تلفزيون نابلس
والدة أسير محرر: حُرمت من احتضانه بعد 13 عاماً في الأسر!
4/8/2020 8:38:00 PM

عائلات الأسرى في كل المحطات تدفع ثمناً باهظاً من العذاب النفسي والمشاعري، حتى في لحظة تحرر أبنائها من الأَسر، التي يتم انتظارها على أحر من الجمر.

والدة الأسير هاشم طه من الخليل الذي تحرر أمس بعد 13 عاماً من الأسر تروي ما جرى في اللحظات الأُولى من تحرر ابنها الأسير هاشم، وكيف أنها لم تعرف من هو الشخص الذي يحيط به الناس، وظنت أن المصورين يقومن بتصوير إصابات بفيروس الكورونا.

تقول والدة الأسير المسنة: "حُرمت من احتضانه عند تحرره خوفاً من فيروس كورونا، حتى إنني انتظرته داخل السيارة، وشاهدت منظراً في الخارج، ظننت أن المصورين يقومون بتصوير أشخاص مصابين بكورونا، وبعدها كان صاحب المشهد ابني هاشم يتم تصويره لحظة الإفراج عنه وأنا بعيدة عنه، بالرغم من قربي عليه، فهذا المرض حرم عائلات الأسرى من احتضان أبنائها، فقبل الإفراج عنه بأيام كنت لا أنام، وأتخيل مشهد الإفراج عنه وكيف سأحتضنه، إلا أن كل ما كان في مخيلتي لم يحدث بسبب فيروس كورنا والإجراءات الوقائية، فالاستقبال كان بلا احتضان ولا تقبيل لابني الذي حرمني منه الاحتلال 13 عاماً، وعند لحظة التحرر كان فيروس كورونا لنا بالمرصاد".

أعراس الحرية غابت

الأسير المحرَّر الإعلامي أمين أبو وردة قال: "فيروس كورنا حرم عائلات الأسرى من لحظاتٍ تاريخيةٍ تعوّد عليها الشعب الفلسطيني منذ تاريخ الحركة الأسيرة في السجون، فالطقوس الاحتفالية جزء من نضال الشعب الفلسطيني، وهي أعراس وطنية ذات بعد نضالي، فهي تكريم لمن دفع فاتورة العمر ضريبة داخل الأسر، والاستقبال الصامت بسبب الحجر الصحي اتباعاً للإجراءات الوقائية من أعظم التنغيصات على الأسير وعائلته وأصدقائه، فكل الطقوس الاحتفالية يتم تصويرها وتبقى ذكرى حميمة في حياة المحرر وعائلته، كما أن الأسرى يقومون بإدخال هذه الطقوس الاحتفالية إلى داخل السجون من خلال أقراص تحت اسم حفلات زفاف، ويشاهدها الأسرى داخل غرفهم، فهي حفلات زفاف حقيقية إلى الحرية".

وأضاف: "الاحتلال كان ينتظر فرصة غياب أعراس الحرية، فهو كان يمارس كل الإجراءات التعسفية لمنعها، خصوصاً في القدس، عندما كان يحتجز المفرج عنهم ويسحبهم إلى التحقيق، وتوقيع تعهدات بعدم إظهار مظاهر احتفالية، فجاء فيروس كورونا ليخدم الاحتلال ويمنع احتفالات الحرية وطقوسها، إلا أن عائلات الأسرى لم تشطب تلك الاحتفالات، واكتفت بالحد الأدنى منها؛ فقط إظهار الزينة وبعض المظاهر الأُخرى".

 

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة