تلفزيون نابلس
قتلوا حلمه
5/26/2019 7:39:00 AM

 عنان شحادة

لم يعد بمقدور الفتى محمود حسين صلاح (15 عاما) من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، ممارسة لعبة كرة القدم والتزحلق، بعد أن بترت قدمه جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليه.

الفتى صلاح أصيب برصاص الاحتلال في الـ21 من الشهر الجاري في بلدة الخضر جنوب بيت لحم.

شهود عيان في المنطقة، أكدوا أنهم سمعوا صوت إطلاق رصاص في البلدة دون أن يكون هناك أية مواجهات، تلا ذلك أصوات صراخ لمواطنين، وهنالك من روى ما حدث.

أمين سر حركة "فتح" في الخضر أشرف صلاح، الذي كان قريبا من المكان؛ يقول: "بعد الإفطار بساعة ونصف كنت أجلس أمام منزلي الذي لا يبعد سوى 300 متر عن الحدث، سمعنا صوت رصاص كانت ست رصاصات، توجهنا سريعا إلى المكان وهناك لم يسمح لنا بالاقتراب، لكن شاهدنا الفتى محمود صلاح ملقى على الأرض وهو يصرخ من شدة الألم، حينها علمنا أنه أصيب بالرصاص.

وأضاف: "أشهر الجنود سلاحهم علينا ومنعوا أي شخص الاقتراب منه وحتى طاقم الإسعاف، بقي على الأرض قرابة 30 دقيقة دون أن تقدم له الإسعافات وهو ينزف دما، ثم نقلوه إلى الجهة الأخرى خلف الجدار، نحو الشارع الالتفافي رقم (60)، ومكث حوالي الساعة، بعد ذلك لم نعرف ماذا جرى له".

وتابع صلاح إن ضابط مسؤول الوحدة، قال لنا "هذه المرة أطلق الرصاص على قدم واحدة المرة المقبلة سيكون في القدمين"، بمعنى تهديد بعدم الاقتراب من الجدار، علما ان الفتى كان في منطقة سكنية وكان يبعد أكثر من 200 متر عن الجدار".

منزل الفتى المصاب كان يعج بعد الإفطار بالمواطنين الذين قدموا لمواساة أسرته.

كان والده يجلس على بلكونة المنزل، قائلا: "قتلوا حلمه، كان حلمه بأن يصبح لاعبا لكرة القدم فهو يحب النجم كريستيانو رونالدو، كما يحب التزلج لكن كل ذلك تبخر، الحمد لله على كل شيء، وابني ليس أفضل من أطفال وشباب فلسطين".

وتابع حديثه وهو يشعل سيجارته: "وقت إصابة ابني كنت في مكان عملي داخل أراضي الـ48، اتصلوا معي وأخبروني بما حدث، لم أتمالك نفسي، جن جنوني خاصة أن نجلي الآخر اعتقل قبل شهر".

وأضاف: "حياتنا صعبة لا يوجد إفطار على مائدة رمضان، كلما نجلس نتذكره، والدته تتواجد في المستشفى لا تستطيع في أوقات كثيرة رؤيته أو الاقتراب منه في ظل الإجراءات الأمنية على باب الغرفة".

"كان ابني يستعد للسفر الى الولايات المتحدة لزيارة اخواله".

وأشار إلى أنه في اليوم الثاني من الإصابة حاول الدخول الى القدس عبر الحاجز العسكري (300) على المدخل الشمالي لبيت لحم، إلا أنه منع وقالوا له "أنت مرفوض أمنيا" وسحب منه الجيش تصريحه.

أروى شقيقة الطفل صلاح قالت "أنا على اتصال يومي مع والدتي التي أخبرتنا أن حالته النفسية صعبة، ويحتاج الى متابعة من الناحية النفسية ليجتاز المرحلة الصعبة بعد بتر قدمه".

وأضافت، "نحن ممنوعون من زيارته حتى الحديث معه عبر الهاتف الخلوي، وتساءلت، أي قانون أو عرف في العالم يحرم فتى من رؤية أسرته أو الحديث معهم؟".

وتابعت "عندما استيقظ شقيقي من التخدير وعلم ببتر قدمه قال لأمه "قولي لأبوي ما يزعل مني".

من جهته، أكد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين أكرم عجوة المتابع لقضيته، أن الإصابة وحسب الطواقم الطبية في المستشفى الذي يعالج فيه "شعار تصيدق" أدت إلى تقطع الأوردة الدموية، وبناء على ذلك أجريت له عملية بموافقة ذويه يوم الخميس لبتر قدمه من تحت الركبة وهو الان يخضع في غرفة العناية المكثفة.

وأضاف هو معتقل منذ اليوم الأول ويخضع لحراسة، عقدت له جلسة في محكمة "عوفر" دون حضوره وتم تمديد اعتقاله إلى 8 أيام حيث سيتم عرضه على المحكمة، مشيرا الى انهم يتابعون قضيته، حالته في استقرار، ويوم الخميس القادم له جلسة للنظر في ملفه.

جدار الفصل العنصري في الخضر أصبح كابوسا في حياة السكان؛ قال رئيس بلدية الخضر ياسر صبيح، مضيفا: جدار الفصل العنصري مصدر خطورة كبيرة على حياة المواطنين سواء بمنعهم من الوصول الى أرضهم أو حتى على الأطفال والشبان الذين بمجرد الاقتراب منه يتم إطلاق الرصاص عليهم وهو ما أدى خلال الأشهر الماضية الى إصابة عدد منهم في مقتل من ناحية الحركة، حيث يركزون على الأطراف السفلية لخلق حالات إعاقة دائمة".

وتؤكد اتفاقية حقوق الطفل التي سُنت عام 1989، وهي أول اتفاقيّة دوليّة تلزم قانونيّا بحماية حقوق جميع الأطفال في العالم، بضمان حقوق الإنسان وحمايته.

وقال مدير هيئة شؤون الاسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان إن الأطفال والفتية يتعرضون لسياسة ممنهجة من قبل الاحتلال لقتل الروح فيهم، من خلال اعتقالهم واصابتهم المباشرة خاصة في الأطراف لخلق حالة إعاقة دائمة ليكونوا عبرا للآخرين.

وأضاف أبو عطوان أن الاحتلال يتعامل مع الأطفال والفتية على انهم الوقود الدائم والمتجدد لمقاومة المحتل، وعليه فإننا نعيش هجمة مسعورة من قبل المحتل، مبينا أن السجون يقبع فيها الان حوالي 400 طفل من بينهم 20 مصابا.

وأكد أن الأطفال يتعرضون في سجون الاحتلال الى أعمال تعسفية من قبل إدارة السجون أكثر سوء من البالغين، من خلال التعذيب النفسي لثنيهم واسقاطهم.

وفا


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة