تلفزيون نابلس
جنين والمخزون الثوري الذي لا ينضب
11/5/2022 5:30:00 PM

بقلم : الأستاذة سناء زكارنة

منذ القدم ومدينة جنين ذلك المثلث الفلسطيني الي يقطن شمال الضفة الغربية كان من اوائل المدن الفلسطينية التي قاومت الاحتلال على مدار التاريخ ، ويكتب المؤرخين عن مدينة جنين أنها في عام ١٧٩٩ أقدم المزارعون فيها على حرق بساتينهم وارضيهم الذين يعتاشون عليها وذلك لوقف تقدم القوات الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت ، فجاء الرد الفرنسي بحرق المدينة بأكملها ونهبها رد فعل قاسي على ما أقدموا عليه أهالي جنين

ليستمر عطاء هذه المدينة في عهد الاحتلال البريطاني لتسطر تاريخ مجيد في مقارعة المحتلين ، ليقدم احد أبطالها على قتل المندوب السامي في مكتبه وكانت أول عملية لاغتيال قائد بريطاني كبير على الأراضي الفلسطينة ، لتستمر هذه المدينة كأيقونة نضالية وتكون حاضنة شعبية للقائد عز الدين القسام التي فتحت امامه كل بيوت محافظة جنين بقراها واحراشها وجبالها لتحتضن الثورة برجالها ومناضليها وعتادهم العسكري

هكذا هي جنين كما  عهدناها ليست فقط منتجة للثوار وانما حاضنة شعبية تحمل في طياتها الكرامة والرجولة والشهامة في رفض الظلم بكافة أنواعه ومقارعة الاحتلال باستمرار دون توقف أمام اتفاقية هنا ومحاولة تمرير صفقة هناك

جنين التي لم ولن تقبل الظلم بكافة أشكاله ، تلك المحافظة التي تحتضن ابنائها ويحتضنونها كأحتضان الام لأطفالها

تجد النماذج المقاومة ليست مكتسبة وثقافة فقط وانما هي بالجينات والتوارث التاريخي للبطولة ، تجدها شامخة وصامدة مهما نزفت من دماء ، تجدها تلملم أحزانها وتمضي تعزي نفسها في كل صباح ومساء ، ترسل هداياها إلى السماء بانتظار مطر الحرية والاستقلال

العمل المقاوم والثوار في جنين يسقطون منظومة المقاوم المقاول ، ويسقطون كل من يحاولون تشويه تلك الصورة النقية والطاهرة لرجالها المقاومين

تجد الطبيب والمعلم والتاجر والطالب الجامعي والمدرسي يتصدرون الصورة في كل اجتياح لتلك المدينة ولا يعبهون بما ستؤول عليه مجريات الأمور

حينما تدخل قوات الاحتلال لشوارع مدينتها ، تجد أن المقاوم على جنبات الطريق ليس صغار السن وانما هناك كبار وآباء الشهداء يتصدرون المشهد المقاوم ، قديما كنا نشهد الآباء في الحنائز باكين على ابنائهم واليوم تجدهم على قنوات الإعلام لبث خطابهم العسكري والوطني ويرأسون كل نشاط على تلك الأرض

اليوم بات الجنيني يتوجه إلى أي مكان رافع الرأس وإذا سأله أحدهم من اي مدينة انت يقول أنا من جنين وهو مرفوع الرأس ويتفاخر أنه من تلك المدينة النازفة كرامة وتضحيات

اصبحت انك جنيني  هي بمثابة نعمة تفاخر بها كما نعم الله علينا

رحم الله الشهداء وربط على قلوب محبينهم وحمى الله المجاهدين في مدينتنا جنين وفي اي مكان يقطنون


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة