تلفزيون نابلس
"العكوب".. مصدر رزق للمواطنين وسط ملاحقة من الاحتلال
3/7/2020 3:35:00 AM

نابلس -  رزان عيسى– مع نهايات الشتاء وبدايات الربيع من كل عام، تتجه اعداد كبيرة من الفلسطينيين نحو التلال والجبال والسهول لجني نبات العكوب، الذي يعتبر من اشهر وأثمن الاكلات الشعبية الفلسطينية، خاصة في منطقة نابلس.

وتعتبر هذه النبتة مصدر رزق للكثير من العائلات التي تنتظر موسمه على احر من جمر، حيث يقومون بجنيه وبيعه في الاسواق المحلية باسعار مرتفعة.

عوائق كثيرة باتت تعترض جني العكوب او اي من النباتات الاخرى التي تنمو في الجبال، حيث تقوم سلطات الاحتلال وما تسمى "سلطة الطبيعة" التابعة للإدارة المدنية، بملاحقة المواطنين الفلسطينين الباحثين عن العكوب في الاغوار الفلسطينية او المرتفعات الجبلية، وتفرض عليهم الغرامات، وتصادر بضاعتهم ودوابهم وادواتهم.

يأتي هذا المنع بحجة الحفاظ على البيئة، في حين أن "الطبيعة الإسرائيلية" تسكت عن عمليات حرق الجبال والاشجار التي يمارسها المستوطنون.

والعكوب نبات جبلي كثير الشوك وغالي الثمن نظرا لصعوبة تعكيبه اي تنظيفه من الاشواك، ويتاروح سعر الكيلو الواحد منه ما بين 20 – 50 شيكل حسب درجة تنظيفه من الاشواك.

وقالت الخمسينية (أم أحمد ) من بلدة بيتا: "ننتظر هذا الموسم من كل عام حيث نخرج الى مناطق الجبال في الاغوار نبحث عن نبتة العكوب لمساعدة زوجي في مصروف البيت، فهذا النبات الموسمي نستطيع بيعه أيضاً بأسعار مقبولة، ويؤمن لنا دخلاً إضافياً".

وتضيف: "تواجهنا العديد من المشاكل من بينها صعوبة جنيه من الجبال والتلال، وكذلك تدخل سلطات الاحتلال التي تعتبر جنيه تهمة نحاسب عليها، وغالبا ما تقوم بمصادرة ما جنيناه وتغريمنا بمبالغ كبيرة".

للنساء دور كبير في هذا الموسم، حيث يقمن بجمعه وتنظيفه من الاشواك، ومنهن من يذهبن لبيعه بانفسهن، كما ان منهن اتخذن من تنظيف العكوب للزبائن مهنة تدر عليهن دخلا معقولا.

وتقول المواطنة هاجر اسماعيل (40 عاما): "اقوم انا واولادي في منزلنا بتنظيف العكوب من الاشواك القاسية بعد ان نجمعه من الجبال بمشقة ومطاردة من المستوطنين، لمساعدة زوجي في مصروف البيت ودفع اقساط الجامعات"

وتضيف: "كما انني اقوم بطبخ جزء منه لبيتي وتخزين جزء اخر منه في الثلاجة للاشهر القادمة.

ابو احمد (55 عاما) يعمل بائعا متجولا على عربته وسط مدينة نابلس، قال: "إن الإقبال على شراء العكوب كبير جداً، خاصة لدى اهالي نابلس الذين يحبون تناوله، وينتظرون موسمه باهتمام".

وأضاف: "أن معظم من يشترون العكوب، يفضلونه نظيفاً من الأشواك حتى وإن ارتفع ثمنه، بسبب صعوبة تنظيفه".

واوضح انه يشتري العكوب من نساء قرويات يقطفنه ويجمعنه وينظفنه، ومن ثم يجلبنه لبيعه في السوق.

ويقول التاجر جمال المدني وهو صاحب محل للخضار والفواكه وسط مدينة نابلس: "اعمل في تجارة العكوب منذ حوالي 30 عاما، وتبدأ اولى طلائع العكوب في الخروج الى السوق مع نهاية شهر تشرين ثاني وحتى نهاية شهر نيسان، واكثر الناس اقبالا عليه من نابلس".

واضاف ان نابلس تشتهر باكل العكوب وتخزينه وطهيه رغم انه مرتفع الثمن، وتقوم الطبقات الميسورة بشراء ميات كبيرة منه وتخزينه.

وتقول أم محمد ،من نابلس ان طريقة طبخ العكوب تتم بعد ازالة الاشواك عنه ثم يتم تقطيعه الى قطع صغيرة ويتم غليه بماء ساخن للتخلص من الاشواك ويطبخ باللبن واللحم كما يتم تحزينه ليبقى موجودا على مدار العام.

ويشير خبراء الاغذية الى ان للعكوب فوائد كثيرة حيث يقوّي الجهاز العصبي ويعالج الجهاز البولي ويقوي الدم ويحتوي على فوائد جمة بالنسبة إلى الجهاز الهضمي. وهو ايضا نافع لتنحيف جسم الإنسان ولمن يعاني من ارتفاع الكولسترول والشحوم ولمرضى القولون العصبي وللإمساك المزمن، ويساعد في الهضم وطرد السموم. وكذلك، هو غني بالأملاح المعدنية وخاصة البوتاس الذي تقوي الأعصاب وينقي الدم، كما يحتوي على مجموعة من الفيتامينات المفيدة والمغذية للجسم. ويقال أيضاً إنه مدرّ للبول ومقوّ للقلب وغني جداً بالألياف الهامة. كما يعتبر من أهم أدوية الكبد على الإطلاق، وله دور في علاج حصى المرارة وعلاج الصداع النصفي وعلاج البواسير.

"القدس" دوت كوم


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة