تلفزيون نابلس
عندما يُبدد "الفقر" فرحة التفوق.. يصبح الخَيار مرّا
7/24/2017 3:52:00 PM

عماد سعاده – رغم تفوق ابنه وحصوله على معدل (96.6%) في الفرع العلمي في امتحان الثانوية العامة (الانجاز)، الّا ان المواطن ابو عمر(50 عاما) من مخيم بلاطة، يشعر أن هذا التفوق اصبح نقمة وليس نعمة، فالواجب يفرض عليه كوالد ارساله الى الجامعة لاستكمال دراسته، لكن الظروف المالية جعلت من العين بصيرة واليد قصيرة".

ويفكر مزهر حاليا وبشكل جدي بخيار مرّ وهو ارسال ابنه المتفوق للعمل داخل الخط الاخضر، او الى ورش العمل عوضا عن الجامعة التي بات التحاقه بها ضربا من المستحيل، خاصة وأن لديه ابنتين تدرسان الطب حاليا في جامعة النجاح الوطنية.

ويقول ابو عمر وهو موظف بسيط ان ابنته الكبرى كانت قبل 6 سنوات من ضمن العشرة الاوائل، وحصلت على منحة من الرئيس (ابو مازن) لدراسة الطب وهي الان (سنة سادسة) في الجامعة، أما ابنته الثانية فكانت من المتفوقين ايضا وحصلت على معدل (96.7%) وقد تكفل احد المتبرعين بدفع اقساطها خلال السنوات السابقة علما انها الان (سنة ثالثة) في كلية الطب، لكن المتكفل قد توفي مؤخرا، وبالتالي فانه (ابو عمر) لا يعرف كيف سيدفع قسطها الجامعي للفصل القادم (نحو 3 آلاف دينار اردني) اضافة الى المصاريف الاخرى.

ويشير الى ان دخله محدود، ولا يكفي لتدريس ابنه، ولا حتى دفع قسط ابنته الثانية في الجامعة، مرجحا ان تبقى هي الاخرى في البيت هذا العام.

ويقول ابو عمر بان لديه ابن آخر في الصف العاشر، وهو ايضا من المتفوقين، متمنيا ان يتمكن من تدريسه في المستقبل دون أي مساعدة، خاصة وان التفوق هذه الايام اصبح بمثابة جريمة.

وأوضح بانه تقدم للعديد من المؤسسات من اجل مساعدته في هذا المجال، لكنه لم يتلق أي رد، ولم يتمكن ابنه المتفوق من التسجيل في الجامعة حتى هذه اللحظة، وهو ما يجعل من التفكير بارساله للعمل داخل الخط الاخضر أمرا جديا.

ج القدس


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة