تلفزيون نابلس
مدقق الحسابات القانوني المقدسي محمد حافظ الدجاني "أبو نادر" في ذمة الله
9/24/2020 9:19:00 PM

القدس – غيب الموت، أحد أبرز مدققي الحسابات القانونيين، المرحوم محمد حافظ أمين الدجاني.

ولد المرحوم في شهر تموز عام 1927 – السنة التي عرفت بسنة الزلزال وهو الابن الرابع لعائلة مكونة من خمسة أولاد، وحصل المرحوم على شهادة مترك لندن بالمحاسبة مبكراً وانضم الى العمل وهو في الثامنة عشرة من عمره حيث بدأ عمله بدائرة الضريبة بالقدس أثناء الانتداب البريطاني عام ١٩٤٥ وتعلم وقتها اللغتين العبرية والانجليزية.

وتدرج بمناصب عديدة بدوائر ضريبة الدخل أثناء الانتداب البريطاني ومن ثم بدائرة ضريبة الدخل الاردنية حيث عمل بدائرة ضريبة الداخل/القدس ومن ثم رام الله وأصبح مديراً لدائرة ضريبة الدخل في نابلس ببداية الخمسينات من القرن العشرين، وشكّل ما كان يعرف بالمثلث الدجاني بمحافظة نابلس عندما كان سعيد بك الدجاني قائم مقام وكمال الدجاني النائب العام، فكوّنوا صداقة أبدية.

وفي سنة ١٩٥١ حصل على اجازة مدقق حسابات قانوني بالاردن ليصبح عاشر مدقق حسابات مرخص وانضم الى قافلة مدققي الحسابات الفلسطينيين القلائل أمثال فؤاد سابا وفؤاد حويط وجورج خضر.

وفي ستينيات القرن الماضي ساهم مع مجموعة من رجالات العائلة في تأسيس المجلس العائلي الدجاني لتوثيق الروابط الاجتماعية بين أفراد العائلة وبث روح التعاون والتعاضد فيما بينهم.

أسس الراحل مؤسسة الدجاني للمحاسبة والتدقيق بفرعيها بالقدس وعمان لتصبح احدى كبريات شركات التدقيق بالأردن، وفي الوقت ذاته افتتح شركة تجارية والتي أصبحت الوكيل العام للمنتجات الالكترونية الالمانية مثل جريتس وتلفونكن والمنتجات الامريكية مثل ويرل بول وكاندي.

وبعد حرب ١٩٦٧ اضطر أن يغلق مكتب عمان بسبب اقامته بالقدس وليركز أعماله في فلسطين من خلال مكتبه هناك، وجعل مكتبه أكبر مكتب تدقيق حسابات في فلسطين وافتتح فرعاً بغزة سنة ١٩٦٨.

واصبح مسؤولاً عن ترخيص مدققي الحسابات بالضفة الغربية من عام ١٩٦٨ الى عام ١٩٧٨ حيث اتخذ مكتبه مدرسة لتأهيل وترخيص مدققي الحسابات الفلسطينيين، وقد تخرج لتاريخنا هذا من مكتبه اربعة واربعين مدققاً ما زالوا يعملون بالاراضي الفلسطينية من أصل مائتين وستة وثمانين مدققاً حاليين.

توسعت أعمال مكتبه ليصبح لديه فروعاً بغزة والخليل والقدس ورام الله ونابلس.

وفي سنة ١٩٩٣ انضم مكتبه لشبكة المحاسبة العالمية كوبرز وليبراند ليصبح اول مكتب حسابات فلسطيني ينضم لشبكة عالمية.

وفي نفس الوقت بدأت السلطة الوطنية بالاعتماد على مكتبه حيث انضم ابنه نادر للوفد المفاوض الفلسطيني باتفاقية باريس الاقتصادية واتفاقية طابا والقاهرة مع الجانب الاسرائيلي وكذلك اللجان الفنية للاتفاقيات مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وتولى مكتبه تدقيق جميع المنح الواردة للسلطة الفلسطينية من الدول المانحة عند قيام السلطة.

وساعد الراحل بتأسيس وزارة المالية الفلسطينية وذلك بتحويل تسعة من موظفي مكاتبه الى ملاك الوزارة فأبدوا كفاءة عالية رفعتهم الى أعلى المراكز فيها.

وتولى ايضاً رئاسة اللجان الفنية التي استلمت مكاتب دوائر ضريبة الدخل بالضفة الغربية سنة ١٩٩٥ كما تولى تعيين الموظفين والكفاءات الفلسطينية التي أدارت تلك المكاتب.

وبعد موافقة الرئيس الراحل ياسر عرفات عام ١٩٩٦، قام بتأسيس جمعية مدققي الحسابات الفلسطينية هو وعدد من زملائه مدققي الحسابات وتولى رئاسة اللجنة التأسيسية وأخرجها الى النور.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة