تلفزيون نابلس
ذبح الطفل الفلسطيني عيسى من معارضين سوريين يثير غضبا واسعاً
7/20/2016 10:15:00 PM

أعرب مواطنون سوريون واوساط مختلفة الاربعاء عن الغضب ازاء إقدام مقاتلين من المعارضة السورية على ذبح طفل في حلب بحسب تسجيل انتشر على الانترنت الثلاثاء، واعتبروه "عملا شنيعا".

ونفذ عملية ذبح الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى (12 عاما) المروعة التي تم تسجيلها، عناصر من حركة "نور الدين زنكي" التي تعتبر احدى فصائل الجيش السوري الحر وذلك بتهمة ان الطفل عيسى يقاتل الى جانب قوات النظام، وذلك بعد ان اخرجوه من احد مستشفيات حلب حيث كان يعالج اثر اصابته.

وعلق باسل الزين البالغ 25 عاما ويعمل حلاقا للرجال في حي الكلاسة التابع للمعارضة في حلب على الجريمة المروعة "كيف هؤلاء تمكنوا من ذبح هذا الطفل؟" مضيفا "كان يجب ان تتم محاكمته بشكل عادل وربما استبداله مع النظام بمعتقلين معارضين عوضا عن هذا العمل الشنيع الذي يضر بصورة الجيش الحر".

وأيد الموقف سكان آخرون، كما اعلن رجل الدين محمد بدوي مساء الثلاثاء رفضه لذبح الفتى فيما كان يؤم المصلين في مسجد في المدينة، مؤكدا انه "عمل مجرمين، وهو لا يجوز في الاسلام".

اقدم على ذبح الفتى عناصر من حركة "نور الدين الزنكي" المعارضة المتواجدة في مدينة حلب وريفها الشمالي على ظهر شاحنة على طريق في حي المشهد التابع للمعارضة في حلب.

كما اتهم المسلحون في الشريط الفتى بانه عنصر في "لواء القدس" وهي مجموعة مسلحة فلسطينية تقاتل الى جانب قوات النظام السوري، وافادوا انهم اسروه في اثناء القتال شمال حلب.

لكن "لواء القدس" اصدر بيانا نفى انتماء الفتى اليه، واكد انه "طفل فلسطيني اسمه عبد الله عيسى ويبلغ 12 عاماً، يعيش في منطقة المشهد مع عائلته" اللاجئة في المنطقة.

من جانبها ادانت حركة "نور الدين زنكي" اقدم عناصر منها على ذبح الطفل عيسى العمل ووصفته بانه "انتهاك انساني" واصفة الجريمة بانها "خطأ فردي لا يمثل السياسة العامة للحركة" وقالت انها اوقفت الضالعين في قتل الفتى وانشأت لجنة للتحقيق ولاصدار حكم "باقصى سرعة ممكنة".

كذلك ادان الائتلاف الوطني المعارض قتل الفتى الذي اعرب عن "صدمته تجاه المشاهد والتقارير المروعة" وحث "حركة نور الدين الزنكي" على تنفيذ ما وعدت به والتحقيق ومعاقبة المنفذين.

كما طلب الائتلاف في بيانه "من كافة الفصائل التابعة للجيش السوري الحر، التزاماً كاملاً بالقوانين والمواثيق الدولية، وتعاطياً جاداً تجاه أي انتهاك من أي نوع، وعدم التغاضي عن أي سلوك يتنافى مع مبادئ الثورة وتطلعات الشعب السوري الذي خرج مطالباً بالحرية والكرامة والعدالة".

تتخذ حركة نور الدين زنكي الاسلامية المعارضة مقرا في منطقة حلب وريفها وتلقت في مرحلة ما صواريخ مضادة للدبابات اميركية الصنع، لكن هذا الدعم انتهى على ما يبدو في 2015.

وسبق ان اتهم هذ الفصيل بارتكاب انتهاكات، مع اعلان منظمة العفو الدولية في مطلع الشهر انه ضمن عدد من الفصائل المعارضة التي ترتكب جرائم حرب وانتهاكات اخرى للقانون الدولي.

في واشنطن اكدت الخارجية انها اطلعت على تقارير بشأن الحادث "المروع" وان احتمال مراجعة العلاقة مع المجموعة قائم.

وصرح المتحدث مارك تونر في لقاء الثلاثاء اليومي مع الصحافيين "اننا نسعى الى مزيد من المعلومات"، مضيفا "صراحة سنراجع باي ارتباط او تعاون مع هذه المجموعة في اثناء مضينا قدما اذا ثبتت صحة هذه المعلومات".

في احياء حلب الشرقية الخاضعة حاليا للحصار بعد ان طوقتها القوات الحكومية اتهم السكان عناصر المعارضة المتورطين بتشويه صورة المعارضة.

وقال محمد منصور البالغ 31 عاما الذي يملك متجرا لتصليح الادوات الكهربائية ويقيم في حي المشهد حيث جرى الاعدام "هذا العمل خطأ كبير وسيعود بالضرر على كافة فصائل الجيش الحر وربما يتم تصنيف الفصيل الذي قام بذبحه على قائمة الارهاب بسبب ذبح هذا الطفل والتصوير والتفاخر بذلك".

اضاف "لا يوجد دليل في الاسلام يسمح بذبح الاسير وانما في الاسلام يجب معاملة الاسير معاملة حسنة واطعامه والعناية به".

وتؤكد هيئات حقوقية ارتكاب جميع الاطراف جرائم حرب في النزاع السوري الذي ادى الى مقتل اكثر من 280 الف شخص منذ اندلاعه في اذار/مارس 2011.

كما تتهم الحكومة باعمال تعذيب على نطاق واسع اضافة الى اطلاق النار بلا تمييز على المدنيين.

من جهته نفذ تنظيم الدولة الاسلامية تكرارا عمليات اعدام فظيعة طالت خصومه.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة