الصيام وأمراض الأنف والأذن والحنجرة
لأمراض الأنف والآذن والحنجرة تساؤلات كثيرة فى رمضان هل يفطر مريض التهابات الأذن الوسطى ، ومريض نزيف الأذن الناتج عن الحوادث ، وماذا يفعل مرضى التهابات البلعوم والحنجرة واللوزتين؟،
هناك العديد من المشكلات التي يتعرض لها مرضى الأنف والأذن والحنجرة أثناء الصيام ومنها الالتهابات الشديدة بالأذن الخارجية والداخلية مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة والإحساس بالألم، ففي هذه الحالات يجب الإفطار لأن الشخص يحتاج إلى علاج وسوائل ، والبعض يحتمل ويصوم ولكن مع وجود ارتفاع في درجة الحرارة بجانب الآلام الشديدة يسبب الصيام مضاعفات لدى الشخص الصائم ، لأنه يحتاج إلى أدوية مضادات حيوية ومسكنات وسوائل ، وفى بعض الأحيان يحتاج إلى جلوكوز .
هذا إلى جانب حساسية الأنف الشديدة ، وانسداد الأنف الذى يؤدى إلى التنفس عن طريق الفم ، وبالتالى يؤدى إلى جفاف شديد فى الحلق واللسان والشفتين ، ومع زيادة درجات الحرارة تزداد الحالة صعوبة فى التنفس ، فيضطر المريض إلى أن يفطر ويعوض الأيام التى يفطرها بأيام أخرى. والذى يريد الصيام يجب عليه استشارة الطبيب أولاً لكى يحدد له الصيام من عدمه ، ونوعية الأدوية ومواعيدها أثناء الفطور والسحور حتى لا يحدث له أى مضاعفات.
ويضيف دكتور حمدي أن نقط الأنف عامة لا تمنع الصيام ويمكن وضعها بكميات قليلة حتى ولو نزلت على الحنجرة يمكن بصقها والحقيقة أن قطرات الأنف ليست من باب الطعام والشراب ولا يقصد منها التغذية ولا التقوية ، وإنما هي للعلاج الموضعي للأنف ، وينطبق عليها ما ينطق على قطرة العين ، وما على الإنسان إلا أن يحتاط من وصول شيء منها إلى حلقه.
أما بالنسبة لقطرات الأذن فهي مباحة فى النهار للصائم فى مذاهب الفقهاء جميعا مادامت طبلة الأذن سليمة. ولا يمكن لأي سائل أو قطرة توضع فى الأذن الخارجية الوصول إلى البلعوم ما لم يكن غشاء الطبلة مثقوبا. وحتى فى تلك الحالة فإن كمية قطرة الأذن التى تصل إلى البلعوم كمية ضئيلة جدا ويمكن بصقها. والبلعوم يعتبر ممرا تشترك فيه القنوات التنفسية والهضمية ، شكله اسطوانى يمتد من ممر الأنف من الخلف وجوف الفم والحنجرة ، لهذا توجد أقسام ثلاثة في البلعوم وهم: البلعوم الفمي والحنجرة البلعومية ، والبلعوم الأنفي ، والجزء الأمامي من البلعوم مبطن بغشاء مخاطي ، أما الجزء الخلفي فهو عبارة عن ممر مشترك للغذاء والهواء معا تتصل به من الأمام القصبة الهوائية ومن الخلف يتصل به المريء ويمر الهواء من البلعوم خلال فتحة المزمار إلى الحنجرة ، ولذلك يمكن استخدام قطرات الأنف والأذن.
ويوضح دكتور حمدي باشا أن بالنسبة لمرضى نزيف الأنف فهؤلاء يمنع صيامهم خصوصا أنه غير متعمد وبغير قصد وكذلك نزيف الأذن الناتج عن الحوادث.
أما في حالات الالتهابات الشديدة مثل التهابات الأذن الوسطى والتهابات البلعوم والحنجرة وكذلك التهاب اللوزتين وخصوصا الالتهابات الصديدية التي تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة فهي تحتاج إلى كثير من السوائل والمسكنات والأدوية ، حيث إن التهاب اللوزتين من أكثر العوامل التى يضطر فيها الفرد إلى الإفطار حيث يؤدى الالتهاب إلى كثير من الأعراض الشديدة ، مثل ارتفاع شديد فى درجة الحرارة ، آلام في البلعوم ، آلام مفصلية حادة ، صعوبة البلع واحتقان الحلق ، صداع ، فقدان الشهية وكل هذه الأعراض لا يمكن علاجها إلا بالمضادات الحيوية ومسكنات للألم وخافضات الحرارة ، ولذلك لابد من الإفطار في هذه الحالات.
وهناك مرضى آخرون مهم جداً النظر إليهم هم مرضى الدوار الشديد( عدم الاتزان) ، فعند الصيام يشعر هؤلاء المرضى بالرغبة في القيء المستمر ونوبات من الزغللة والدوخة الشديدة فيحتاج إلى السوائل بكثرة ، وإلى الأدوية فى حالة عدم التركيز.
وتأتى عملية توازن الإنسان عن طريق الجزء الآخر من الأذن الداخلية والمتحكم فى توازن الإنسان ، ويتكون من ثلاث قنوات هلالية الشكل تمتد متعامدة بعضها على بعض تحوى سائلا يشبه السائل الذى يملأ القوقعة ، وعن طريق هذه القنوات يستطيع الإنسان الاحتفاظ بتوازن الجسم.
ولأن الأذن الداخلية هى قمة الإعجاز الإلهى في خلقه ، فإن الإنسان يولد بها مكتملة الحجم والصلابة.. فهي العظمة الوحيدة في الإنسان التي لا يتغير حجمها ولا شدة صلابتها بالسن والعمر مهما طال..
وينصح المرضى بعدة نصائح ومنها:
تناول الأغذية السهلة البلع مثل شوربة الخضار
وتناول الفواكه والعصائر الغنية بفيتامين سى.
الراحة التامة، وتناول السوائل بكثرة ، وتناولها بدرجات حرارة معتدلة ، والبعد التام عن المثلجات والمياه الغازية والأطعمة والتوابل الحارة.
استعمال المضادات الحيوية إذا كانت الإصابة بكتيرية.
البعد عن أى مجهود بدنى خصوصا أثناء النهار.
الاسترشاد برأي الطبيب واتباع أوامره ومتابعة العلاج بدقة ، وإمكان الصيام والإفطار ، والإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة ، والبعد عن شرب القهوة والشاي.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |