قال سكان ومسعفون إن ضربات جوية قادتها روسيا قتلت 40 شخصاً على الأقل أمس الثلاثاء في شمال غرب سوريا في إطار هجوم كبير للجيش بدعم من فصائل مسلحة إيرانية، على مواقع للمعارضة في مناطق ريفية.
مع فشل محاولة وقف إطلاق النار الأخيرة في شمال غرب سوريا بخاصة في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، أفاد العديد من النازحين أنه لم يبق لهم سوى حليف حقيقي واحد في هذه المعركة: الطقس.
وينقل تقرير لصحيفة "نيوزويك" عن منسق مشروع منظمة "أطباء بلا حدود" في سوريا ريستيان ريندرز أن معظم السوريين الفارين من القتال سيكونون "مندهشين أكثر لو ساعد وقف إطلاق النار حقاً".
ويقول رايندرز إنه مع فشل وقف إطلاق النار مراراً وتكراراً، فقد الكثير من الناس الأمل في أن يوفر لهم المجتمع الدولي حلاً طويل الأمد، وعليه فإن حليفهم الرئيسي بات اليوم الطقس.
ويشرح منسق المشروع أن النازحين باتوا يدركون أنه في حال كان الطقس ماطراً وغائماً، فمن المتوقع أن ينخفض عدد الطلعات الجوية للمقاتلات الحربية، وبالتالي تنخفض نسبة الغارات على المدنيين، متمنياً لو أن الطقس في سوريا يبقى شبيهاً بطقس بلجيكا على مدار 365 يوماً.
وعمد هؤلاء النازحون على الفرار من مناطق القتال كي يواجهوا الظروف اليائسة بشكل متزايد في معسكرات الخيام المكتظة التي تكافح لإيواء السوريين الذين ليس لديهم مكان آخر كي يذهبوا إليه.
"إنهم مضطرون للمساومة بشكل مستمر، مساومات على شاكلة "هل أختار النوم على الفراش، ولكن مع معدة فارغة؟ أم أبيع السرير وأنام على الأرض، لكن ربما أكون قادراً على الشراء بعض الطعام، ربما ليس لي، ولكن لأطفالي؟ هذه هي الخيارات المستمرة التي يتم اتخاذها كل اليوم"، بحسب منسق "أطباء بلا حدود".
ويقول إن النازحين السوريين لا ينبغي إجبارهم على اتخاذ قرار بشأن الاحتفاظ ببعض ممتلكاتهم الأخيرة أو القدرة على إطعام أطفالهم، متابعاً "أمام الناس 5 دقائق فقط لتوضيب كل ما يمكنهم قبل الهروب، وعادة ما نجد هؤلاء محاصرين من دون أية فرص".
وأضاف، أنه بينما تقوم مجموعات مثل منظمة "أطباء بلا حدود" ببذل ما في وسعها لتوفير الدعم على أرض الواقع، ولكن "في النهاية يجب أن يكون هناك حل" من المجتمع الدولي، خاتماً "لم يفت الأوان. حتى بعد أكثر من ثماني سنوات، لم يفت الأوان".
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |