تلفزيون نابلس
إعلاميٌّ سعوديٌّ ينشر مقالاً بصحيفةٍ إسرائيليّةٍ عنصريّةٍ ومُتطرّفةٍ لترويج "رؤية ابن سلمان" ويُهاجِم العاهل
8/24/2019 8:55:00 AM

 لا يُخفى على أحدٍ بأنّ ما يُطلَق عليها النخب السعوديّة من كُتّاب وصحافيين وإعلاميين في المملكة العربيّة السعوديّة تتطوَّع في سوادها الكبير من أجل تمرير وترويج سياسة وليّ العهد السعوديّ في كلّ شاردةٍ وواردةٍ، وبشكلٍ خاصٍّ في كلّ ما يتعلّق برؤية محمد ابن سلمان لحلّ القضيّة الفلسطينيّة، إلّا أنّ هذا التطوّع اجتاز هذا الأسبوع خطًا أحمرًا إضافيًا في قطار التطبيع عندما قام إعلاميٌّ سعوديٌّ بنشر مقالٍ في صحيفة (يسرائيل هايوم)، المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، والتي تُعتبر الناطقة غيرُ الرسميّة بلسانه، علمًا أنّ مالكها وناشرها هو الثريّ اليهوديّ-الأمريكيّ، شيلدون إدلسون، الصديق الشخصيّ للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والذي صرح في أكثر من مُناسبةٍ بأنّه لا وجود لشيءٍ اسمه الشعب الفلسطينيّ، كما أنّه يقوم بالتبرع بمئات ملايين الدولارات من أجل بناء المُستوطنات في الضفّة الغربيّة المحتلّة.

وفي المقال المذكور بالصحيفة الإسرائيليّة هاجم الكاتب السعوديّ عبد الحميد الغبين الأردن وقال إنّها تُعرقِل جهود الرياض في تحسين العلاقات مع إسرائيل، على حدّ تعبيره، وشنّ الإعلاميّ والكاتب السعوديّ، هجومًا لاذعًا على الأردن وعاهلها عبد الله الثاني، بسبب موقفها من تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيليّ، ضمن مقال نشره بصحيفةٍ إسرائيليٍّة، ويوضح رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تجّاه القضية الفلسطينيّة.

ونشر الإعلامي والكاتب السعوديّ الغبين ، مقالاً في صحيفة “إسرائيل اليوم”، يتحدث فيه عن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان لحلّ “المشكلة الفلسطينية”، تحت عنوان: “منظور سعودي جديد للسلام”، حيثُ قال الغبين في مقاله إنّ المملكة العربيّة السعودية تسعى إلى علاقاتٍ جيّدةٍ مع إسرائيل والشعب اليهوديّ وتحقيق سلامٍ عادلٍ ومُنصفٍ ودائمٍ ومزدهرٍ في منطقة الشرق الأوسط، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ البعض يُسّميها التطبيع، وأنا أسميها الفطرة السلميّة، على حدّ تعبيره.

وذكر الكاتب السعوديّ في مقاله أنّ ولي العهد ابن سلمان يُفكِّر خارج الصندوق، وأنّ السعودية قويّةً ماليًا وسياسيًا وعسكريًا، ولديها ثاني أكبر سلاح جوٍّ بالشرق الأوسط، وتمتلك تفوقًا صاروخيًا بعيد المدى، وترى إسرائيل كشريك مستقبل منطقي، لافِتًا في الوقت ذاته إلى أنّ إيران تُعَّد عدوًّا مشتركًا لإسرائيل والسعودية، وفق أقواله.

وتابع الإعلامي السعوديّ قائلاً إنّ بحث المملكة السعوديّة عن السلام مع إسرائيل ليس سهلاً، في ظلّ الخلافات الرئيسيّة بقضية الفلسطينيين وحقهم في تقرير المصير، معتقدًا أنّه من المهم أن يكون للفلسطينيين دولة في نهاية عملية السلام.

لكنّ الكاتب السعوديّ هاجم الأردن وقال إنّها تقوم بعرقلة جهود الرياض في تحسين العلاقات مع إسرائيل، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ السلطة الفلسطينية والمقربون من رئيسها، محمود عبّاس يفعلون نفس الشيء، ويهينون السعودية وملكها، وبالتالي المجتمع السعوديّ، على حدّ زعمه.

ورأى الغبين أنّ حملة التشهير ضدّ السعودية ممنهجة وممولة وتتم برعاية الأردن والسلطة الفلسطينيّة، مُبينًا أنّهم يفعلون ذلك لسببٍ وجيهٍ، وهو استفادة الاثنين من الصراع العربيّ الإسرائيليّ، وفق ما جاء بمقاله في الصحيفة الإسرائيليّة.

وتساءل الكاتب السعودي: كيف يمكننا تحقيق السلام إذا بقي الشعب الفلسطيني بلا مكان؟، مضيفًا أنّ الجواب بسيط، ويكمن في أنّ الأردن تمثل 78 بالمائة من فلسطين التاريخية، والأردنيون من أصلٍ فلسطينيٍّ هم أكثر من 80 بالمائة من السكان، كما قال.

وأشار الإعلاميّ السعوديّ في مقاله بالصحيفة الإسرائيليّة العُنصريّة، أشار إلى أنّ العاهِل الأردنيّ يرفض الاعتراف بذلك، ومع ذلك سيعترف العالم في نهاية المطاف بالأردن كمكانٍ للدولة الفلسطينيّة، وقد يكون ذلك أسرع ممّا نعتقد، معتبرًا أنّه إذا غادرت العائلة المالكة الأردنيّة وتلت الأغلبية الفلسطينيّة، سيُصبِح الأردن وطنًا رسميًا لفلسطين، ولن نشعر نحن العرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل كدولةٍ إقليميّةٍ، على حدّ تعبيره.

وحول المسجد الأقصى، قال الغبين إنّ تمويله منذ أكثر من 70 عاما يعتمد على التبرعات السعودية بمليارات الدولارات لملك الأردن ووالده وجده باسم الحماية والحفاظ على الأقصى، متهمًا ملك الأردن بأنّه لم يحافظ على الأقصى ولا يحميه، واقترح الكاتب السعودي أنْ تقوم بلاده بتقديم الوصاية المناسبة على الأقصى وفق ترتيبٍ جديدٍ يضمن حرية العبادة، مُتابعًا: لدينا تاريخ من التسامح والكفاءة عندما يتعلّق الأمر بإدارة الأماكن المقدسة، وتدخلنا بالأقصى يُمكِن أنْ يحلَّ المشاكل التي لا نهاية لها للفلسطينيين والإسرائيليين على حدٍّ سواء، كما زعم.

وختم الغبين مقاله قائلا: رسالتنا كسعوديين واضحة للجميع، نريد سلامًا عادلاً ودائمًا ومُزدهرًا بالمنطقة، ونُحِّب القضاء على الإيديولوجية، ولا يُمكِن القيام بذلك دون مد يدٍّ سلميّةٍ للإسرائيليين، كما أكّد في نهاية مقاله.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة