يعتبر الأسير مهند محمد العزة (45 عاماً)، من سكان مخيم العزة للاجئين بمحافظة بيت لحم، أحد الاسرى الذين تعاقبهم قوات الاحتلال الاسرائيلي بشكل متواصل، من خلال عزله في زنازين انفرادية، أو نقله من سجن الى آخر، حيث أقدمت خلال الايام الماضية على نقله بشكل تعسفي من سجن جلبوع الكائن في غور بيسان، إلى سجن مجدو، وذلك بعد يوم واحد من إصداره موقفاً حول أوضاع السجن في ظل الظروف المناخية الحارة التي تجتاح المنطقة، تم نشره في "القدس".
وأشار العزة في تلك التصريحات إلى أن غرف السجن تحولت إلى فرن بسبب درجات الحرارة المرتفعة التي تراوحت ما بين 42 – 47 درجة مئوية، ما يرجح أن تكون عمليات النقل التعسفية عقابا له بسبب فضحه بعضا مما يتعرض له الأسرى ويعانوه.
وقال أفراد من عائلة الاسير العزة، إلى أنه ومنذ نقله إلى سجن مجدو، انقطعت الأخبار عنه، معربين عن قلقهم إزاء ذلك، خاصة وأن عملية نقله تمت بشكل عنيف، إذ اقتحم أفراد من الوحدات الخاصة التابعة لمصلحة السجون الغرفة، واقتادوا الأسير العزة بشكل مفاجيء، وسط استنكار الأسرى ومطالبتهم بضرورة التراجع عن هذه الخطوة القمعية، ولكن كان عناصر الامن ردوا على ذلك بمزيد من القمع والتهديد باتخاذ عقوبات بحق الاسرى، اذا لم يتراجعوا عن احتجاجاتهم.
وقال الأسير خالد مخامرة، أحد رفاق الأسير العزة، إن عملية القمع الحالية هي السادسة التي تستهدف العزة، منذ عام ونصف، حيث يجري نقله من سجن إلى آخر بشكل متواصل، بهدف التأثير على مواقفه لاجراءات الاحتلال القمعية بحق الأسرى، والتي كان من بينها إعلان الإضراب المفتوح عن الطعام، نصرة للأسير خليل أبو عرام المحكوم بالمؤبد، الذي خاض إضرباً عن الطعام احتجاجا على عدم السماح له بلقاء نجله الأسير أحمد، المعتقل إداريا في سجن "النقب الصحراوي".
وقال العزة تعقيباً على هذا الإضراب، إنها مبادرة صغيرة للغاية، كي نتضامن مع الأسير أبو عرام الذي لا يطلب المستحيل ولم يضرب للافراج عنه، بل كي يشاهد نجله الذي اعتقل إداريا، ولم يكن التقاه وجها لوجه منذ عام 2002، ولذا كان لا بد من الوقوف معه في هذا المطلب الانساني.
وعلى ضوء تضامنه مع زميله عزلت إدارة السجون الأسير العزة في زنزانة انفرادية مقطوعه عن العالم، وسط تهديده باتخاذ خطوات أخرى في حال الاستمرار ياضرابه التضامني الذي ظل متمسكا به حتى السماح للاسير أبو عرام بمقابلة ابنه.
وكان الأسير العزة قد أعلن إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في العام 2016، استمر مدة 20 يوما، احتجاجا على الإهمال الطبي المتعمد بحقّه من قبل إدارة السجن، حيث إضطر لاتخاذ هذه الخطوة بعد أن أجريت له عملية جراحية قبل شهر من إعلانه الاضراب، بعد مماطلة استمرت ثلاث سنوات، ورغم ذلك فقد امتنعت إدارة السجن وعيادته عن تقديم الدواء اللازم له بعد العملية، وخاصة المضادات الحيوية، الأمر الذي فاقم الوضع الصحي للأسير العزة، وأصبح يعاني من التهابات حادة مكان العملية.
يشار إلى أن العزة الذي كان يعمل معلماً في وكالة الغوث وشغل منصب رئيس المكتب الحركي للمعلمين، اعتقل في العام 2010 بتهمة إطلاق النار على مركبة لاحد المستوطنين قرب قرية الولجة، وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 13 عاما، وقد توفيت والدته وشقيقته ووالده وهو في السجن، كما وتوفي اثنان من أبناء شقيقه في الاردن جراء السيول أثناء رحلة مدرسية قبل نحو العامين.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |