تلفزيون نابلس
بيان سياسي صادر عن قيادة قطر فلسطين لحزب البعث العربي الإشتراكي بمناسبة الذكرى ال75 لتأسيس البعث وال53 لانطلاقة جبهة التحرير العربية
4/6/2022 5:04:00 PM

حزب البعث العربي الاشتراكي الذي نحيي ذكرى تأسيسه الخامسة والسبعين حدد أهدافه بالوحدة والحرية والاشتراكية ووضع استراتيجية تحقيق هذه الأهداف بالتوجه الى فلسطين وذلك بقول أمينه العام ومؤسسه القائد احمد ميشيل عفلق بأن توجه العرب نحو فلسطين يحرر فلسطين ويوحد الامة العربية وبقدر ما تعيد العرب لفلسطين حريتها تعيد فلسطين للعرب وحدتهم، وقد عمل رحمه الله على هذه الاستراتيجية، فتطوع للقتال مع صلاح الدين البيطار ورفاقه في فلسطين عام 1948 الى جانب المقاومة الوطنية وخلص بقوله لا تنتظروا المعجزة، فلسطين لن تحررها الحكومات العربية وإنما الكفاح الشعبي المسلح.

وعندما انطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في 1/1/1965 جاءت دعوة الأستاذ ميشيل عفلق لكافة البعثيين الفلسطينيين للالتحاق بحركة فتح لتعكس إصرار القائد المؤسس على الكفاح المسلح طريقاً وحيداً لتحرير فلسطين، فالتحق عدد من قيادات الحزب منهم عضو القيادة القومية خالد اليشرطي وكمال ناصر وتوفيق الصفدي وعدد كبير من منتسبي البعث بحركة فتح.

وفي المؤتمر القومي التاسع للحزب والذي عقد في بيروت في شباط من العام 1968 قرر انشاء منظمة فدائية باسم جبهة التحرير العربية. وهي منظمة تلتزم بالقيادة القومية، وأعلن ميلادها في 30/12/1968 وتنفيذ اول عملياتها في السابع من نيسان عام 1969 بعد أن أمّن لها حزب البعث العربي الاشتراكي - الذي وصل الى الحكم في العراق في 17-30 تموز 1968 - معسكراً للتدريب والتسليح سمي بمعسكر التحرير، والذي نحيي اليوم الذكرى 53 لتأسيسها                                                                                           .

والجدير ذكره ان القائد الشهيد صدام حسين قد وضع نصب عينيه هدف تحرير فلسطين وجعله من اوليات نظام البعث في العراق، إلا ان عدوان خميني المتكرر على قرى الحدود العراقية قد وضع مسألة رد العدوان عن العراق كأولوية، ورغم كافة الظروف المحيطة في العراق فقد وفر العراق لفصائل المقاومة بشكل عام ولحركة فتح بشكل خاص كافة احتياجاتها وخاصة ما بعد حصار طرابلس حتى من الاحتياط الذهبي للعراق وذلك رغم الحصار الغربي الظالم، ونشير هنا الى مكرمة الرئيس الشهيد صدام حسين للجرحى ولأسر الشهداء وإعادة بناء البيوت المهدمة في جنين ورفح، وبالتالي فان العدوان الأميركي البريطاني على العراق واحتلاله وتسليمه لإيران كان الخطوة الاقسى على المقاومة الفلسطينية لدفعها الى التسويات السياسية بعد ان فقدت الداعم والنصير ممثلاً بالرئيس القائد الشهيد صدام حسين.

كما عملت الجبهة على الحفاظ على م.ت.ف في مواجهة عمليات الاحتواء والهيمنة، فقاتلت في حصار طرابلس عام 1983 و 1984 وخرجت من طرابلس الى المنافي في عملية تهدف الى انهاء ما بدأه العدو الصهيوني بإخراجنا من بيروت عام 1982 ليقول مستشار الامن القومي   (Goodbye P.L.O)الامريكي جملته المشهورة .

وقد استمرت محاولات التصفية في حرب المخيمات التي دامت لسنوات وأدت الى خروج مقاتلينا مع حركة فتح الى مناطق الجنوب اللبناني.

كما شاركت جبهة التحرير العربية الاخوة في حركة فتح عقد المجلس الوطني الفلسطيني عام 1984 في عمان وتكريس شرعية م.ت.ف ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا الفلسطيني، وقد استمرت الجبهة ومن موقع الرفض في حضور كافة جلسات المجلس الوطني والمركزي ما بعد أوسلو وذلك لدعم الشرعية الفلسطينية في مواجهة المؤامرات الصهيونية وعملائها التي تهدف الى انهاء م.ت.ف وإيجاد بدائل مزورة لإضعاف إرادة شعبنا الفلسطيني.

واليوم يمر شعبنا الفلسطيني وفصائله المناضلة في أسوأ مراحل نضاله، فالانشقاق الذي قامت به حركة حماس في حزيران 2007 وادى الى فصل الضفة عن غزة شكل طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية وذريعة لإسرائيل للتخلي عن الاتفاقات، وللعرب للتراجع عن مركزية القضية الفلسطينية في النضال العربي، وقد فشلت عشر لقاءات واتفاقات لرأب الصدع وإعادة الوحدة الوطنية.

والأمر الثاني هو التطبيع الذي قامت به بعض الدول العربية كالإمارات والبحرين والمغرب وموريتانيا، متخلية بذلك عن تعهداتها في القمة العربية في بيروت عام 2002 والتي اقرت السلام الكامل مع إسرائيل مقابل الانسحاب الإسرائيلي الشامل من الأراضي المحتلة عام 1967.

لقد ثبت وبما لا يقبل الشك ان القرار الأميركي بما يخص القضية الفلسطينية هو قرار تابع لإسرائيل وذلك في الوقت الذي يؤكد فيه بايدن ووزير خارجيته بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية بعد ان اغلقها ترامب، فان شيئاً من هذا القبيل لم يحدث، ويؤكد الرئيس الأميركي على حل الدولتين، إلا انه لم يخطو اية خطوة في هذا الاتجاه، ويعلن التزامه بقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار مجلس الامن 2334 الذي ينص على عدم مشروعية بناء المستوطنات وخاصة في القدس، إلا ان العدو الصهيوني لا زال يمارس هدم البيوت ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات في القدس وفي أجزاء مختلفة من الضفة الغربية، وتعمل امريكا على معالجة بعض القضايا الإنسانية لشعبنا وحسب التوجيه الاسرائيلي..

لا بد من ان نؤكد ان اهداف امريكا في المنطقة هي منع تمدد الثنائي الصين وروسيا، والأمر الثاني هو السيطرة على منابع النفط، والأمر الثالث خدمة إسرائيل وتعزيزها كقوة إقليمية في المنطقة وهذا ما حصل في المؤتمر الرباعي لوزراء الخارجية العرب مع نفتالي بينت ووزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن .

ولمواجهة الظروف الراهنة والتي تعد الأسوأ منذ إنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، علينا البدء بالخطوات التالية:

أولاً: تعزيز المقاومة الشعبية وإيجاد إمتداد لباقي الدول المحيطة بفلسطين، حيث هناك الملايين من أبناء شعبنا الفلسطيني المنتشرين في مخيمات الشتات.

ثانياً: تعزيز وحدة النضال بين أهلنا في كافة مناطق تواجدهم في فلسطين ( الضفة الغربية، قطاع غزة والداخل المحتل عام 1948 )، حيث يشكل شعبنا الفلسطيني الأغلبية في أرض فلسطين التاريخية.

ثالثاً: تعزيز المقاطعة للمنتجات الصهيونية، ودعم حركة المقاطعة الدولية (BDS  ) فالمقاطعة هي مقاومة ولكن بدون نقطة دم، فمن غير المعقول أن يستمر العدو الصهيوني بجني أرباح تقدر بالمليارات جراء بيع منتجاته في الأراضي الفلسطينية.

رابعاً: التوجه إلى الأحزاب والقوى العربية المؤيدة لحق شعبنا وإعادة تشكيل الجبهة الوطنية المؤيدة للثورة الفلسطينية.

خامساً: التوجه إلى المؤسسات الدولية ومنها محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وفضح السياسات العنصرية التي تمارسها إسرائيل ضد شعبنا من جرائم حرب وتفرقة عنصرية.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

الحرية لأسرى الحرية . . والشفاء لجرحانا البواسل

ولرسالة امتنا المجد والخلود

قيادة قطر فلسطين... جبهة التحرير العربية


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة