تلفزيون نابلس
صمتٌ مُطبقٌ باسرائيل بعد "تراجع" ترامب عن ضرب إيران
6/23/2019 11:01:00 AM

 حتى رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، الذي بات يُعاني من “متلازمة إيران” أوْ بالأحرى “إيران-فوبيا”، اختار الحفاظ على الصمت المطبق حيّال قرار ترامب برفع الـ”علم الأبيض” وإسدال الستار عن قضية إسقاط طائرة التجسس الأمريكيّة في المياه الإقليميّة التابعة للجمهوريّة الإسلاميّة، واللافت أيضًا، أنّ جميع المسؤولين الإسرائيليين، من سياسيين وعسكريين وأمنيين، اضطروا لابتلاع الضفدع، ولم يتنقلوا من أستوديو تلفزيونيّ إلى آخر لشرح وجهة نظرهم، كما كانوا يفعلون في مرّاتٍ سابقةٍ، وحتى الإعلام العبريّ، الحارس الأمين لما يُطلَق عليه الإجماع القوميّ الصهيونيّ في كيان الاحتلال، حاول إيجاد المُبررات والتسويغات لقرار الرئيس الأمريكيّ بعدم الردّ على الـ”عدوان” الإيرانيّ في المياه الإقليميّة الدوليّة، واكتفى مُحلِّل الشؤون العسكريّة في القناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيليّ، روني دانئيل بالقول إنّ تبرير ترامب بعدم توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ تكتيكيّةٍ على الأقّل لطهران، هو بمثابة رسالةٍ حادّةٍ كالموس للجميع بأنّ الجولة الحاليّة من التوتّر انتهت، على حدّ تعبيره، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ القضيّة لا تتعلّق فقط بثمن الطائرة التي أُسقطت، إنمّا بأمورٍ أخرى، دون أنْ يُفصِح عنها.

في السياق عينه قال تقريرٌ إسرائيليٌّ نشره مُحلِّل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) قال إن إسقاط إيران طائرةً أمريكيّةً في مياه الخليج لا تقتصر على فقدان مئات الملايين من الدولارات.

وأضاف المُحلِّل رون بن-يشاي، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة، أضاف قائلاً إنّ مصدر القلق الأكثر أهميةً هو تداعيات محتملة لأجزاء من الطائرات دون طيار، وعلى وجه الخصوص، أجهزة استشعار موجودة عليها والتي تُعّد واحدةً من أكثر الأسلحة المتقدمة والسرية التي تديرها الولايات المتحدة، كما نقل عن محافل أمنيّةٍ وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في كيان الاحتلال.

وأضاف المُحلّل بن يشاي، نقلاً عن المصادر عينها، أضاف قائلاً إنّهم، أيْ الإيرانيين، إذا تمكّنوا من وضع أيديهم على الطائرات بدون طيّار، فقد يُحاوِلوا إنتاج مثل هذه المستشعرات عن طريق ما أسمتها المصادر بتل أبيب”الهندسة العكسية”، ويُحاوِلون بكلّ تأكيدٍ بيع التكنولوجيا إلى الصين وكوريا الشمالية، مُشيرًا أيضًا إلى أنّه سيكون أيضًا من مصلحة الصين وكوريا الشمالية وروسيا، وبالتالي فإنّ الأضرار الناجمة عن الضربة خطيرة وجسيمة للغاية، طبقا للمصادر الأمنيّة بتل أبيب.

ولفت المُحلِّل في سياق تقريره إلى أنّه يوجد على هذه الطائرة من دون طيّار جهاز رادار ومجسات ضوئية، نهارية وليلية، وكاميرات تصوير قادرة على التقاط الصور من ارتفاع نحو 20 كيلومترًا، مُوضِحًا أنّه بعد إسقاط الطائرة يُمكِن الافتراض أنّ الإيرانيين سيبذلون جهودًا جبارّةً من أجل انتشالها وانتشال أجزاء منها سقطت في مياه الخليج، مؤكّدًا في الوقت ذاته على أنّه إذا ما نجح الإيرانيون في وضع أيديهم على هذه الطائرة، فمن المرجح أنْ يحاولوا إنتاج مجسّاتٍ مُماثلةٍ، كما أنّه من شأن الاستيلاء على هذه المجّسات تمكين الإيرانيين أيضًا، من معرفة المضامين الاستخباراتية التي يستطيع الأمريكيون الحصول عليها من خلال استخدامهم طائرة التجسس من دون طيار من طراز “غلوبال هوك”، مُشدّدًا على أنّه من المؤكّد أنّ هذا سيثير، أيضًا، اهتمام الصين، وروسيا وكوريا الشمالية، وبناءً على ذلك، جزم قائلاً إنّ الضرر الناجم عن إسقاط هذه الطائرة جسيم وخطير جدًا، على حدّ قوله.

عُلاوةً على ذلك، لفت إلى أنّ لإيران تجربةً سابقةً في الهندسة العكسيّة لطائرةٍ من دون طيّار، فقبل ثماني سنوات، تابع قائلاً، أسقطت طائرة شبح من دون طيار من طراز RQ-170، من الأكثر تطوّرًا لدى الولايات المتحدة، عند الحدود مع أفغانستان، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه بعد ثلاث سنوات عرضت إنتاجًا محليًا يسمى “الحيوان من قندهار”، كان صيغة تُحاكي تلك الطائرة، بسبب عملها في أفغانستان.

وشدّدّ على أنّه في أعقاب الاستيلاء عليها من جانب إيران، طلبت الولايات المتحدة ردّها إليها، لكنّ طلبها قوبِل بالرفض، مُختتمًا بالقول إنّه قبل عاميْن، أُسقطت طائرة إيرانية من دون طيّارٍ في إثر اختراقها الحدود الإسرائيليّة، وقد أفادت التقارير آنذاك بأنّ تلك الطائرة هي مُحاكاة للنموذج الأمريكيّ المُتطوّر، على حدّ زعمه.

أمّا في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، فقال المُحلّل العسكريّ غاي أليستير، إنّه بالإضافة إلى أنّ إسقاط الطائرة الأمريكيّة التي وصفها بـ”الغول المُتوحِّش”، أوْ العملاق، أدّت إلى رفع المعنويات في صفوف النظام الحاكِم في طهران، وتحديدًا في هذه الأيّام العصيبة، التي يُعاني فيها من الأزمة الاقتصاديّة الخانِقة، فإنّ لبقايا الطائرة التي سيطرت عليها إيران ستكون تبعات وتداعيات أكثر بكثيرٍ من التداعيات الرمزيّة، وفق تعبيره.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة