفيذ هجوم قاتل، وربما حتى الاشتباك لوقت طويل مع قوات الجيش، ولذلك جلبوا قذائف آر بي جي، وقاذفات لضرب الجيبات العسكرية من بعد 300 متر، وربما إطلاقها تجاه منازل.

وقال إن أفراد الخلية مرتبطون بحماس بطريقة أو ما، وأن جهاز الشاباك لن يواجه مشكلة في تحديد هويتهم وانتمائهم التنظيمي، على الرغم من الافتراض أنهم عناصر بحماس.

وأضاف "العجب المتزايد أن حماس تقول أنه ليس لديها أي مصلحة في تنفيذ هجوم استراتيجي يدفع الجيش الإسرائيلي لعملية كبيرة بغزة، وأنها تريد أن تتواصل الجهود المصرية والقطرية للوصول لهدوء وأن مصلحتها تتمثل في ذلك، وفي الوقت نفسه قد تكون قوة (مارقة) داخل حماس تعارض تلك الجهود خاصةً من الجناح العسكري وقياداته البارزة، ويعارضون استراتيجية إسماعيل هنية ويحيى السنوار، ويقفون خلف تلك الهجمات".

وحاول بن يشاي ربط ما جرى في غزة لمحاولة تنفيذ هجوم استراتيجي، بالحدث الذي وقع في الضفة وأدى لمقتل جندي إسرائيلي طعنًا عند غوش عتصيون، إلى جانب محاولات حماس لتنفيذ هجمات فتاكة من خلال الأسرى المبعدين إلى غزة، لكن معظم تلك المحاولات فشلت. مبينًا أن الحركة تسعى لتصعيد الأوضاع بالضفة الغربية خاصةً مع عطلة عيد الأضحى.

ورأى أن الهجوم الذي كان سينفذ على حدود غزة، كان سيشعل نارًا كبيرة تخدم حماس وتثير غضب الفلسطينيين في الضفة الغربية. داعيًا إسرائيل للتفكير في طريقة للرد على محاولة إلحاق ضرر استراتيجي بها، خاصةً وأن من أرسل المجموعة يعتقد أن إسرائيل لن ترد وسيحققون أهدافهم دون معاقبتهم. وفق وصفه.

من جانبها اعتبرت صحيفة هآرتس العبرية، أن الأحداث المشتركة على حدود غزة وقتل الجندي في غوش عتصيون بأنها مقلقة، مشيرةً إلى محاولات حماس لتصعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وخاصةً الضفة الغربية.

وقال عاموس هرئيل المراسل والمحلل العسكري للصحيفة، إن كمية الأسلحة التي كانت بحوزة المجموعة التي تسللت أمس من الحدود، تذكر بمحاولات اختراق المسلحين من جنوب لبنان قبل عقدين أو أكثر، والتي تسببت بأضرار جسيمة حينها.

وأشار إلى أن لواء غولاني الذي انتشر منذ أسابيع قليلة على حدود غزة، بات يواجه عمليات أمنية منتظمة في فترة مضطربة إلى حد ما، مشيرًا إلى أن هذا الحادث هو الثالث في فترة قصيرة بعد قتل ناشط من حماس في الشمال منذ أسابيع واعترف الجيش أنه بالخطأ، وتسلل ناشط آخر إلى حدود خانيونس وإصابة ثلاثة جنود، والمحاولة الأخيرة فجر أمس بتسلل 4 مسلحين، وتم قتلهم على الفور باستجابة سريعة وفعالة من الجيش، ودون وقوع إصابات، وبدون أي تعليمات لتغيير روتين حياة المستوطنين أو حتى التنبيه عن الحدث.

ولفت إلى أن المجموعة كانت استثنائية في تركيبتها، حيث أن الأربعة من نفس القرية على مشارف دير البلح، وكان بعضهم ناشطون سابقون في الجناح العسكري لحماس، وأحدهم سلفي جهادي، بينما المسلح الذي تسلل منذ أيام من خانيونس كان عضوًا في قوة الضبط الميداني لحماس ونفذ الهجوم الذي أدى لإصابة ثلاثة جنود انتقامًا لشقيقه الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي.

وقال "قد تعكس طبيعة الأوضاع، الإحباط المتزايد بين الناشطين الشباب نسبيًا وخاصةً في الذراع العسكري لحماس، حيث تتعرض الحركة لموجة انتقادات علنية وبأنها لم تعد موالية لفكرة المقاومة، والكفاح العسكري ضد إسرائيل، في وقت تضبط فيه أي تحركات من الفصائل الأخرى".

ورأى أن الأحداث الأخيرة تظهر حالة التمييز الواضحة بين قوة الضبط الميداني وعناصر القسام، وعناصر الفصائل الأخرى. حيث أن عناصر الضبط لا يوجد لديهم أي أيديولوجية خاصة بهم، بل عملهم يركز على منع انجرار الأوضاع إلى حرب من خلال تصرفات أي فصيل بشكل مستقر، وفي نفس الوقت فهم يعرفون ويلمون بالحدود ويسخرون من محاولات الهجوم، وهو أمر يشبه تمركز قوات الأمن الفلسطينية التي كانت تتمركز في مناطق مماثلة وكان عناصر فتح ينفذون هجمات بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، الذين لم يستطيعون تحريك أي ساكن.

وقال "تعتبر هذه الحادثة خبرًا سيئًا لحماس، لأنها تدل على عدم وجود سيطرة على ما يحدث في قطاع غزة، ولذلك خرجت الحركة بأعذار غريبة وتصريحات متناقضة. ما يطرح سؤالًا فيما إذا كانت قيادة حماس في غزة بقيادة يحيى السنوار تشجع تلك الهجمات عن بعد، على الرغم من تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية أن حماس ليست مهتمة حاليًا بالتصعيد على نطاق واسع، وتريد المضي قدمًا في الترتيبات الحالية بهدف تسهيل تسريع مشاريع إعادة بناء البنية التحتية لقطاع غزة".

ورجح أن تتجاهل إسرائيل حاليا تلك الهجمات في ظل تردد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في الدخول بمواجهة عسكرية بغزة.

واعتبر أن القلق الحالي الموجود في الأسابيع الأخيرة يتمثل في ارتباط حماس بشكل مباشر أو غير مباشر بمحاولات تنفيذ هجمات في الضفة والقدس وهو ما يتبين من ارتباطها أيضًا بشكل مباشر أو غير مباشر في مقتل الجندي بغوش عتصيون، وكذلك الخلية التي ضبطت وهي تستعد لتنفيذ هجوم في القدس. مضيفًا "إن تسلسل الحوادث يدل على زيادة نشاط حماس في جميع القطاعات وخاصةً الضفة الغربية في رسائل موجهة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، وبسياسة أقل وضوحًا في غزة".

وأشار إلى جهود جهاز الشاباك في فك رموز عملية قتل الجندي واعتقال أحد نشطاء حماس وآخر ليس له انتماء تنظيمي نفذا الهجوم. قائلًا "إن مثل هذا الهجوم لا يتطلب تعليمات من المقر الرئيسي لقيادة حماس التي تتولى مسؤولية الضفة ومتواجدة بغزة (أسرى صفقة شاليط)، فالمنفذون يعرفون ما هو متوقع منهم ويتصرفون وفق ذلك".

وقال إن الأيام الحالية متوترة وحساسة جدًا، وأن المطلوب من إسرائيل التعامل معها بحذر وخاصةً في القدس مع توقعات بالتصعيد إزاء ما يجري هناك.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة