تلفزيون نابلس
إسرائيل تسحب جنسية فلسطينيّ من عرب الـ48 لأوّل مرّة وتمنح إيرانيّة مطلوبة للعدالة في طهران الجنسيّة
8/11/2017 5:45:00 PM

 علاء زيّود، فلسطينيّ أبًا عن جدٍّ، من أصحاب الأرض الأصليين، هو الفلسطينيّ الأوّل من داخل ما يُطلق عليه بالخّط الأخضر، الذي تُقدم إسرائيل بعنصريتها المُعلنة على سحب جنسيته بسبب اتهامه له بتنفيذ أعمالٍ تمسّ بأمن الدولة العبريّة.

في المُقابل، وبشكلٍ مُتزامنٍ ولافتٍ، تُواصل “واحة الديمقراطيّة الوحيدة في الصحراء العربيّة”، كما تُطلق إسرائيل على نفسها، تُواصل الاحتفاء والاحتفال بـ”إنسانيتها” غير المحدودة، ففي نفس الأسبوع الذي حُرم فيه الفلسطينيّ زيود من الجنسيّة، قامت تل أبيب بتحويل الصحافيّة الإيرانيّة، المطلوبة للعدالة في طهران، بتهمة التجسس للدولة العبريّة، إلى شبه قدّيسّة، فقد تمّ استقبالها استقبال الأبطال في تل أبيب، بعد أنْ منحها وزير الداخليّة الإسرائيليّ، أريه مخلوف درعي، وهو المُستقدم من المغرب إلى فلسطين، الجنسيّة الإسرائيليّة، زاعمًا أنّ الخطوة جاءت لإنقاذها من بطش النظام الإيرانيّ.

 

الإعلام الإسرائيليّ على مختلف مشاربه: المرئيّ، المسموع والمقروء، شارك في الاحتفال المصطنع، بصفته الذراع التنفيذيّة لصنّاع القرار في تل أبيب، واحتفل بهذا الإنجاز الـ”إنسانيّ”، على أمل أنْ تتمكّن آلة الدعاية الصهيونيّة من ترويج هذه الكذبة في أرجاء العالم، وإقناع الرأي العّام الغربيّ بديمقراطيتها، مقابل ديكتاتوريّة إيران، والمهمّة ستكون بطبيعة الحال سهلةً، ذلك لأنّ الصهيونيّة التي أقنعت الغرب بأنّ فلسطين هي أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض، لن تجد صعوبة في تسويق هذه الرواية خدمةً لأجنداتها السياسيّة، علمًا أنّ البيئة الحاضنة لقصص “ألف ليلة وليلة” من إنتاج وإخراج إسرائيل، في الغرب الـ”متحضّر” والمؤمن بحريّات الإنسان، تتلقّف هذه الأنباء برحابة صدرٍ.

“إسرائيل أنقذت حياتي”، هذا ما قالته الـ”صحافية” الإيرانيّة، ندى أمين في مؤتمر صحافي أقامته بالمشاركة مع صحيفة “تايمز أوف يزرائيل”، في القدس، بعد وصولها إلى إسرائيل من تركيا، في تقديرها لقبول إسرائيل منحها ملجأً سياسيًا على خلفية الخطر الماثل على حياتها من السلطات الإيرانيّة، كما زعم موقع (المصدر) الإسرائيليّ، وهو المُقرّب جدًا من دوائر صنع القرار في تل أبيب، وبشكلٍ خاصٍّ من وزارة خارجية أفيغدور ليبرمان.

وأوضحت الصحافيّة، أضاف الموقع، التي أصبحت مستهدفةً من قبل النظام الإيرانيّ الذي يتهمها بأنّها جاسوسة إسرائيلية، أوضحت أنّها تخشى إعدامها بتهمة التعاون مع إسرائيل، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ أمين عملت ككاتبة في الصحيفة الإسرائيلية (TIMES OF ISRAEL) في قسم اللغة الفارسيّة.

بالإضافة إلى ذلك، أعربت أمين عن رغبتها في البقاء في إسرائيل لأنّها تشعر الأمان، إلّا أنّها أوضحت أنّها ستحترم أي قرار تتوصل إلى السلطات الإسرائيلية بشأنها. وأضافت: إنّي أتصل بعائلتي مرةً كلّ بضعة أشهر، إلّا أنّ بعضهم قطع العلاقة معي. كذلك جزء من أصدقائي قطع علاقاته معي، على حدّ تعبيرها.

وحين سئلت لماذا اختارت الكتابة لصحيفة إسرائيلية، قالت إنّها تحب إسرائيل، وساقت قائلةً: أم والدي يهودية، مُوضحة في الوقت نفسها أنّها لم تقتنع قط بالشعارات المعادية لإسرائيل التي كان النظام الإيرانيّ يطلقها وحلمت دائمًا بالكتابة باللغة العبرية، على حدّ قولها.

وكان وزير الداخلية الإسرائيليّ، أريه درعي، قد صادق على طلب وصولها إلى إسرائيل، في أعقاب قرار السلطات التركية طردها إلى إيران، والتي كانت هربت منها قبل 3 سنوات، وتوجه نقابة الصحفيين الإسرائيليين إليه.

وأوضح درعي قراره قائلاً إنّ هذه الصحافية تواجه خطر الموت فقط لأنّها كتبت بضع مقالات لموقع إسرائيليّ، وأردف قائلاً إنّه نظرًا لهذه الأسباب الإنسانية، قررت منحها تأشيرة الدخول دون تردد، على حدّ قوله. درعي، لم يُشر لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ إلى أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة هي صاحبة القول الفصل في هذه الأمور.

ولكنّ السؤال الذي يبقى مفتوحًا لماذا رفضت أنقرة تسليم الصحافيّة للسلطات الإيرانيّة، علمًا أنّها تربطها علاقات وثيقةً جدًا مع طهران، وفي الوقت عينه انصاعت للطلب الإسرائيليّ وسمحت للـ”صحافيّة” ندى أمين بمغادرة أراضيها متجهةً لإسرائيل؟


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة