تلفزيون نابلس
"حوش العطعوط" في نابلس القديمة.. سرٌ من أسرار ياسر عرفات
11/15/2018 4:42:00 PM

 روزين أبو طيون

من قلب حي الياسمينة في البلدة القديمة في مدينة نابلس، ممرٌ طويل يأخذك إلى أجمل ما يمكنُ أن تراه عيناك، ستشعر وكأنك في بيتٍ فلسطينيٍّ شاميّ، أو حتى في إحدى زُقَقِ قصر السلطان سليمان. كلُ شيءٍ في ذلك الزقاق يذكرك بالماضي، حجارته المرصوصة، وبيوته، وشبابيكه الخشبية، وحتى رائحته الممزوجة برماد رصاص الاحتلال، كل شيء فيه يذكرك أيضا بالأمرين مع الاحتلال. ذلك الزقاق يأخذك إلى سرٍ من أسرار الرئيس الراحل ياسر عرفات. فما ذلك الزقاق؟ وما هو السر؟

حوش العطعوط أو حوش الفاخورة كما كان يعرف سابقا، وذلك نسبة إلى عمل الناس اللذين أقاموا فيه في الفترة التي تلت عهد بنائه عمره أكثرَ من مائتي عام ويضم أكثر من 26 منزلاً، تعرض للهدم من قبل الاحتلال سنة 2004، وأعيد ترميمه ما بين 2012_2014 من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

بداية الترتيب للثورة الفلسطينية

بدأ الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد حرب 67، بالتخطيط للثورة الفلسطينية ضد المحتل فقام بتشكيل الخلايا العسكرية الأولى لمواجهة المحتل ومنها انطلقت إلى المدن الفلسطينية الأخرى، ليعود بعد ذلك في عام 1994 إلى حوش العطعوط مرتديا بدلته العسكرية. من ذلك الزقاق بدأت حكاية الرجل الثوري البسيط ذي اللهجة المصرية، وبدأت حكاياتنا معه.

يقول الحج عمر قنازع وهو أحد الأشخاص الذين عرفوا عرفات: "كان ياسر عرفات شابا ثوريا ومندفعا، كان كلُ ما يتمناه هو أن يُخرِجَنا من رحمةِ الاحتلال. وضع الأمل فينا، جلس لفترة في هذا الحوش، وكان طيلة يومه في هذا الزقاق يقوم بالتخطيط وبجمع الشباب، فكان مقرا لاجتماعاته، فمن بعد عرفات خرجت الثورة بمعناها الحقيقي".

يكمل الحج قنازع: "ما حصل في حوش العطعوط وقت الاجتياحات من تدمير وهدم، ليس سوى محاولة من جيش الاحتلال للانتقام من سكان الحي لأنهم حضنوا عرفات وقدموا الدعم له".

"حوش الهم والغم وقلة راحة البال"

"حوش الهم والغم وقلة راحة البال"، هذا ما قالته أُم السعيد للتعبير عن معاناتها وحزنها فتقول: "هنا فقدت ابني وبعد أربعة أيام تعرض ابني الأخر للعمى، ودمر بيتي سنة 2004، وأعيد بناؤه سنة 2012، حتى استطعت العودة إليه سنة 2015 كل ذلك بسبب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فحوش العطعوط هو أكثر حوش تعرض للتدمير والخراب في نابلس، وذلك حقدا من الاحتلال عليه".

تكمل بابتسامةٍ بعد حزنها: "ما يفرحني هو أن عرفات كانت نقطة انطلاقه من هنا، ولثورتنا معه، كان مناضلا، واستطاع أن يعطي القوة والأمل للشباب. حيث بدأ معه محمد أبو عرب، وضياء الحامد، وعبد الإله الاتيرة، وغيرهم. كانت نهاية لحوش العطعوط مع خروج عرفات منه".

بينما أم غسان التي تسكُن الحوش منذ أربعين عاما فتعبر عن حبها للحوش ولما خرج منه من مناضلين، وحاملين لاسم الثورة الفلسطينية.

في حوش العطعوط وبالرغم من ما تعرض له من حزنٍ وفقدان ومعاناة بقي أصحابه صامدين وأقوياء، وما زالوا أوفياء لذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات يتحدثون عنه بكلِ بشغفٍ ومحبة، فخورين بما حققه عرفات من ظهور للثورة الفلسطينية.

المصدر القدس دوت كوم


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة