تلفزيون نابلس
104 اعوام على وعد بلفور المشؤوم .. وعد من لا يملك لمن لا يستحق
10/30/2021 3:15:00 PM

في الثاني من تشرين الثاني لعام 1917 لم يكن يوما عاديا في تاريخ الشعب العربي الفلسطيني بل كان يوما اسودا حيث أعطى وزير خارجية بريطانيا المجرم ارثر بلفور في رسالته الى احد زعماء الصهيونية في بريطانيا البارون روتشيلد وعدا باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وعرف عن ارثر بلفور الذي ينتمي لحزب المحافظين اعجابه بالصهونية وزعماءها وخاصة حاييم وايزمان وتوج اعجابه باعطاء اليهود وعدا باقامة وطن قومي لهم على ارض فلسطين حيث عرفت رسالته في ذلك التاريخ (( بوعد بلفور))       

وفيما يلي نص الرسالة:

وزارة الخارجية

الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1917

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته بالتصريح التالي الذي يعبر عن التعاطف مع طموحات اليهود الصهاينة التي تم تقديمها للحكومة ووافقت عليها.

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الإنتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الاخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الاخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي".

سأكون ممتنا لك إذا ما احطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا البيان.

المخلص

آرثر بلفور

 

ولست هنا بسرد تاريخي رغم اهميته ولكن ما اود قوله ان وعد بلفور لم يكن وعدا عاطفيا لليهود في حينه بل كان نتاج مخطط صهيوني غربي منذ عشرات السنين يهدف لزرع جسم غريب في قلب الوطن العربي ليكون حائلا وقاطعا لأي امل في توحيد الامة العربية .

 وقد اكد ذلك ما نتج عن مؤتمر كامبل والذي عقد قي لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى عام 1907 والذي ضم سبعة دول اوروبية استعمارية وهي بريطانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا واسبانيا وبلجيكا والبرتغال حيث اعتبرت نتائجه من اخطر ما حيك من مؤامرات  ضد فلسطين والامة العربية  وكانت اخطر نتائجه انشاء الكيان الصهيون في فلسطين وكذلك قسم المؤتمر العالم الى ثلاث فئات

الاولى :

وتمثل دول اوروبا وامريكا الشمالية واستراليا حيث اكد المؤتمر على تقديم كل انواع الدعم لدولها ماديا وتقنيا لتصل الى مصاف الدول الاوروبية ..

والفئة الثانية :

وهي الدول التي ليس لها معها تصادم حضاري ولا يوجد تهديد مستقبلي كدول امريكا الجنوبية واليابان وأوصى المؤتمر  بدعمها بحيث لا تشكل تهديدا مستقبليا لاوروبا ..

اما الفئة الثالثة ( العالم الثالث ) فيقصد بها الامة العربية والاسلامية بشكل قليل والتي يوجد معها تصادم حضاري وتاريخي كما ادعى المؤتمروتشكل ايضا تهديدا دائما للحضارة الاوروبية قأوصى بحرمانها من اي دعم وابقاء شعوبها في حالة فقر دائم لتزداد الفتنة والحروب الطائفية والقومية داخل شعوبها وتبقى في تناحر مستمر..

 ويتحقق ذلك بانشاء دولة في فلسطين تكون بمثابة جسم غريب ومعادي يفصل المشرق العربي عن مغربه ويغذي الفتنة بين دولها بشكل دائم ويمنع اي توجه وحدوي في الوطن العربي  ..

وهنا اعتقد جازما ان مؤتمر كامبل  هو من هيأ الظروف والوقت المناسب لاطلاق المجرم ارثر بلفور وعده المشؤوم  وعد من لا يملك لمن لا يستحق

لذلك لايمكن الفصل بين ما نتج عن مؤتمر كامبل ووعد بلفور والذي يعتبر الاهم من اجل تحقيق اهداف ونتائج المؤتمرالاجرامية التدميرية .

وهنا لابد ان اذكر تجارب النهوض العربية ضد المخططات الغربية والامبريالية والصهيونية والتي اعتبرها الغرب الاستعماري ضد مؤتمرهم الاجرامي

ومنها تجربة الرئيس جمال عبد الناصر في مصر والوطن العربي والتي قوبلت بحروب اشبه ما تكون حرب كونية ومن ابرزها العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي شاركت فيه فرنسا  وبريطانيا والكيان الصهيوني بدعم امريكي وغربي مباشر..

وايضا ما حصل للعراق عندما قام ببناء نهضة حضارية وعصرية ابهرت العالم على مدى خمسة وثلاثين عاما

حيكت ضده المؤمرات وشنت عليه حروب طاحنة بالانابة وتعرض لحصار ظالم متعمد من قبل الامبريالية والصهيونية استمر ثلاثة عشر عاما ادى لوفاة 1.5 مليون طفل عراقي وعندما فشلت كل المؤمرات وخرج العراق اكثر قوة وصلابة شنت الامبريالية والصهيونية والفارسية حربا عالمية عليه وادت الى احتلاله وتدميره عام 2003..

ان وعد بلفور ما هو الا سلسلة من الوعدود لهذا الكيان العنصري الغاصب لارض فلسطين والتي لا تتوقف ضد ابناء فلسطين والامة العربية فبعد 31 عاما من الوعد المشؤوم انشأ الاستعمار الغربي  ما سمي بدولة اسرائيل على ارض فلسطين عام 1948 .

وفي 5 حزيران عام 1967 شن الكيان الصهيوني وبدعم امريكي وغربي حربا على الامة العربية اسفرت عن احتلال الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية ..

وما زال شعبنا وامتنا تحت وطأة الوعود البلفورية والترامبية وكان اخرها ما سمي بصفقة القرن في 28 . 1 . 2020 والذي اعلنها الرئيس الامريكي دونالد ترمب حيث رفضها وافشلها شعبنا وجماهير امتنا العربية جملة وتفصيلا .

ولا تقل عن هذه الوعود خطورة ما يجري من توقيع اتفاقيات التطبيع بين عدد من الانظمة العربية والكيان الصهيوني ...

ويبدو ان سلسلة وعود بلفور مستمرة ولا تتوقف ضد فلسطين امام ما يقابلها من ضعف ووهن للانظمة العربية ..

ولمواجهة مخططات الصهيونية في فلسطين والامة العربية يتطلب من غيارى امتنا وعلى عجل بناء جبهة عربية عريضة تتشكل من احزابها ومؤسساتها القومية في الوطن العربي تكون مهمتها الاولى وقف التطبيع الرسمي للانظمة العربية ومقاطعة المؤسسات والافراد الذين يتعاملون مع الاحتلال وكل تأخير يكون لصالح الاحتلال الذي اطل بوجهه القبيح في كثير من  العواصم العربية ....

  م. محمود الصيفي

عضو المجلس الوطني الفلسطيني

29 .10. 2021


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة