تلفزيون نابلس
الجنرال عميدرور: إسرائيل باتت مُستعدّةً لدفع ثمن حربٍ شاملةٍ وتحمّل خسائر جسيمةً
10/9/2018 12:36:00 PM

 لا تُخفي إسرائيل الرسميّة أنّ التمركز الإيرانيّ في سوريّة، لبنان والعراق، يقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، وبالتالي فإنّ التهديدات التي تصدر عن قادة دولة الاحتلال باتت تقريبًا شبه يوميّةٍ، لأنّ هذا التمركز يضع الدولة العبريّة أمام تحدّياتٍ خطيرةٍ وجسيمةٍ، ومن شأنه أنْ يؤدّي إلى تغيير قواعد اللعبة والاشتباك، بشكلٍ خاصٍّ على الحدود الشماليّة.

في هذا السياق يرى رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، الجنرال احتياط يعقوف عميدرور أنّ الإيرانيين يُواصِلون تقوية حزب الله، وفي الوقت عينه يطمحون إلى زيادة سيطرتهم في كلٍّ من سوريّة والعراق، بحيثُ تكون كسيطرتهم على لبنان، وذلك على الرغم من أنّه في هاتين الدولتين العربيتين، شدّدّ عميدرور، يجب أنْ تكون المُعارضة من الحكومتين والشعبين أشّد لإيران من لبنان، على حدّ تعبيره.

ولفت الجنرال احتياط إلى أنّ الإيرانيين ينجحون بإعادة نجاحهم في العراق، على الرغم من أنّهم يقومون بذلك بشكلٍ بطيء وحذرٍ، بسبب وجود قوى شيعيّة مُعارِضة للجمهوريّة الإسلاميّة، أمّا في سوريّة، فإنّ السؤال ما زال مفتوحًا، ومن غير المعروف إلى أيّ مدى سيُوافِق الروس والسوريين أنْ يذهبوا سويةً مع إيران، التي بحسبه، نعمل على تغيير طابع سوريّة، إذْ أنّ سوريّة وروسيا تحتاجان للدعم الإيرانيّ للمُحافظة على الانتصار في الحرب الأهليّة، كما قال.

وتطرّق الجنرال عميدرور إلى الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى العمل من أجل إضعاف وكلاء إيران في منطقة الشرق الأوسط، حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعيّة وقوّات فيلق القدس في سوريّة، لافتًا إلى أنّ الحرب الإسرائيليّة ضدّ هؤلاء الوكلاء هدفها التكتيكيّ منع إيران من “خنق” إسرائيل والضغط عليها من جبهتين: سوريّة ولبنان، أمّا على المدى الإستراتيجيّ، فقال عميدرور، والذي ما زال خافيًا عن العيون، فإنّ إيران تسعى من وراء تقوية وكلائها في المنطقة لإيجاد “خطّ دفاعٍ أوليٍّ” عن الجمهوريّة الإسلاميّة، والذي من شأنه أنْ يمنع إسرائيل القدرة على اتخاذ قرارٍ لضرب المنشآت النوويّة الإيرانيّة، في حال جدّدّت طهران برنامجها النووي، كما قال.

وأشار الجنرال عميدرور في دراسة نشرها على موقع “مركز القدس للدراسات الإستراتيجيّة” إلى أنّه إذا وصلت إيران إلى وضع تكون فيه قادرةً على توجيه صواريخ دقيقةٍ بالغة الدقّة نحو العمق الإسرائيليّ، فإنّ الوضع الإستراتيجيّ للدولة العبريّة سيتغيّر بشكلٍ دراماتيكيٍّ، وشدّدّ على أنّ إسرائيل عاقدة العزم على منع هذا التحوّل بكلّ ثمنٍ، حتى لو كان هذا الأمر يعني خوض حربٍ شاملةٍ ضدّ كلٍّ من سوريّة ولبنان، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّها ستتضرر كثيرًا من ناحية الإصابات في العمق، والتي ستكون خطيرةً جدًا، بحسب تعبيره.

ولفت الجنرال إلى أنّ الهدف الرئيسيّ من بناء القوّة العسكريّة الإيرانيّة في سوريّة هو ردع إسرائيل من العمل ضدّ التطوّر الإيرانيّ في المجال النوويّ العسكريّ، فإنّ منع ذلك، حتى ولو بضربةٍ إسرائيليّةٍ مُفاجئةٍ، سيكون مقبولاً جدًا، طبعًا إذا وُجِدَت الفرصة لتنفيذ هذا الهجوم، على حدّ قوله.

وأوضح الجنرال عميدور أنّه من الناحية السياسيّة فإنّ التحدّي الإسرائيليّ هو مُضاعَف، أولاً، يتحتّم على الدولة العبريّة إيجاد حريّة نشاطٍ في الأجواء السوريّة، على الرغم من وجود القوّات الروسيّة ومنظومة S300 والثاني، كما أكّد عميدرور، يتمثّل في تجنيد الولايات المُتحدّة الأمريكيّة التي تُبدي عدم اهتمامٍ، تجنيدها لأنْ تعمل جنبًا إلى جنبٍ مع إسرائيل، وإلّا تكون بمثابة مُشاهِدٍ من أطراف المعلب، على حدّ وصفه.

وساق الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّ هذين التحدّيين السياسيين، يجب أنْ يكونا بالتوازي مع العمليات العسكريّة للجيش الإسرائيليّ، لأنّه في هذه المنطقة بالذات، أيْ في سوريّة، تُواصِل إيران التمركز بشكلٍ كبيرٍ في ظلّ سكوتٍ مُريبٍ من قبل الدولتين العظمتين: روسيا وأمريكا، لافتًا في الوقت عينه، إلى أنّه خلافًا للماضي، فإنّ إسرائيل باتت اليوم على استعدادٍ لتحمّل التردّي في الأوضاع على الجبهة الشماليّة مع سوريّة ولبنان، من أجل منع إيران من بناء ماكينة الحرب في سوريّة، كلّ سوريّة، التي تبعد عن طهران 1500 كيلومترًا، وعن تل أبيب 150 كيلومترًا فقط، على حدّ تعبيره.

وخلُص إلى القول إنّ الجيش الإسرائيليّ يُجري تدريباتٍ مُكثفةٍ لمقاتليه على خط المواجهة تحضيرًا لهجومٍ بريٍّ حاسمٍ ضدّ أعداء إسرائيل، مُوضِحًا أنّه ليس في وسع أيّ قوةٍ جويّةٍ تحقيق انتصار لنا في المعارك المُقبلة، أوْ منع إطلاق الصواريخ من جانب أعداء إسرائيل، وسيكون لزامًا علينا شنّ هجماتٍ بريّةٍ بقوّاتٍ كبيرةٍ جدًا وبسرعةٍ فائقةٍ، على حدّ تعبيره.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة