تلفزيون نابلس
صحافي إسرائيلي: "خاوة" مرّت صفقة الغاز.. والصفقة مع الأردن ستتم بالدولار والشيكل وباللغة العبريّة لا العربيّة وليس بالدينار
1/22/2020 10:43:00 AM

 يبدو أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي، لا تأخُذ الأردن وحُكومته على محمل الجد، فبعد سلسلة من التقارير الإخباريّة التي تحدّثت عن تراجع العلاقات بين البلدين، وأنها في أسوأ أحوالها، لدرجة أنّ الجميع في إسرائيل يسعى لإسقاط النظام الأردني، يتفاجأ الشعب الأردني، بإتمام اتفاقيّة الغاز الإسرائيلي، وكأنّ العلاقة الأردنيّة مع إسرائيل في حالة انفصام، كما يصفها أحد المُغرّدين.

النائب الأردني غازي الهواملة، دبّت فيه الحميّة، وألقى كلمة في مجلس النواب، واختار أن يتلو بعضها باللغة العبريّة، رفضاً لاتفاقيّة الغاز الإسرائيلي، وهو فيما يبدو بدا للإسرائيليين بمثابة فرقعات كلاميّة، فالصفقة مرّت رغم رفض الأردنيين لها.

الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، اصطاد في الماء العكر، واختار أن يستفز الشارع الأردني، فنشر كلمة النائب الأردني، وعلّق قائلاً: “نائب أردني، وأمام رئيس الوزراء الشامي يتكلّم بالعبريّة، رافضاً الغاز الصهيوني، وأضاف: “أنا أقول لكم “خاوة” عن حكومة الرزاز، ومجلس النواب، والأعيان، مرقت الصفقة، رغم رفضكم اللامُتناهي”، وهي تغريدة من كوهين، ضرب فيها كُل أسس الاحترام، والصيغة الدبلوماسيّة المُتعارف عليها بين الدول، وفي تقليل احترام واضح من هيبة الأردن، ومُؤسّساته الدستوريّة، وبدلالة استخدامه توصيف محلّي شهير في الأردن، “خاوة”، ويستخدمه الأردنيّون في حالة إتمام الأمر بالإجبار، أو دون رغبة صاحبه.

وتعمّد كوهين، تكرار إهانته للأردنيين، حين تحدّث في تغريدة لاحقة، عن أنّ نص اتفاقيّة الغاز “الفلسطيني المنهوب”، مكتوب باللغة العبريّة، ولا يوجد منه بالعربيّة، كما أنّ الاتفاقيّة ستتم بعملة الدولار و”الشيكل” وليس الدينار الأردني، وهو ما جاء في معرض ردّه عن مُطالبات نيابيّة أردنيّة، بالاطّلاع على نص الاتفاقيّة الذي يبدو غامضاً وسريّاً، وغير مُنصفٍ للدولة الأردنيّة في بنوده، ولا يبدو أنّ ثمّة أحد في المملكة الهاشميّة قد اطلع عليه من مجلس النواب أو الحُكومة، في حين يطلب الصحفي كوهين من النائب الأردني الهواملة التواصل معه، لتزويده في تفاصيلها.

وتبدو عقيدة الجيش الأردني القتاليّة، وتنفيذه عمليّات تدريبيّة بدت أنها تحمل العداء للدولة العبريّة، بعد استعادة أراضي الغمر والباقورة، غير متّسقة الشّكل مع اتفاقيّة الغاز السريّة، والتهديدات الإسرائيليّة التي بدأت تطال شخص العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والذي كان قد لوّح بلاءاته الثلات، رفضاً لصفقة القرن، وتمسّكاً بوصايته الهاشميّة على المُقدّسات بفلسطين المحتلّة، وهو ما يُعيد طرح تلك التساؤلات على المنصّات الأردنيّة.

النائب غازي الهواملة، والمعروف بانتقاده لسلطات بلاده الملكيّة، وجرت مُحاولات لرفع الحصانة عنه مُؤخّراً وفشلت، تصدّر وحيداً فيما بدا لاتفاقيّة الغاز، لدرجة أنه وقع في فخ ما قال البعض إنه تطبيع، حين اختار الظهور على شاشة التلفزيون الإسرائيلي (كان 11)،  في مُداخلةٍ صوتيّة، وهي الخطوة التي اعتبرها بغير التطبيعيّة، والغرض منها توصيل رسالة للإسرائيليين عبر إعلامهم بأنّه والأردنيين لا يحبّونهم، وأكّد أنّ المُطبّعين هُم من وقّعوا اتفاقيّة الغاز.

وكان مجلس النواب الأردني قد صوّت بشبه الإجماع على إبطال العمل باتفاقيّة الغاز، ومنع استيراده بالتّالي، لكن تصويته هذا غير مُلزم، ولكن بحسب النائب الهواملة عبر قناة “كان”، فإنّ مجلسه قادر على إسقاط اتفاقيّة الغاز، وإسقاط الحكومة بالتالي، لكن مثل تلك القرارات يعود حسم أمرها عادةً لرأس الهرم الأردني.

وبعد بدء العمل بالاتفاقيّة اعتباراً من الشهر الجاري، الأردنيّون سيكونوا على موعدٍ مع تزويدهم من الغاز الفلسطيني المنهوب، لمُدّة 15 عاماً، بنحو 45 مليار متر مكعّب، ضمن اتفاقيّة سريّة جرى توقيعها العام 2016، ويقول خبراء اقتصاديّون، إنّ كُلفتها الاقتصاديّة مُضرّة بالاقتصاد الأردني، وتخدم بالأكثر اقتصاد دولة الاحتلال.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة