تصدّر اسم الفنانة اللبنانيّة #نانسي_ عجرم، الوسوم المُتصدّرة في لبنان، على خلفيّة مقتل شاب سوري في منزلها على يد زوجها الدكتور فادي الهاشم على مدار أسبوعين، وعاود اسم الفنانة التصدّر مُجدّداً، على خلفيّة الحُكم الذي صدر من قبل القاضية غادة عون، وهو الحُكم الذي يُحوّل إلى القاضي الأوّل، ويبث فيه قراراً نهائياً.
القاضية عون وجّهت تهمة القتل العمد لزوج نانسي، بحُكم عدد الرصاصات غير المُفسّر الذي ورد في القضيّة، والذي وجّهه فادي إلى المُتّهم القتيل، والذي يقول الدكتور فادي أنه جاء دفاعاً عن بناته، وعدد الطّلقات وجّه للشاب السوري من الأمام والخلف، وهو ما أثار تساؤلات حول تفسير الدفاع عن النفس، الذي يحتاج إلى 18 طلقة دفاعاً.
وفي التفاصيل وجّهت النائب العام الاستئنافي القاضية غادة عون في جبل لبنان، اتّهاماً إلى فادي الهاشم، بقتل المواطن السوري محمد الموسى قصداً، وذلك استناداً للمواد 547، 229 في القانون اللبناني، وتصل عقوبتها إلى السجن عشرين عاماً أشغالاً شاقّة، وأُحيل الادّعاء إلى قاضي التّحقيق في جبل لبنان نقولا ناصر.
ولا يعد قرار توجيه الاتّهام من القاضيّة عون، حُكماً نهائيّاً، حيث ينظر فيه القاضي نقولا ناصر، ويتردّد أنّ الأخير سينظر في الاتّهام، ويأخذ في حُكمه مُراعاة “الدفاع عن النفس”، وبحسب القانون اللبناني سيجري استجواب الهاشم، والمتروك بسند إقامة بعد أن جرى توقيفه على خلفيّة الحادثة.
وثارت عاصفة تغريدات على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، بين من اعتبر أنّ القرار إنصاف للشاب القتيل السوري، وبين من تعاطف مع الفنانة نانسي عجرم، ووصف الجريمة بالبطولة والدفاع عن الشرف، ليتصدّر وسم تضامني آخر مع الفنانة وزوجها حمل اسم “#كلنا_حدك_نانسي”، #كلنا_فادي الهاشم، فيما أخذت القاضية غادة عون بعضاً من المديح “التويتري”، على أساس أنها لم تخضع للتهديدات والضغوضات، ومال الطبقة السياسيّة، والفنيّة، وليعود الجدال العنصري السوري- اللبناني إلى الواجهة.
وعلى وقع الاحتفالات “السوريّة”، بنبأ الإدانة، سارع محامي الفنانة عجرم جابي جرمانوس، إلى التعليق على اتّهام الهاشم زوج نانسي بالقتل العمد طبيب الأسنان، بأنّه لم يستغرب ذلك الادّعاء الراهن، كون المسار الطبيعي بتحويل الملف إلى قاضي التحقيق الأوّل في لبنان، وأكّد أنّ الأخير سيصدر قراراً يعتبر فيه فعلة فادي الهاشم “دفاعاً مشروعاً عن النفس”، ومن الطبيعي بحسب المحامي أن يجري الادّعاء، ويتابع التحقيقات، ويُثبت صحّة ما ادعى به الهاشم، ويتم توصيف فعل الأخير بالدفاع المشروع.
وبحسب المادة 229، فإنّ القانون اللبناني لا يُعاقب الفاعل على فعلٍ ألجأته الضرورة إلى أن يدفع به عن نفسه، وماله، وملكه، “خطراً جسيماً مُحدقاً”، لكن القانون أوضح أيضاً وفق المادة المذكورة، اشتراط أن يكون الفعل مُتناسباً والخطر، وهو ما يُعيد إلى الواجهة رواية الدفاع ب18 طلقة، وإذا كان فعل الدكتور فادي مُتناسباً مع الخطر، والذي يقول إنه هدّد بناته، فيما تتضارب الروايات حول حقيقة الحادثة، ودوافعها، وفيما إذا كان الشاب السوري طالب حق، أو ذهب ضحيّة جريمة عُنصريّة.
وفي حال لم يأخذ قاضي التحقيق الأوّل نقولا ناصر، في أسباب دفاع الهاشم، وروايته للدفاع عن النفس، واعتبره مُذنباً قاتلاً، فإنّ الأخير ستنتظره عُقوبة 20 عام من الأشغال الشاقّة، ومستقبل عجرم الفني سيكون على المحك، ولعلّ الطبقة اللبنانيّة الفنيّة والإعلاميّة ستكون في حرجٍ كبير، وذلك بعد التضامن الكبير الذي أبدوه مع الفنانة صاحبة أغنية “يا طبطب”.
الجدير بالذّكر أنّ السلطات السوريّة، كانت قد أعلنت أنّ الطب الشرعي سيقوم بتشريح جثّة الشاب فور وصولها إلى سورية، وبحسب زاهر حجو المدير العام للهيئة العامّة للطّب الشرعي في سورية، فإنّ تقرير الطب الشرعي اللبناني كان عشوائيّاً، وعبثيّاً، وليس مهنيّاً، ولا يكتبه سوى طبيب مُبتدئ في هذا المجال، وهو ما قد يُعيد طرح التساؤلات، حول حقيقة رواية عائلة نانسي لحادثة اقتحام فيلا المنزل، وكُل العُيون بكُل الأحوال ترقب القرار الأخير للقاضي نقولا ناصر، وفيما إذا كان سيُجّل حُكماً غير مسبوق.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |