تلفزيون نابلس
هكذا توفي الطفل كنان .. والده يروي التفاصيل ويحمل وزارة الصحة المسؤولية
9/12/2017 9:49:00 AM

  

فجع المواطن يوسف صبيح ابو زر 43 عاما من بلدة الزاوية في محافظة سلفيت، بوفاة طفله الاصغر كنان 5 اعوام ونصف فجر السبت 9 ايلول، في مقر الجمعية الطبية في بلدة بديا.

وتوفي الطفل كنان داخل مقر الجميعة، بعد ان حاول والده انقاذه بكل السبل، لكنه فشل في ذلك، محملا المسؤولية لوزارة الصحة.

بدأت قصة الطفل كنان كما يرويها والده لوطن في 5 ايلول/سبتمبر، اثناء تعرض الطفل لوعكة صحية  (التهاب في الحلق) قام الوالد على اثرها بعرضه على الطبيب الذي وصف له دواء عادي (مضاد حيوي) وتروفين، وفي اليوم الرابع من مرضه وبعد منتصف الليل، اصيب الطفل بتشنجات قوية بشكل مفاجئ تطلبت من والده نقل الطفل الى مركز صحي (عيادة طبية) في بلده الزاوية.

وقال والده "نقلت الطفل الى العيادة في البلدة، والتي كتب على يافطتها الخاصة نستقبلكم على مدار 24 ساعة. العيادة كانت مغلقة ومطفأة .. دقينا على الابواب والشبابيك ولم يستجب احد، فأين الخدمة على مدار 24 ساعة كما يقولون".

 بعد ان وجد الاب العيادة الطبية في بلدته الزاوية مغلقة، توجه الاب بطفله  الى اقرب مركز طبي على بلدته والموجود في بلدة بديا حيث تضم الجميعة الطبية هناك غرفة طواريء، اذ يقول الوالد " في الطريق الى بديا اتصلت على الهلال الاحمر وطلبت منهم ارسال مركبة اسعاف الى جمعية بديا الطبية  واخبرتهم ان معي طفل في حالة طارئة وخطيرة جدا، وطلبت منهم ارسال سيارة اسعاف لتلقانا في مجمع بديا الطبي، لكسب الوقت وعدم الانتظار،  لكن الشخص المتحدث رفض ذلك وقال لي: حين تصل المجمع في بديا اجلعهم هم يتصلوا بنا ويطلبون سيارة اسعاف حتى نتحرك ".

واضاف الوالد "وصلنا الجميعة الطبية في بديا حوالي الساعة الواحدة الا دقائق فجرا ، فحملت الطفل مباشرة وادخلته الى غرفة الطوارئ وانا اصرخ لانقاذ الطفل، في غرفة الطواريء كان يوجد شخص صغير في العمر بين 22 - 24 عاما بملابس مدنية، لا يرتدي اي لباس يدلل على هويته سواء طبيب او ممرض، والذي بدأ بمجرد وضع الطفل على السرير بتقديم علاج للطفل ، والذي سألت عن هويته فاخبروني انه طبيب، وفي هذه الاثناء كان موظف الاستقبال في الجمعية يجري اتصالات سريعة وتحدث مع احدهم وقال له بسرعة يا دكتور هناك حالة طارئة واستمرت اتصالات موظف الاستقبال على الشخص وعلى سيارة الاسعاف، وهو ما جعلني استفسر عن الشخص الذي يعمل مع الطفل في الداخل والذي اخبروني انه الطبيب".

وتابع والد الطفل "بعد نصف ساعة من قدومنا لعيادة بديا ، جاء شخص يرتدي بجامة، نزل من سيارته التي وضعها بنصف الطريق، وبدأ يركض للداخل امام الجميع، في حين بدأ موظف الاستقبال يفسح الطريق امامه ويصرخ وسعوا للدكتور ، الامر الذي اصابني بالجنون، فاذا كان هذا الطبيب فمن الذي يعمل مع ابني في غرفة الطواريء منذ نصف ساعة،  فهو على الاغلب ليس الطبيب وانما ممرض على اقل تقدير ".

حين وصل الطبيب الى الغرفة "كان الشخص الذي مع طفلي في غرفة الطوارئ قد قام بفتح شق في حلق طفلي، لكنه لم يستطع ادخال بربيش التنفس الى حلق الطفل الذي كان متشنجا، ومجرد ان جاء الشخص الثاني (الذي يفترض انه طبيب) ورأى الطفل بهذه الحالة قام بحقنه بابرة"

ويتساءل والد الطفل "اذا كان الشخص الاول طبيب لماذا لم يعطه الابره، وبعد ذلك قام الشخص الثاني (الطبيب) بوضع الطفل على جهاز  جهاز القلب ".

واوضح الوالد ان الشخصين فشلا في ادخال البربيش في حلق الطفل، وفي هذه الاثناء اتصل احد الاشخاص في الشرطة التي حضر منها 10 اشخاص بين ضباط وعناصر، واثناء وجودهم خرج الينا احد المواطنين وابلغنا بوفاة الطفل، ولم يكن الذي ابلغنا بذلك احدى الشخصين اللذين تواجدا مع الطفل .

 لم تنتهي مأساة المواطن يوسف في تلك الليلة، بل استمرت مع زوجته التي كانت حاملا في شهرها التاسع والمهيأة للانجاب في اي لحظة، والتي اصيبت بحالة اغماء شديدة وفقدت الوعي اثر علمها بوفاة الطفل في مركز بديا، والذي حدث ذلك بعد وصول سيارة اسعاف الهلال الاحمر الى العيادة بدقائق معدودة.

وقال والد الطفل كنان "حين وجد طاقم سيارة الاسعاف الطفل متوف بعد دخولهم الى الطوارئ، ارادوا المغادرة لكن اخوتي وخواتي كانوا قد وضعوا زوجتي المغمى عليها في السيارة لنقلها للمستشفى، فقام موظف سيارة الاسعاف بربطها في السرير، وطلب منه اخي نقلها الى مستشفى رفيديا بسبب صعوبة وضعها كونها لا تنجب سوى بعملية قيصرية وحالتها تستوجب نقلها الى رفيديا، لكن الموظف رفض نقلها الى رفيديا واكتفى بابداء استعداده لنقلها لمستشفى سلفيت،  امام رجال الشرطة".

واضاف والد كنان " بسبب موقف عاملا سيارة الاسعاف وتمسكهما به، اضطررت الى انزال زوجتي من سيارة الاسعاف ووضعها في سيارتي الخاصة لنقلها الى رفيديا لضمان الوقت، لكن الم يكن جديرا بالشرطة الطلب من سيارة الاسعاف الاستجابة ونقل زوجتي لمستشفى رفيديا".؟

واوضح يوسف ابو زر " انه جرى نقل زوجته الى مستشفى رفيديا وتم تقديم العناية لها، ولم تكن حالتها ولادة وانما اغماء بعد وفاة الطفل، ولم نكن معنيين باجراء ولادة نظرا لظروف الوفاة واجراء عملية الدفن ولرؤية الام طفلها قبل دفنه".

 وحمل الوالد مسؤولية وفاة طفله الى وزارة الصحة قائلاً " اليست هي من منحت عيادة الزاوية الرخصة لمزاولة عملها، وهي التي تضع على يافطتها العمل على مدار 24 ساعة فاين كانوا حين ذهبت بطفلي للعيادة، الم يكن سينقذ طفلي لو كان هناك طبيب في العيادة، الجميعة الطبية والطواريء في بديا، الا يفترض ان يكون هناك طبيب مداوم في الطوارئ، فمن هو الشخص الذي عالج الطفل في البداية، واذا كان هو الطبيب لماذا استدعوا ممرض على وجه السرعة وقام بخطوات لم يقم بها الطبيب".

وبينما تدق الاسئلة رأس المواطن يوسف ابو زر الذي دفن طفله الاصغر قبل يومين، والذي ينتظر ان يرى طفله الجديد النور والذي قدر له ان يحمل اسم شقيقه الصغير الذي دفن قبل ايام، تبقى الاسئلة معلقة في رأٍ ابو زر كمشانق تحتاج الى اجابات لم تأت بعد.

وطن للانباء

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة