بقلم المهندس الزراعي : غازي سليم كعكاني ... هناك مقولة انجليزية مشهورة تقول :

One man's trash is another man's treasure.

وبالنسبة للمزارع الذي سكب الحليب في المجاري لو استفسروا من أي مهندس زراعي كان جاوبهم ببساطة ان بديل القاء الحليب في المجاري هو خلطه بالماء واستخدامه كسماد ، هذا في حالة كونه تالفا ، وفي حالة كونه غير تالف فالقيام بتوزيعه على الأسر المستورة أفضل ألف مرة من إلقائه في المجاري.

إن أي مادة تحتوي في تركيبها على النايتروجين والفسفور والبوتاسيوم يمكن أن تستخدم كسماد

وإحدى هذه المواد هو الحليب الفاسد وليس الطازج.

لماذا الحليب الفاسد؟

لأن الحليب عندما يفسد بنقسم إلى جزئين

المواد الصلبة: وهي اللتي تحتوي على كمية جيدة من النيتروجين وكمية اقل منها من الفسفور.

والميص: ( أو المادة السائلة) وهي تحتوي على كميات من سكريات الحليب اللتي ممكن ان تكون مفيدة  ولكن ليس بالضرورة مهمة كسماد.

ولكي  نستفيد من الحليب الفاسد وإعطاء أفضل النتائج كسماد فإن أفضل نتيجة ظهرت عندما تم تخفيف الحليب الفاسد بنفس كميته بالماء ( ١:١ ) ومن ثم ري المزروعات به.

كما يمكن سكب هذا المزيج في الأراضي البور كخطوة جيدة في عملية إستصلاحها لأن المايكروبات والبكتيريا النافعة الموجودة في التربة سوف تتغذى على المواد المركبة وتحويلها لمواد عضوية وترفع خصوبة التربة وبالتالي تستفيد منها المزروعات.

وبالنسبة للمزارع صاحب الحليب لو بالأصل زرع دونمين برسيم وبدل القاء الحليب في المجاري تم ري البرسيم بالحليب التالف فسوف يكون إنتاج الدونم من البرسيم ممتازا في الكمية والنوعية، وكم سيكون التوفير  في أثمان الأعلاف.

ختاما

سواء كان الحليب صالحا أو فاسدا، فأسلوب كسب تعاطف الناس من خلال رمي نعمة الله من حليب او منتجات زراعية سوف يأخذنا مباشرة للآية الكريمة:

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ ((((فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ)))) فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ. صدق الله العظيم