تلفزيون نابلس
بحث أكاديميّ بتل أبيب: باراك ونتنياهو خلقا واقعًا بأنّهما سيُهاجِمان إيران دون إبلاغ واشنطن
8/20/2018 11:38:00 AM

 أوضح بحث أكاديميّ لمُستشرقٍ إسرائيليّ، يُدعى د. دانئيل سوبلمان، من جامعة (هارفارد) الأمريكيّة، أنّه خلال سنتين، وتحديدًا 2011-2012، راقبت واشنطن عن كثبٍ وبقلقٍ وبتوجّسٍ شديدين ما يجري في إسرائيل، وذلك في أعقاب التهديدات المُتكرّرّة لصنّاع القرار في تل أبيب بشنّ هجومٍ عسكريٍّ للقضاء على المنشآت النوويّة الإيرانيّة دون أنْ تُبلغ إسرائيل الولايات المُتحدّة مُسبقًا بذلك، وشدّدّ البحث على أنّه حتى الآن لم يُكشف النقاب عمّا إذا كانت دولة الاحتلال عاقدة العزم على توجيه الضربة، ولكنّه يؤكّد أنّه لا يوجد أدنى شكٍّ بأنّ التهديدات الإسرائيليّة حفزّت واشنطن لاتخاذ موقفٍ أكثر صلابةً وعدوانيّةً ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة، على حدّ تعبيره.

وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، التي تناولت البحث الأكاديميّ، فإنّه يتعقّب الجهود الإسرائيليّة لإقناع أمريكا بأنّها تدرس بجديّةٍ بالغةٍ توجيه ضربةٍ مُنفردةٍ لإيران، بهدف دفع واشنطن لاتخاذ موقفٍ أكثر عداءً لإيران، بشكلٍ يخدم مصالح الدولة العبريّة، وعلى الرغم من أنّ الباحث لم يتوصّل إلى نتيجة حاسمةٍ بشأن التهديدات الإسرائيليّة، فإنّ عددًا من الشخصيات التي قام بإجراء لقاءات معها من أجل البحث، أقرّت بأنّ التحضيرات الإسرائيليّة للهجوم كانت جديّةً للغاية، وبالتالي قامت أمريكا بتفعيل أدواتها الاستخباريّة بهدف “حلّ اللغز”.

وشدّدّ الباحث على أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ووزير الأمن سابقًا، إيهود باراك، خلقا عن سبق الإصرار والترصّد جوًا وواقعًا من الهلع والذعر بسبب الحرب، بهدف تحسين قدرة التفاوض قُبالة الأمريكيين، الذين خشوا من أنّ الحرب ضدّ إيران، ستمسّ مسًّا سافرًا بمصالحهم الإقليميّة في المنطقة، وتابع أنّ نتنياهو وباراك عملا بواسطة التهديدات للحصول على تعهدٍ أمريكيٍّ واضحٍ وموثوقٍ لمنع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج الأسلحة النوويّة، أكثر ممّا وعدت به إدارة الرئيس الأمريكيّ السابق، باراك أوباما.

وأورد الباحث عددًا من المُقابلات التي أجراها مع صنّاع القرار في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن. وير الأمن آنذاك باراك، قال كنت مُنزعجًا جدًا من الخطاب الأمريكيّ بالنسبة لإيران، إذْ أنّه لم يكُن حازمًا بما فيه الكفاية لجعل الإيرانيين يتراجعون عن خططهم النوويّة، على حدّ تعبيره.

وتابع الباحث قائلاً إنّ الأمريكيين اعتقدوا بأنّ إسرائيل تملك القدرة على التملّص من أدوات التعقّب الأمريكيّة، ووضعهم أمام حقيقةً لا رجعة عنها، وفي هذا السياق قال وزير الدفاع الأمريكيّ السابق، ليئون بانيتا للباحث الإسرائيليّ إنّه على الرغم من وجود مصادر ممتازة للأمريكيين، كي تعلم مُسبقًا عن الهجوم المُفترض، ولكن دولةً مثل إسرائيل، لها قدراتٍ خارقةٍ في مجال الاستخبارات، كان بإمكانها أنْ تجد الطرق لإخفاء هذا الهجوم، لأنّها كانت على علمٍ بمصادرنا، كما قال. وأضاف وزير الدفاع بانيتا إنّه على ضوء الهجوم الذي نفذّته إسرائيل ضدّ الفرن النوويّ العراقيّ في العام 1981 ومفاعل دير الزور السوريّ في العام 2007، فإننّا توصّلنا إلى نتيجةٍ بأنّ الدولة العبريّة قادرة على العمل العسكريّ ضدّ إيران بشكلٍ مُنفردٍ للقضاء على تهديدٍ وجوديٍّ، بحسب تعبيره.

علاوة على ذلك، كشف وزير الدفاع الأمريكيّ أنّه خلال زيارته لتل أبيب في شهر تشرين الأوّل (سبتمبر) من العام 2011 أجرى محادثاتٍ مع نتنياهو ومع باراك، وطلب منهما أنْ يقوما بإبلاغ واشنطن مُسبقًا عن الهجوم، الذي قد تقوم به إسرائيل ضدّ إيران، إلّا أنّ طلبه قوبل بالرفض التّام.

من جهته، قال السفير الأمريكيّ السابق في إسرائيل، دان شابيرو، للباحث سوبلمان: لقد كُنّا على ثقةٍ ومتأكّدين بأنّ الإسرائيليين لن يقوموا بإبلاغنا مُسبقًا عن الهجوم ضدّ إيران، وعليه، كان بمقدور تل أبيب أنْ تفاجئنا، وأنْ تُبلغنا عن الهجوم قبل ساعةٍ أوْ ساعتين من انطلاقه، على حدّ قوله.

أمّا غاري سايمور، أحد كبار مُستشاري الرئيس أوباما فقال للباحث: قسم كبير من إستراتيجيتنا كانت: كيف وماذا نعمل من أجل منع إسرائيل من مُهاجمة إيران، وتحوّل هذا الأمر إلى قضيةٍ دراماتيكيّةٍ، أكثر بكثيرٍ من جهودنا من أجل وقف المشروع النوويّ الإيرانيّ، كما قال.

في السياق عينه، قال رئيس جهاز الموساد في حينه، تامير باردو، قال هو الآخر إنّ نتنياهو أصدر الأوامر بالاستعداد لتنفيذ العملية العسكريّة خلال 24 ساعةٍ، لافتًا إلى أنّ الحديث لم يدُر عن “نكتة”، بل كان الأمر جديًا للغاية، وبالتالي باشرنا فورًا بالاستعداد للضربة العسكريّة، على حدّ قوله.

وأجرى الباحث لقاءً مع نائب وزير الخارجيّة الأمريكيّ، ويليام بارينس، الذي قال إنّ الضغط الإسرائيليّ أدّى إلى تسريع جهود أوباما، إذْ أنّ الرئيس الأمريكيّ، أضاف، عمل بسرعةٍ كبيرةٍ بسبب خشيته العميقة من هجومٍ إسرائيليٍّ، وأنّ الإدارة الأمريكيّة استخدمت التهديد الإسرائيليّ من أجل الضغط على روسيا والصين والاتحاد الأوروبيّ للانضمام إلى العقوبات المفروضة على إيران، واختتم بارينس قائلاً: بالتأكيد التهديد الإسرائيليّ ساعد إلى حدٍّ كبيرٍ في تحديد السياسة الأمريكيّة فيما يتعلّق بإيران، على حدّ تعبيره.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة