تلفزيون نابلس
جهاد انتحر بالمطبخ... وشقيقه يحاول حرق زوجته وابناءه..مأساة عائلة من فلسطين
3/23/2018 6:54:00 PM

جهاد 32 عام من بيت لاهيا معيل والدته وشقيقته قرر ان يجد حل للتخلص من مسؤولياته بعد ظهر يوم الجمعة رفض جهاد الذهاب مع والدته وشقيقته لزيارة شقيقته المتزوجة .. قائلا اريد ان اخرج للبحث عن عمل

المنزل مفتوح والاضواء مطفأة قالت ام جهاد لابنتها كما يبدو جهاد نسي اغلاق المنزل عند خروجه ومع خطواتها الاولى في المنزل 32 عاما معلقين بحبل مشدود لسقف المطبخ... انتحر جهاد بتاريخ 7- 3- 2018

الموت بكل دراميته بكل وجعه يبدو امرا عاديا في غزة يبدو منطقيا اكثر من منطق الحياة ...الحديث عن الموت في غزة اسهل بكثير من الحديث عن الحياة

خطة للانتحار قريبا

انا مصاب بانزلاق غضروفي ,, زوجتي اصيبت ب 3 جلطات ,, ابني مصاب بضمور في الدماغ ,, ابنتي لديها " حساسية القمح", هذا ليس مشهدا بعيدا عن مشهد انتحار جهاد,, شقيقه الاكبر ابراهيم يتحدث

يقول ابراهيم انه يعمل في البناء قبل ان يصاب في عمله تسبب له بانزلاق غضروفي فقد سقط عن الطابق الثامن ونجا من الموت باعجوبة

هذه ليست اعجوبته الاولى من الموت يحاول ابراهيم بناء علاقة طيبة معه لكن الموت دائما يتنصل من مسؤوليته ,, ويؤكد ابراهيم انه حاول اكثر من مرة الانتحار حيث شعرت زوجته في احدى المرات بامر غريب في تصرفاته حينما كان ابراهيم يخطط لحرق نفسه وزوجته وابناءه

قد يكون الامر الوحيد الذي يفكر فيه ابراهيم عندما تراوحه فكرة حرق نفسه وعائلته هو ان البيت الذي يسكن فيه ليس ملكا له ولا حتى قد استاجره فهو احيانا يسكن عند صديق واحيانا اخرى عند جاره واحيانا عند شقيقه فهو لا يملك بيت ولا يستطيع استئجار بيت وبالتالي لا يستطيع حرق أي بيت يتواجد فيه المسالة اخلاقية تجاه البيت وليست الزاما تجاه الروح ومع ذلك فقد حاول

في احدى المرات كنت عازما على الامر بشكل نهائي , اشعلت النار بالمنزل واخرجني الجيران من المنزل مع عائلتي بالقوة

قالوا لي هذا قضاء وقدر والفقر محنة من الله , هذا ليس قدر من الله ,, لماذا لا يصيب قدر الله السئ سوى الفقراء , لماذا لا يصيب ابناء المسؤولين رد ابراهيم على جيرانه

فكرة الموت , مبدأ الخلاص لا زالت تترسخ كقناعة لديه , لكنه لا يؤمن بالانتحار الفردي بل يريد ان يأخذ زوجته وابناءه معه لانه يعلم ان معاناتهم لن تنتهي بموته , ولن يشكل موتي دافع لدى المسؤولين للنظر في فقرهم ومعاناتهم

ابراهيم المجذوب لاجئ فلسطيني تهجرت عائلته الى منطقة درعا بسوريا قبل ان يعود لبيت لاهيا . في العام 1997 ,, وقتل شقيقه وابن شقيقه الذين بقوا في سوريا خلال الاحداث السورية عام 2011

ابراهيم تتراكم عليه الديون يوما بعد يوم ,, 4000 شيكل ديون علاجه لطفله المصاب بضمور الدماغ , وزوجته وابنته تحتاجان للعلاج , ولم يعد ابراهيم قادر على الايفاء بالحد الادنى من متطلبات الحياة لزوجته وابناءه لا مكان له في الارض يمتلكه ليكمل حياته ,, قد تسمعوا في كل لحظة مواطن من غزة حرق نفسه وزوجته وابناءه والسؤال. هل سيحرقهم في المكان المفتوح لانه لا يمتلك الجدران ( منزل )

اثناء المقابلة كان مع برفقة ابراهيم سامر ابو جراد 35 عام اب لابنتين وطفل قد يكون ماء نار حريق ابراهيم على حد قول المثل الشعبي " الحال من بعضه "

بدوره يقول سامر ان والده كان احد مقاتلي منظمة التحرير واصيب اكثر من مرة خلال اجتياح الاحتلال لجنوب لبنان حتى عاد في العام 2006

كان والدي يتوقع ان يتم استقباله استقبالا مهيبا , بصفته احد مقاتلي الثورة القدماء لكن لم يكن في استقباله سوانا ,, ومات لعدم مقدرتنا على علاجه

سامر هو الاخر حاول الانتحار ,, عندما لا تستطيع تسجيل ابنتك في ملفات العيادة بسبب عدم توفر 10 شيكل لديك ,, الموت افضل !؟

ويضيف سامر انه شرب سم قبل عدة اشهر ونقل الى المستشفى واستطاعوا في المشفى علاجه لكن ذلك لا يعني نهاية الطريق مع الانتحار .... " بدي اموت "


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة