تلفزيون نابلس
المٌقاومة بعيونٍ إسرائيليّةٍ… أولمرت: الفلسطينيون لقنونا درسًا ورئيس الشاباك السابِق نحن الطرف الضعيف أمامهم
11/16/2018 1:25:00 PM

 بعد أنْ غاب الثلج وبان المرج، بدأت إسرائيل تستوعِب الهزيمة النكراء التي لحقت بها في الجولة الأخيرة من القتال مع المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، وفي هذا السياق، كان لافتًا أنّ عددًا من المسؤولين السياسيين والأمنيين أدلوا بدلوهم وأقّروا بالحقيقة المُرّة كالعلقم: قواعِد الاشتباك تغيّرت، وقواعد اللعبة أيضًا.

وفي هذا السياق نقلت هيئة البث الإسرائيليّة “كان”، عن رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، أنّه ليس لإسرائيل قوّة ردعٍ أمام حركة “حماس” في قطاع غّزة، مُشدّدّة على أنّه هاجَم سلفه، بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه المُستقيل، أفيغدور ليبرمان، ورأى أنّ الحكومة الحالية خضعت لحركة “حماس″، وبأنّ الفلسطينيين أقاموا لنا مدرسةً، أيْ لقّنوا إسرائيل درسًا، كما وصف نتنياهو، بالضعيف، وبِمَنْ لا يُمكِنه اتخاذ القرار المُناسب في الوقت المُناسب، مُوضحًا أنّ الحكومة الإسرائيليّة لم تُواجِه حركة “حماس” في قطاع غزّة، لأنّ الحكومة كانت غائبةً، في الأساس.

أمّا رئيس الشاباك السابق، يورام كوهين، فقال للإذاعة العبريّة إنّه كان علينا توجيه ضربةً قاسيّةً لحماس، ولكننّا كنّا خائفين، وتابع قائلاً في معرض ردّه على سؤال إنّه في حال قيام المُقاومة الفلسطينيّة بالمُبادرة، فإنّ إسرائيل تكون نظريًا وعمليًا في وضعٍ صعبٍ.

وتطرّق كوهين إلى إطلاق صاروخ الـ”كونيت”، مُشدّدًا على أنّ هذا خطأ جسيم بالنسبة لإسرائيل، لافتًا إلى أنّه خلافًا للأكثرية التي تعتقِد بأنّ حركة حماس لم تقصد قتل الجنود، فالعكس هو الصحيح، حماس أرادت من وراء إطلاق الصاروخ قتل أكبر عددٍ من الجنود في الحافِلة، مُعتبرًا أنّ الردّ الإسرائيليّ كان يجب أنْ يكون هدم عشرات ومئات المباني السُكّانيّة في القطاع، وهذا الأمر كان سيهزم حماس، على حدّ زعمه.

وأقّر رئيس الشاباك بإنّ إسرائيل امتنعت عن القيام بهذه العملية خوفًا وخشيةً من قيام المُقاومة الفلسطينيّة بتوسيع رقعة القصف، ووصول الصواريخ إلى مركز الدولة العبريّة، الأمر الذي كان سيُجبِر إسرائيل على الانجرار إلى معركةٍ عسكريّةٍ لا طائل منها.

على صلةٍ بما سلف، قال جنرالٌ إسرائيليٌّ في صحيفة “يسرائيل هايوم” إنّ انتهاء جولة التصعيد مع حماس في غزّة تتطلّب على الفور حاجةً ماسّةً لترميم قوة الردع الإسرائيليّة، لافتًا إلى أنّ إن الشعور السائد في أوساط مستوطني غلاف غزة وباقي الجمهور الإسرائيليّ، هو أنّ الكلام عن ردع حماس فوق الأرض وتحتها، بحاجةٍ للمزيد من التدقيق مع تآكل قوة الردع الإسرائيلية أمامها.

وأضاف أهارون ليبران الجنرال السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” إنّ الأوضاع الأخيرة على حدود غزة تطرح علامات استفهام عديدة حول تراجع قوة الردع الإسرائيلية، وهي أحد أضلاع مثلث نظرية الأمن الإسرائيلية بجانب الحسم والإنذار.

وأشار إلى أنّه رغم أن القوّة العسكريّة المُتواضعة لدى حماس، فإنّ لديها إمكانية وقدرة حقيقيّة على تهديد إسرائيل من خلال قذائفها الصاروخية، بما في ذلك مطار بن غوريون، وإشعال الحدود مع قطاع غزة، مُضيفًا أنّه أصبح واضحًا أنّ قوّة الردع الإسرائيليّة أمام حماس تراجعت وتآكلت لسببين اثنين: قوة وقف حماس وسكان غزة، فالفلسطينيون المحاصرون المنهكون في غزة ملتفون حول حماس، ولديهم تعبئة دينية وأيديولوجية، ورغبة جامحة بالقضاء على إسرائيل، مما يُخفِف عنهم تلقي المزيد من الخسائر وسقوط الضحايا في إطار صراعهم مع إسرائيل، وفي الوقت عينه، أضاف، فإنّ إسرائيل كما يبدو ليست معنية بترميم قوّة الردع، لأنّ قيادتيها السياسية العسكرية ليستا معنيتين بفقدان جنودهم في المعركة، وتخشى من التورّط في عمليّةٍ عسكريّةٍ بريّةٍ واسعةٍ في قلب غزّة.

وشدّدّ الجنرال على أنّه عندما يواصل أركان الدولة على إصدار تهديداتٍ مُتلاحقةٍ بشأن تنفيذ عمليّةٍ عسكريّةٍ في غزّة، ثم لا ينفذونها، فإنّ التهديد يظهر أجوفًا، بلْ ويُحفِز حماس لخوض جولةٍ أخرى من الإضرار بإسرائيل.

وأكّد أنّ قوّة الردع هي وسامٌ حصريٌّ للجيش الإسرائيليّ، لكنّ الوضع الحالي قُبالة غزّة بات لا يُحتمل، ممّا يطرح السؤال حول كيفية ترميم الردع المتآكل، وأولها من خلال القضاء على سلطة حماس في غزة، رغم ما يقال عن أنّ استمرار حكمها سيبقي على الانقسام الفلسطينيّ.

وخلُص الجنرال الإسرائيليّ إلى القول إنّ العملية الجويّة ضدّ حماس في غزّة لا تكفي وحدها، ولن يكون مناص من تنفيذ عمليّةٍ ميدانيّةٍ بريّةٍ واسعةٍ في المناطق التي توجد فيها الحركة، وإذا أرادت إسرائيل عدم الاستماع لمزيد من صفارات الإنذار، والسحب السوداء من الإطارات المشتعلة، فلا مناص من التفكير بقوّةٍ وبصوتٍ عالٍ لترميم الردع الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة