تلفزيون نابلس
تحليلات إسرائيلية: حزب الله قد يشن هجوما آخر
9/2/2019 9:50:00 AM

 توقعت التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أن التوتر بين إسرائيل وحزب الله، الذي بدأ مطلع الأسبوع الماضي، يقترب من نهايته، في أعقاب إطلاق خلية تابعة للحزب بضع قذائف مضادة للمدرعات على موقع عسكري في بلدة أفيفيم الحدودية، وإصابة ناقلة جند خالية من الجنود، وتلا ذلك إطلاق الجيش الإسرائيلي 100 قذيفة مدفعية باتجاه جنوب لبنان، دون وقوع خسائر بشرية في الجانبين. رغم ذلك، لا يزال الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب عالية عند الحدود، تحسبا من "مفاجأة" قد يقدم عليها حزب الله.

واعتبر المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، "مني بفشل ذريع"، لأن الهجوم، أمس، "لم يسبب ألما لإسرائيل من أجل ردعها عن مواصلة الهجمات المنسوبة لها في لبنان"، بعد أن "كانت لديه شرعية مطلقة في لبنان بشن هجوم واحد".

وأضاف فيشمان أنه "لم تعد هناك شرعية لنصر الله، لا داخل لبنان ولا خارجه، لشن هجوم ثان. بل على العكس، هجوم ثان سيصوره كمن يستبيح أمن لبنان ويمنح إسرائيل شرعية لتوسيع نيرانها". وبحسبه، فإنه في إسرائيل يدركون المعضلة التي يواجهها نصر الله. "هو لم يحصل على قطعة اللحم التي أراد أن يجبيها، ولذلك لم يخفض الجيش الإسرائيلي من تأهبه. وإذا نجح في إقناع الجمهور اللبناني بأنه سجل ’إنجازا عسكريا’ بإصابة موقع الجيش الإسرائيلي، فعلى الأرجح أنه سينزل عن الشجرة. وإذا تحول هذا الحدث إلى سلاح سياسي ضده داخل لبنان، فإنه قد يزج به في الزاوية ويرتكب الخطأ الذي سيشعل حدود لبنان".

وأشار فيشمان إلى أن حالة تأهب القوات الإسرائيلية عند المنطقة الحدودية مع لبنان كانت واضحة للعيان، وإلى الخدعة التي قام بها الجيش، بعد إطلاق الخلية لقذائف، بنقل جنود بمروحية عسكرية إلى مستشفى "رمبام" في حيفا، وكأنهم مصابون. "ثمة احتمالان: إما أن حزب الله اختار عمدا هذه الأهداف وعلمه أنه لن يكون هناك مصابين لدى الجيش الإسرائيلي، والجيش الإسرائيلي تعاون، أو أنه علم ببساطة أنه سقط في الفخ".

"الردع المتبادل ما زال مؤثرا"

من جانبه، كتب المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه "كما تبدو الأمور الآن، فإنه من الجائز أن هذه نهاية جولة العنف الحالية، رغم أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى الحفاظ على مستوى تأهب مرتفع على طول الحدود، لعدة أيام مقبلة على الأقل، من أجل التأكد من أن حزب الله لا يُعدّ له مفاجأة أخرى".

وأضاف هرئيل أن "الردع المتبادل ما زال مؤثرا. ويبدو أن الأمين العام المخضرم سيطر على المقود ولجم أفكارا ربما تعالت في القيادة العملياتية في الحزب حول تشديد الرد المخطط تجاه الجيش الإسرائيلي. وإذا جاء رد آخر من جانب حزب الله، فهذا سيكون مؤشرا بأن إسرائيل سارعت بالاحتفال بالنجاح".

واعتبر هرئيل أن نصر الله بذل جهدا، في الأيام الماضية، "من أجل تخفيف أهمية الحدث في الضاحية الجنوبية وإبراز علاقة حزب الله بالقصف الإسرائيلي في سورية. والقتيلان اللبنانيان في سورية (عقربا) وصفا كشهيدين من الحزب. وفي الواقع أن علاقتهما بحزب الله محدودة. فقد تعلم الاثنان في إيران وتم تجنيدهما في خدمة الحرس الثوري. ويشكك جهاز الأمن الإسرائيلي فيما غذا كان نصر الله يعي أصلا خطة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، حول الهجوم بالدرونات من سورية".

ووفقا لهرئيل، فإن "قضية ’مشروع دقة الصواريخ’ ما زالت بعيدة عن الانتهاء"، وتوقع أن جهود إيران وحزب الله لنقل جهاز آخر لتحسين دقة الصواريخ، كالذي تقول إسرائيل إنها قصفته في الضاحية، ستستمر. "بكلمات أخرى، بالنسبة لصناع القرار الإسرائيليين، هذه المعضلة ستعود بالمستقبل: هل ستهاجم في الأراضي اللبنانية وتخاطر بالتصعيد، لدرجة حرب محتملة، بهدف منع تعاظم قوة العدو؟ حتى اليوم أقدمت إسرائيل على خطوات هجومية بحجم واسع ضد برامج نووية – في العراق عام 1981، وفي سورية عام 2007. هل التخوف من نقل مئات الصواريخ الدقيقة إلى حزب الله يبرر شن هجوم قد يقود إلى حرب؟".

حرب محتملة

حسب المحلل العسكري في "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، فإن احتمال شن حزب الله هجوما آخر ما زال قائما. "رغم أن حزب الله تذرع برده على مقتل ناشطين شيعيين خلال إحباط عملية الدرونات في الجولان السوري، الأسبوع الماضي، لكنه سعى إلى الانتقام بالأساس لضرب جهاز تحسين دقة الصواريخ في الضاحية".

وأضاف أن "هذا التحدي، الإستراتيجي، لم تتم إزالته بالأمس. وحزب الله لا يزال يلعق جراح الهجوم في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولكن إلى جانب الانتقام المنفصل الذي تعهد به، فإنه سيبحث عن طرق أخرى للتزود بكميات كبيرة من الصواريخ الدقيقة. ورغم أن إسرائيل وضعت أمامه خطوطا حمراء واضحة، لكن ليس مؤكدا أن الهجوم الإعلامي الذي رافق هجوم الدرونات الغامض، في الأيام الأخيرة، سيكون كافيا من أجل ردع الحزب. والأرجح أن إسرائيل ستطالب في المستقبل القريب بمواجهة معضلة عملها مرة أخرى، وانطلاقا من علمها بأنها بذلك تقرب حربا واسعة في الأمد الحالي، ولكنها تقلص أضرارها بشكل كبير في الأمد البعيد".


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة