عماد سعادة : يحتفل المواطنون السامريون في مدينة نابلس (الثلاثاء) فوق قمة جبل جرزيم (أكثر الاماكن قدسية بالنسبة لهم) بيوم الغفران، وهو العيد الخامس من سلسلة الأعياد الدينية الموسمية السامرية، والذي يأتي في العاشر من الشهر السابع للتقويم العبري السامري، ويقع ما بين عيد رأس السنة العبرية (اول الشهر السابع) وقبل عيد العرش.
ويوضح مدير المتحف السامري الكاهن حسني السامري، ان هذا اليوم قد سمي بيوم الغفران، لأن الإنسان السامري يتوسل ويتضرع فيه إلى الله عز وجل، راجيا منه أن يغفر له ذنوبه التي حلت عليه خلال ذاك العام.
ويقول بأن الله سبحانه وتعالى يغفر للإنسان أخطاءه التي إرتكبها بغير قصد، ولم تجلب أي أذى له أو لغيره ممن يتعايش في مجتمعه. يأتي هذا اليوم فيتطهر الإنسان من أخطائه الصغيرة وتبقى تلك العظيمة كالقتل والزنى والسرقة وغيرها معلقة مصيرها بيد الله.
ويضيف الكاهن حسني، بأنه في هذا اليوم يتم الإمتناع عن الطعام والشراب من قِبل جميع أبناء الطائفة السامرية دون إستثناء، ويسقط هذا الفرض عن المولود الرضيع فقط لا غير، وأما باقي النفوس تصوم برغبتها.
ويشير الى ان الإنسان السامري قد تعود على مثل هذا اليوم، بحيث أن الطفل الصغير يخجل من أن يكسر صومه، أو يتناول طعاما وشرابا، لأنه تربى منذ الصغر على ممارسة هذه العبادة وبالتالي أصبح من السهل عليه الإستمرار، مدة 24 ساعة متواصلة من المغرب إلى المغرب التالي، ينقطع فيه أبناء الطائفة عن كل ملذات الحياة تلبية لنداء الله سبحانه وتعالى من خلال التواصل بالدعاء والرجاء والتوسل في الكنيس لله طوال اليوم المذكور تطبيقا لتعليمات الشريعة المقدسة.
ويوضح الكاهن حسني ان صلاة الغفران تبدأ قبل بدء اليوم بساعة واحدة وتستمر بعدها طوال يوم الغفران كنوع من الصِلة بين العبد وربه، برئاسة الكاهن الأكبر للطائفة، وإمامية أحد الكهنة.
وتبدأ مراسيم إعلان هذا اليوم من خلال النفخ بالبوق وإطلاق العنان لصوته كإشعار للنفس السامرية والتمهيد لها للإمتناع عن المأكل والمشرب، والتفرغ للعبادة. وينتهي هذا اليوم أيضا من خلال صوت ذات البوق الذي يهتف معلنا للسامري العودة إلى الطعام والشراب والإنتهاء من فريضته وبذلك يكون يوم عيد مبارك لهم يعايدون بعضهم البعض فيه، ويكسبون أجر يومهم ذاك .
المصدر : القدس.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |