تلفزيون نابلس
بقلم: بدر أبو نجم .. مقال بعنوان: في محك القضية الفلسطينية
12/11/2017 11:36:00 AM

 لماذا لم تقم الفصائل الفلسطينية بالرد الجدي على هذا القرار الأميركي , بينما  الأمريكيين أجمعوا أن هذا القرار سيكون سلبياً على اسرائيل أولاً قبل الفلسطينيين لأن الأخيرين لا يملكون الشيء أصلاً ليفقدوه.

من أين للشعب الفلسطيني القدرة على الرد الفعال لهذا القرار الذي رحبت به اسرائيل وهي مسترخية تماماً , غير الفصائل الفلسطينية التي ينتمي اليها أبناء شعبنا فعلياً؟

بدأنا نحارب ترامب بدلاً من إسرائيل وحكومتها , وإطلاق الشعارات الرنانة بوحدة القدس وعروبتها وإلقاء اللوم على ترامب , بينما إسرائيل لم تواجه إلا الحجارة على بعض حواجزها المتاخمة للمدن الفلسطينية , والتي أصلاً تعتبر الشريان الوحيد لدخول وخروج الفلسطينيين منها وإليها.

كانت كل التوقعات تصب بشلالات من الدماء كما وصفها وزير الجيش الاسرائيلي عند إعلان هذا القرار , لكن الغضب اقتصر ككل مرة على الاعتصامات , والمظاهرات , والمواجهه بالحجر الغير متكافئ مع هذه القوة العالمية.

ثمة أمور تحدث بالقضية الفلسطينية أصبح لا يتوقعها حتى الغرب الذي تفاجأ تماما بردة فعل العرب بشكل عام , وأن ما يجري الان هو ردة فعل قديمة خاضتها الشعوب العربية إبان الانتفاضات الفلسطينية قبل ما يسمى الربيع العربي.

لا ننكر بالتأكيد ان هذه المظاهرات والاعتصامات في الدول العربية كما في الاراضي الفلسطينية وحدت قضية القدس كمدينة عربية تضم وتحتضن جميع الأديان الثلاث السماوية وظهرت الشعوب العربية بعد سبات عميق بسبب الثورات العربية وبعد الانقسام الفلسطيني والذي ظهرت به القضية الفلسطينية للبعض بأنها مسألة مصالح فصائلية أو كما وصفها بعض السياسيين العرب من الحكومات التي ذهبت أو الموجودة حالياً بأنها صراع أحزاب على الحكم.

وكما تعود الشعب الفلسطيني مذ أن بدأت ثورته على الاحتلال أنها كانت تدفع الدماء من أجل شهيدٍ على حاجز , أو تفجر الثورات بمجرد دخول شارون الى باحات المسجد الاقصى كما في العام 2000 , حينها كانت الانتفاضة الفلسطينية والتي قدمت الغالي والنفيس من الشهداء والجرحى والاسرى .. هذا كان سببه بالتأكيد دخول شخصية اسرائيلية غير مرغوب بها داخل باحات المسجد الاقصى المبارك ,فلك أن تتخيل إذا ما ستكون حينها ردة فعل الفلسطيني والعربي بشكل عام فيما لو حينها أعلن جورج  بوش بأن عاصمة إسرائيل هي القدس , فماذا برأيك سوف يحدث؟

مقالي هذا مفتوح لعدة تساؤلات أبرزها هي , لماذا أصبحت ردود الأفعال حول القضية الفلسطينيية لا ترقى بقدسيتها ومكانتها , وأصبحت هناك أمور سياسية هي الأهم بغض النظر عن مكنون هذه القضايا؟

ثمة قرارات تتخذ دون أن يكون للفلسطيني أو لبعض العرب أي شأن بها , وأصبحت القضية الفلسطينية فعلياً هي شأن فلسطيني بحت , لا يستطيع أحد أن يتولى هذه المهمة إلا الفلسطيني أو دمائة , وللحقيقة فإن الشعب الفلسطيني مغلوب على أمره ما بين المصالحة وما بين نفق عملية السلام التي دخلنا بها ولم نخرج حتى الان , ولم يتخذ شأن بتوقفها حتى اللحظة.

إن توقف عملية السلام ليس بالشيء السهل من قبل السلطة الفلسطينية التي تخوض هذه التجربة منذ سنوات , والأمر الواقع حقيقةً ليس بالسهل.

 إذاً هناك الأقتصاد من جهة والمصالحة من جهة , أو القبول بالأمر الواقع , أو حل السلطة الفلسطينية التي هي أخر حل, بالنسبة للفلسطينيين والغير مرغوبٌ فيه أصلاً.

إن وضع القضية الفلسطينية حالياً وصل إلى  نفق مظلم لا تستطيع أن ترى في اخره ولو ضوء خافت , فقد لا نستطيع أن نرفض إستقبال الأمريكان في رام الله.

لماذا لا نغير كل هذه المعادلة تمامأ ؟

ولماذا لا نبدأ بتغيير من نتحالف معهم؟

ولماذا لم تتم المصالحة بعد هذا القرار؟... إذا هل قضية المصالحة والمعابر أهم من القدس وعروبتها؟     


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة