تلفزيون نابلس
يوميات شوفير عمومي.. عالم من الطرائف والشكاوى والغرائب
6/11/2019 4:02:00 PM

 عالم المركبات العمومية، عالمٌ مليء بالطرافة والغرائب والشكوى، نراه يوميّاً، ونتعامل معه من بعيد، ولربما لدينا العديد من الأفكار الخاطئة عنه. من أجل اكتشاف ذلك العالم، اقتربت "القدس" منه أكثر ورصدته عن قرب، واستمعت للسائقين؛ يومياتهم، وشكاواهم، وحتى عباراتهم الخاصة على الزجاج الخارجي لمركباتهم.

يتناسَون دفع الأُجرة.. والماسنجر مفتوح

يقول السائق غسان فليان (34 عاماً)، الذي يعمل في هذه المهنة منذ ثماني سنوات وحديثاً على خط بير زيت، إن أكثر ما يحدث له في يومياته ويزعجه حين يتظاهر البعض بنسيانهم دفع الأجرة والتهرُّب منها، مشيراً إلى أن بعض الفتيات، أيضاً، يفعلن ذلك، ظناً منهن أنه سيخجل من مطالبتهن.

ويتحدث فليان عن حادثة طريفة حصلت معه، حيث نسيت فتاة هاتفها النقال في سيارته، وعندما عادت لتأخذه اتهمته بأنه فتح حسابها "الماسنجر" على الفيس بوك، وبدأت بالبكاء، لكنه أكد لها بغير طريقةٍ أنه لم يفعل ذلك، حتى اطمأنت وشكرته، ثم رحلت.

وفي حادثة أُخرى، قامت فتاة بإعطائه ورقة نقدية كبيرة ليخصم منها مبلغًا قليلًا لقاء الأُجرة، وحين اعتذر لها بأن لا صرافة معه، غضبت منه وبدأت بشتمه.

ندفع ثمن خدمة لا نجدها.. والكل علينا!

يقول أحمد زواهرة (43 عامًا) الذي يعمل سائقًا على خط بيت لحم - رام الله: "ندفع ثمن خدمة وموقف في مجمع البيرة، ولكن لا أماكن مخصصة لنجلس عليها، ولا حمامات.

ويضيف: أما بالنسبة للطرق إذا اقتربنا من كفر عقب وحاجز قلنديا، فإنها "كارثية"، ناهيك عن الازدحامات الشديدة والغبار، كل هذه المشاكل بحاجةٍ إلى حل، وفي أسرع وقت.

أما سالم عازر من عابود، ويعمل سائق تكسي منذ 15 عامًا، فيرى أن الناس والشرطة والطرق وكل شيء ضد سائقي المركبات العمومية، ويقول: "هناك مجمع سيارات لبلدية البيرة، أين مجمع سيارات رام الله؟ لماذا يأتي الشرطي ويخالفني في حال أوقفت مركبتي في الشارع، البعض لهم 50 سنة على خط بير زيت، وكبار في السن، ونظل طوال الوقت واقفين على أرجلنا في الشارع، وفوق ذلك ندفع أجرة المكان 220 شيكلاً بالشهر لأصحاب الملكية، ثم نأخذ مخالفات على وقفتنا، من دون أن يتفهم الشرطي كل ذلك".

ويضيف عازر: "للأسف، الكل علينا".

زبون الليل المتأخر.. بلا استئذان

يروي محمد شعيبة (24 عامًا) قصته مع زبون آخر الليل الذي يأتيه دائمًا بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا ليوصله إلى جفنا، وبالرغم من أن شعيبة يوكد له أنه لا يصل إلى ذلك المكان، فإن الزبون يصعد إلى المركبة من دون استئذان ويرفض النزول، ما يزعج شعيبة ويدخله في مشادات مع هذا الرجل.

ولكن، ذات يوم قرر شعيبة أن يوصل ذلك الشاب إلى المكان الذي يريده حتى وإن تأخر على موعد نومه. وأثناء قيادته قال الرجل له: "أنت أفضل من ذلك السائق الذي أركب معه دائمًا، وأكرم منه، أما هو فشخص سيئ ولا يحب خدمة الآخرين". فقال له شعيبة: "إنني الشخص ذاته، هيا انزل من المركبة".

50 مترًا غيّرت مسار الرحلة

محمد الطيرواي، الذي يعمل سائقًا في الفترة المسائية على خط بيزيت منذ عدة أشهر، يشكو كغيره من السائقين من أزمة السير اليومية، لافتًا إلى أن أزمة الإرسال وأبو قش تهدر وقته وتُضيّع يومه.

ومن المفارقات التي وقعت معه في الأزمات المرورية، يشير الطيراوي إلى أن راكبًا قام ذات يومٍ بإرجاعه من الطريق المختصر إلى بير زيت، بعد أن قطعت المركبة أكثر من 500 متر فيه، إذ قال الراكب إنه يريد النزول في أبو قش. وبعد تغيير الطريق والدخول في الأزمة، يكتشف الطيراوي أن كل تلك العملية تمت من أجل 50 مترًا فقط لا غير، لم يرغب الراكب في أن يقطعها سيرًا على الأقدام.

وحين سئل الطيراوي عن تجربته في هذه المهنة، قال: "إنها مليئة بالمشاكل والأزمات، والله يكون بعون أصحاب الفترة الصباحية".

صندوق قطط

استذكر السائق جلال سطلة (24 عامًا) في حديثة حادثة أثارت استغرابه، إذ "كان جو السيارة يسوده الهدوء التام، وما لبثنا أن سمعنا صوت مواء قطط صغيرة، ثم اكتشفتُ أن الفتاة التي تجلس بجواري تحمل صندوقًا فيه ثلاث قطط صغيرة جدًا".

ويتابع سطلة: سألتُها من أين حصلت عليها، فردت بأنها وجدتها بجوار منزل صديقتها، فأشفقت عليها وأخذتها لتربيتها، فأجبتُها باستغراب: "ألم تفترضي أن لديها أُمًّا؟"، قالت: "لم يكن أحد بجانبها"، فأجبتُها: "من الطبيعي أن أم هذه القطط لن تستطيع الاقتراب طالما أنت بجوارها!".

أُريد تصميم سيارة كلها مقاعد أمامية

يشتكي العم عدنان البالغ من العمر 50 عامًا، ويعمل سائقاً على خط نابلس- رام الله، من تسابُق الزبائن على المقعد الأول، فتجد عددًا من الركاب موزعين على المقاعد الأمامية في أكثر من سيارة وباقي المقاعد فارغة، ما يتسبب بالإرباك وتأخير الرحلة. ويضيف العم عدنان مُتهكِّمًا: قررت أن أُصمم سيارة كلها مقاعد أمامية، تسير بالعرض في الشارع لأُحقق رغبة الركاب.

20 شيكلاً في مهب الريح

يروي السائق سالم عازر حادثة العشرين شيكلاً التي كانت ستودي بحياته، حين أعطته فتاة ورقة نقدية من المقعد الخلفي، وكان الشباك مفتوحاً، فطارت الورقة، فقام عازر بإيقاف مركبته سريعاً في الشارع ليلحق بالعشرين شيكلاً، وكانت في مواجهته تماماً شاحنة ضخمة كادت تدهسه لولا لطف الله الذي أنجاه من تلك الحادثة.وحين سألته "القدس" عن مصير العشرين شيكلاً، قال: "لقد استعدتها".

الباب كهربائي.. ولكن لا جدوى!

يقول سائق مركبة عمومية: "مكتوب على باب سيارتي من الخارج "باب كهربائي"، ولكن لا فائدة، فهم يصرون على إغلاقه وفتحه و(خبطه في بعض الأحيان)، كتبت عليه من الداخل أيضاً "باب كهربائي"، ولكن بلا جدوى.

لستُ خادمًا لأحد..

يشكو علاء عامرية (26 عامًا)، والذي يعمل في شركة بيرزيت للأدوية صباحاً وسائق تكسي مساء، من تعامُل بعض الركاب مع سائق التكسي على أنه خادم.ويضيف: صحيح أن هذا عملي، وأتكسب منه، ولكن هذا لا يمنح أي راكب الحق بأن يُعاملني مثل خادم له، فهناك العديد من الركاب "يتأمرون" على السائق: "ارفع صوت الراديو، اخفض صوته، بَدِّل الأغنية".

نظرة فوقية

يقول سامي عودة (26 عامًا)، وهو جامعي متخصص في علم الحاسوب (IT): إن مجتمعنا لا يتعامل بشكلٍ جيدٍ مع سائق التكسي، وكأنه شخص أزعر لا مكانة له. أنا شخص متعلم، وسافرتُ إلى العديد من دول العالم، ورأيتُ مدى احترام السائق هناك، ولكن في مجتمعنا نفتقد ذلك، لماذا؟

ويضيف عودة: أنا شخصيًا أمتلك محلًا، ولكن تُزعجني نظرة البعض الفوقية تجاه سائق التكسي، حتى إنه إذا تقدم لطلب يد فتاة يتحفظ أهلها!

عبارات يكتبها سائقو "العمومي" على سياراتهم:

"بعين الله"

يقال إنها من أشهر العبارات على ألسنة سائقي التكسيات، حيث يختتم الكثير من السائقين بها أحاديثهم، وقد يكتبونها على سياراتهم، مُرجعين ذلك إلى "كثرة ما بشوف الشوفير طول يوم عمله".

"أنا داري"

كتبها أحد السائقين على زجاج سيارته إشارةً إلى حبيبته التي كانت تعلق على أغلب حواراته معها بعبارة "أنا داري"، وحين افترقا كتب هذه الجملة تيمنًا بذكرى حبيبته لمدة 4 سنوات، ثم شعر أنه كبر على هذا الأمر فأزالها.

"مش مطولة"

يكتبها سائق التكسي الذي يشعر بالتعب والقرف من يومه، فهي جملة صالحة للأمل واليأس، أيضاً، حسب ما يقوله بعض السائقين.

"الجاحظ"

كتبها زملاؤه له على سيارته لأن عينيه واسعتان، وحين تسبب الأمر له بالإحراج، أبدلوها بـ "أبو سمرة".

"الوقت كالسيف.. إن لم تكن ذئبًا... طلع البدر علينا"

هذه عبارات يكتبها بعض سائقي التكسيات لإضحاك الناس، وحين سألت القدس دوت كوم: "هل يُحب سائق التكسي إضحاك الناس؟"، أجابوا: السائق أكثر شخص تظل مركبته تدور في شوارع البلد، ولا بد أن يكون طريفًا".

"اللهم أعطهم ما يتمنون لي".. "الحاسد مع الرازق لا يساوي شيئًا"

جملتان مرافقتان للسائق الأربعيني سهيل أبو الحج، حيث يقوم بكتابة هاتين العبارتين على كل سيارة يقتنيها، وذلك منذ 17 عاماً، كرسائل لزملائه الآخرين في هذه المهنة، حيث إنه من المعروف أن سائقي التكسيات يتنازعون غالباً على الركاب والدور والأجرة.

"اللهم صلّ على النبي وما شاء الله"

يقول السائق صلاح إنه يرغب بتزيين سيارته بهذه العبارة التي تدرأ عنه الحسد وتجلب له الرزق.

عضة أسد ولا نظرة حسد

كتبها السائق لاعتقاده بشدة هول الحسد على سيارته وعمله، إذ يرى أن عضة الأسد بحسب المقولة المشهورة أقل خطراً من حسد الناس.

بكرا تكبري يا قطة وتصيري تويوتا

القطة المقصود بها سيارته الفورد التي يعمل عليها، ويطمح في المستقبل أن يُغيرها ويشتري غيرها من ماركة تويوتا.

ابتسم واحصل على خصم

على الرغم من المعروف والسائد عن تشدد السائقين في موضوع الأجرة، فإن هذا السائق يفضل ابتسامة الزبون، حسب قوله، ولذلك اختار هذه العبارة لتكون على زجاج سيارته.

آه يا حنان..

كتب أحد السائقين هذه العبارة على سيارته، وقد اشتهرت في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعود أصل الحكاية إلى شاب سعودي اسمه محمود صوّر عدة فيدوهات له وهو يشكو من حب حنان وخيانتها له، وقام بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قام أحد صانعي الريمكس و"الدي جي" بتجميع تلك الفيديوهات وتلحينها في فيديو واحد انتشر بشكلٍ كبير بعد ذلك.

القدس دوت كوم


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة