تلفزيون نابلس
جبل العُرمة... تحدٍ فلسطيني لجبروت الاحتلال وعربدة المستوطنين
3/13/2020 10:10:00 AM

مصطفى صبري- أحداث جبل العرمة في بلدة بيتا جنوب نابلس، وإصرار الفلسطينيين على المكوث في الجبل ورفع العلم الفلسطيني على قمته، اثبت للقاصي والداني أن الفلسطيني لا يرفع الراية البيضاء للاحتلال والمستوطنين.

التجمهر والمبيت في جبل العرمة، حتى لا ينجح المستوطنين في الاستيلاء عليه واستخدام جيش الاحتلال القمع الوحشي واستشهاد فتى فلسطيني وإصابات خطيرة، جعلت من معركة جبل العرمة علامة فارقة في التعامل مع قرارات المصادرة ومحاولة المستوطنين فرض سياسة الأمر الواقع في الإستيلاء على الأراضي وإقامة بؤرا استراتيجية في مواقع هامة في المناطق الفلسطينية مستذكرين مقولة اريئيل شارون عندما عاد من واي ريفر وطالب المستوطنين بالاستيلاء على التلال في الأراضي الفلسطينية.

وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان المهندس وليد عساف الذي أصيب بكلتا يديه، أكد أن اقتحام آلاف الجنود من وحدات النخبة، وإطلاق كافة انواع الذخائر من قنابل صوت وقنابل غاز ورصاص معدني ومطاطي وبلاستيكي ورصاص حي من مسافة الصفر ، واقتربت منا وحدة النخبة وجلسوا جلسة القنص وتلقوا التعليمات من الضابط وعلى مسامعنا بإطلاق النار علينا وأصيب العشرات خلال ثواني العشرات، وأطلقوا النار على المصورين الصحفيين، لأنهم وثقوا جريمة إطلاق على المعتصمين السلميين، فقرار الاقتحام كان مبيتاً بدافع القتل العمد، لذا كان هناك شهيداً وإصابات خطيرة، ولن ترفع الراية البيضاء في جبل العرمة ولن يسقط الجبل امام الاحتلال والمستوطنين ".

الاعلامي د.أمين أبو وردة مدير موقع أصداء قال :" ما جرى في جبل العرمة معركة بكل ما تعنيه الكلمة، فهناك قوات كبيرة من جيش الاحتلال استخدام طائرة لالقاء قنابل الصوت، إحضار المستوطنين باعداد كبيرة لإقامة الصلوات التلمودية على قمة الجبل، فقنابل الغاز لم تتوقف لحظة، لتأمين اقتحام المستوطنين ".

واضاف :" هجمة الاحتلال على جبل العرمة بهدف أهداف استيطانية بحجة المواقع الأثرية فيه، فهم يريدون السيطرة على كل المواقع الأثرية والدينية، فهناك في سبسطية، وكفل حارس ومقام قبر يوسف والحرم الإبراهيمي واليوم هنا في جبل العرمة، بعد حشد المستوطنين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي للهجوم على جبل العرمة واداء صلوات تلمودية ، وهو عملية سلب للأرض ".

ولفت أبو وردة قائلاً:" الاحتلال والمستوطنين جن جنونهم من إصرار المواطنين من كل المحيط على التواجد في جبل العرمة وبناء الخيام وتعبيد الطريق إليه، وتوفير وسائل البقاء فيه، فكان فكان قراراهم العنصري انهاء زاهرة جبل العرمة بالاقتحام والقمع الوحشي ".

الإعلامي قيس أبو سمرة قال :" حبل العرمة من المناطق المهمة ويرتفع عن سطح البحر 850 متراً، وقد استخدم أهالي القرى المجاورة للجبل أسلوب الرباط المتواصل لإفشال الاستيلاء عليه ورفعوا العلم الفلسطيني، ما أغاظ المستوطنين وجنود الاحتلال، الذين قمعوا المرابطين بشكل وحشي لمنع ا ستمرار رباطهم كما حدث في الخان الأحمر ".

كما أكد مرابطون أن جبل العرمة بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت، فهو يطل على غور الأردن المهدد بالضم كما يطل على الساحل الفلسطيني في لوحة فنية، غايةً الجمال.

المرابط عزيز حمايل (55 عاما) قال :" البقاء في جبل العرمة إنقاذ لكل الأراضي من حوله، فمنذ صغرنا تعودنا ان هذا الجبل عنوان وجودنا لهميته ووجود تراثنا وتاريحنا فيه، لذا كانت الهبة جماعية وبصورة كثيفة لم تتكرر في مواجهات اخرى في مناطق مختلفة، فالكل شعر بالخوف على هذا الجبل باعتباره كنز تاريخي وإرث لا يمكن التنازل عنه او التراجع عن الدفاع عنه ".

 

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة