تلفزيون نابلس
أية تحالفات قد تشهدها الساحة الإسرائيلية الأسبوع المقبل؟
2/17/2019 6:43:00 AM

 حين بدأت المعركة الانتخابيّة في إسرائيل، نهاية كانون أول/ ديسمبر الماضي، تركت انطباعًا عند كثير من المراقبين أنها ستشهد تحوّلات كبيرة على مستوى التحالفات، خصوصًا بعد انشقاق الوزيرين نفتالي بينيت وآييلت شاكيد عن حزب "البيت اليهودي"، وطرد حزب "العمل" لحزب "هتنوعا"، الذي تقوده تسيبي ليفني، من "المعسكر الصهيوني"، على الهواء مباشرةً.

غير أن هذه الانقسامات، التي حدثت جميعها خلال الأسبوع الأول بعد حلّ الكنيست، لم تتطوّر إلى تحالفات بعد، رغم المداولات المستمرّة بين الأحزاب الإسرائيليّة لتشكيل قوائم كبيرة، منعًا لعدم تجاوز أحزابٍ صغيرة نسبة الحسم، ما قد يهدّد معسكريّ اليمين واليسار الصهيوني.

لم يتبقَّ كثيرًا لحسم التحالفات، فالموعد الأخير لذلك هو يوم الخميس المقبل، أمّا أبرز التحالفات المحتملة للفترة المقبلة، فهي بحسب موقع "هآرتس"، على النحو الآتي:

"مناعة لإسرائيل" و"يش عتيد"

طيلة أسابيع، انتظرت الساحة السياسيّة الإسرائيليّة نتائج المباحثات بين رئيسي الحزبين، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس، ووزير الماليّة السابق، يائير لبيد، دون أن تسفر عن نتائج بسبب ما وصفته وسائل الإعلام بـ"لعبة الغرور الشخصي" بينهما. ورغم أن لبيد اقترح على غانتس، الأسبوع الماضي، بحسب القناة 12 في التلفزيون الإسرائيليّ، إبرام اتفاق تناوب بينهما على رئاسة الحكومة إن فازت قائمتهما بالانتخابات، إلا أن المباحثات ما زالت عالقة.

ومن شأن تحالف بين "مناعة لإسرائيل" و"يش عتيد" أن يكون قادرًا على إحداث تحوّل في الساحة السياسيّة الإسرائيليّة، إذ رجّحت استطلاعات الرأي أن يحصل التحالف على ما لا يقلّ عن 30 مقعدًا في الكنيست، ما يعني تشكيل خطرٍ مباشر على إمكانيّة استمرار رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، في منصبه، رغم استبعاد حدوث ذلك، بسبب الدعم الذي يتمتّع به نتنياهو من الأحزاب الحريديّة واليمينيّة.

في غضون ذلك، ما زالت القائمتان تعملان على تشكيل كل واحدة منهما، فقد أعلن رئيس "الهستدروت"، آفي نيسكورين، انضمامه، اليوم، السبت، لحزب غانتس، دون أن يستقيل من منصبه.

الليكود وأحزاب يمينيّة صغيرة

تعطي استطلاعات الرأي حزب الليكود الحاكم في إسرائيل منذ العام 2009، صدارة الأحزاب السياسيّة في الكنيست، بحصوله على ما يقارب 30 مقعدًا (32 في أعلى الاستطلاعات، و28 في أدناها)، ما يعني أن لا خطرَ حقيقيًا على الحزب، خصوصًا مع عدم التحالف بين لبيد وغانتس، في معسكر "الوسط"، إلا أنّ الاستطلاعات ذاتها ترجّح تراجع أحزاب صغيرة مثل "البيت اليهودي" إلى ما دون نسبة الحسم، ما يعني أن الائتلاف الحاكم الحالي سيكون في مأزق بتراجع مركباته إلى دون الستّين مقعدًا التي تمنحه تشكيل الحكومة المقبلة، علمًا بأن نتنياهو كرّر أكثر من مرّة أن الائتلاف الحكومي الحالي سيكون أساس الائتلاف الحكومي المقبل.

وعزّز حصول نتنياهو على تحصين لثلاثة مقاعد في قائمة الليكود لصالحه، من إمكانيّة منحها "للبيت اليهودي"، غير أن تحالفًا من هذا النوع يبدو أنه غير قريب، بحسب صحيفة "هآرتس"، التي تقول إن نتنياهو سعى إلى ضم حزب "كولانو"، بقيادة وزير الماليّة الإسرائيلي، موشيه كاحلون، إلا أن الأخير رفض.

"مناعة لإسرائيل" و"كولانو" أو "غيشر"

رغم حلول حزب "مناعة لإسرائيل" ثانيًا في معظم استطلاعات الرأي، إلا أن نظرةً سريعة عليه تعطي انطباعًا أنه "حزب ضبّاط" إذ يقف على رأسه رئيسا أركان سابقان في الجيش الإسرائيلي، هما غانتس وموشيه يعالون، مع إمكانيّة انضمام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، كذلك، غابي أشكنازي، إليهما؛ ولهذا السبب تحديدًا، يسعى غانتس إلى التحالف مع "كولانو" أو "غيشر"، للاهتمام أكثر بالجوانب الاجتماعيّة والقضايا المعيشيّة.

وتقول صحيفة "هآرتس" إنّ غانتس حاول أكثر من مرّة التحالف مع "غيشر"، إلا أن رئيسته، أورلي ليفي، رفضت ذلك رغم إمكانيّة عدم عبورها نسبة الحسم، وهو نفس الردّ الذي تلقاه غانتس من رئيس كولانو، موشيه كاحلون.

"ميرتس" و"العمل"

نظريًا وفي مقالات الكتاب المحسوبين على اليسار الصهيوني، طرحت، أكثر من مرّة، فكرة توحّد حزبي "ميرتس" و"العمل" في قائمة انتخابيّة واحدة، لكنّ المسؤولين في الحزبين نفوا ذلك أكثر مرّة، خصوصًا من قبل رئيس حزب العمل، آفي غاباي، الذي يصرّ على خوض الانتخابات منفردًا.

بعد طردها من "المعسكر الصهيوني" بشكل مفاجئ وأمام الكاميرات مباشرةً، تسعى ليفني، التي تصارع تحت نسبة الحسم، إلى التحالف مع أيّة حزب سياسي يسعى لخوض الانتخابات من أجل أن تكون في الكنيست المقبلة، وسط شكوك كبيرة في أن تنجح بتحقيق ذلك قبل الانتخابات المقبلة.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة