تلفزيون نابلس
الجيش الإسرائيليّ أنهى مناورةً لمنع حزب الله من "احتلال" مُستوطناتٍ بالشمال واختتم تدريبًا في قبرص للقتال بالمناطق المأهولة
11/5/2018 6:17:00 AM

 أجرت قوات كبيرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيليّ من اللواء المناوَر للفرقة 91 هذا الأسبوع، مناورةً خاصّةً لحرب على الحدود الشمالية، وجاء وفق المصادر الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب أنّ المناورة أجريت بالتشديد على سيناريو يتسلل فيه حزب الله إلى الأراضي الإسرائيليّة، وتحديدًا في شمال الدولة العبريّة، ويُسيطِر على مستوطنةٍ حدوديّةٍ لفترةٍ من الوقت، كما أكّدت المصادر.

وقد نقل موقع “القناة 20” في التلفزيون الإسرائيليّ عن قائد سرية الرصد الرائد احتياط نتنئيل عزران الذي شارك في قيادة المناورة قوله: لقد ناورنا على سيناريو تتسلل فيه قوات حزب الله إلى الأراضي الإسرائيليّة كجزءِ من الحرب على الوعي إذْ أنّ احتلال حزب الله، أضاف، لمُستوطنةٍ هدفه المفصليّ والرئيسيّ الحرب على كيّ الوعي لدى الجمهور الإسرائيليّ، على حد قوله.

ولفت الموقع العبريّ إلى أنّ سيناريو تسلل حزب الله إلى الأراضي الإسرائيليّة ونقل القتال إلى أراضي دولة الاحتلال يُدرِكه الجيش الإسرائيليّ، وبناءً على ذلك، قال الجيش بتشييد أحد العوائق الكبيرة والمتطورّة تكنولوجيًا في العالم على الحدود الشماليّة، إلّا أنّه شدّدّ على أنّ العائق الحقيقيّ أمام هذا التهديد هو جدار ردعي، وليس عائقًا فعليا فحسب، بحسب المصادر في تل أبيب.

وبحسب الموقع، فإنّ حادثة من هذا النوع توجِب إخلاء السكان، مضيفًا أنّ الجيش الإسرائيليّ قام بإعداد خطّةٍ، بأمرٍ من المُستوى السياسيّ، كهذه لساعة الطوارئ ويتحتّم على الجيش الإسرائيليّ ألّا يخجل منها اليوم.

وتابع أنّ إخلاء المستوطنات سيُساعِد جيش الاحتلال على العمل في المنطقة بهدوءٍ، وسيكون الهدف المركزيّ هو عدم تعريض المدنيين للخطر، كما نقل الموقع عن الرائد عزران أنّ حادثة من هذا النوع  تستلزِم إخلاء السكّان، وأنّ الجيش يُدرِك أنّه إذا تمّ استدعاءه لحادثةٍ كهذه فإنّه سيتّم إخلاء السكان لمنع إصابة المدنيين. وبحسب مصادر أمنيّة وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى فإنّ الحديث يجري عن إخلاء 22 مستوطنةٍ إسرائيليّة تقع في شمال دولة الاحتلال.

إلى ذلك، يؤكّد ما كان قد كشفته صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، عمق الخشية، القلق والتوجّس لدى صنّاع القرار في تل أبيب من حرب لبنان الثالثة، فقد نقل مُحلل الشؤون العسكريّة، أليكس فيشمان، عن مصادر وصفها بأنّها مطلعةً جدًا، نقل عنها قولها إنّ الحكومة الإسرائيليّة، اتخذّت قرارًا لأوّل مرّة في تاريخ الدولة العبريّة، سيتّم بموجبه إخلاء مدينتي كريات شمونة (الخالصة) في الشمال ومدينة سديروت في الجنوب، كجزءٍ من استخلاص العبر والنتائج من الحروب التي خاضتها.

وبحسب المصادر عينها، فإنّ قادة هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال تخشى أنْ تتعرّض مدينة كريات شمونة وسديروت لاختراقٍ من عناصِر حزب الله وحماس، وتنفيذ عملياتٍ فدائيّةٍ ضدّ السكّان، علاوة على ذلك، فإنّ إسرائيل تخشى من هجومٍ صاروخيٍّ مُكثّفٍ على المدينتين، بالإضافة لقيام حزب الله وحماس باستخدام صواريخ تخترق البيوت والملاجئ المُحصنّة، على حدّ تعبيرها.

ولفتت المصادر الإسرائيليّة أيضًا إلى أنّه في التدريب الفيلقي الأكبر الذي أجراه مؤخرًا جيش الاحتلال تمّ التدّرب على إخلاء المٍتوطنات والمدن في الشمال والجنوب، وأنّ الأمر كان ناجحًا، وفق أقوالها. يُشار إلى أنّ عدد السكان في المدينتين المذكورتين يصل إلى خمسين ألف مُواطن.

على صلةٍ بما سلف، أنهى جيش الاحتلال الإسرائيليّ يوم أمس مناورة نفذتها القوات الخاصة الإسرائيليّة “مغلان”  في قبرص منذ الأسبوع الماضي بمشاركة قوّاتٍ من سلاح الجو في الدولة العبريّة.

وبحسب موقع القناة (20) في التلفزيون العبريّ، الذي اعتمد على مصادر عسكريّةٍ وأمنيّةٍ في تل أبيب، يتعلّق الأمر بمناورةٍ مُشتركةٍ بين القوات الخاصّة في جيش الاحتلال “مغلان” ووحدات من الجيش القبرصي تدّربت فيها القوات على سيناريوهات مختلفة من القتال وعلى القدرة القتاليّة في مجالات محاربة الإرهاب، القتال في مناطق مبنيّةٍ، القتال في مناطق مفتوحةٍ، قدرات على الاقتحام والتخريب وقدرات في مجالات الطب الميدانيّ، على حدّ قول المصادر.

وأوضح الموقع العبريّ أيضًا أنّ الأمر يتعلّق بمناورةٍ خاصّةٍ تعكس قدرات جيش الاحتلال مقابل سيناريوهات مواجهة جهات مختلفة، وهو يمثّل دليلًا إضافيًا على التعاون الوثيق والمهم بين الجيوش، لأنّ الحديث يدور عن ثالث مناورة ينفذها جيش الاحتلال بالتعاون مع الجيش القبرصيّ على أراضي الأخير، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ دولة الاحتلال ستستضيف مناورات أيضًا مشتركة مع الجيش القبرصيّ على الأراضي الإسرائيليّة، كما أكّدت المصادر.

وقد تمّ تشكيل وحدة (مغلان) في العام 1993 لتكون رأس الحربة في مواجهة مُقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، وقد استثمرت شعبة العمليات في الجيش الإسرائيليّ الجهد والإمكانيات في تشكيل هذه الوحدة، التي كانت لإعادة الاحترام للجيش الإسرائيلي في أعقاب سلسلة إخفاقاته أمام مقاتلي حزب الله، كما قالت المصادر لموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة