تلفزيون نابلس
رصاصة إسرائيلية "تبتر" حلم "صلاح" فلسطين
7/1/2019 12:49:00 PM

 قبل نحو الشهر، كانت بلدة الخضر إلى الغرب من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، لا تسع الطفل محمود صلاح (15عاما).

صلاح عرف عنه نشاطه وشغفه، يلهوا كثيرا مع أصدقائه، يجوب شوارع البلدة، وحقولها، يهوى لعبة كرة القدم، ويطمح بفتح ورشة لإصلاح المركبات.

لكن حلمه، وهوايته بترتها رصاصة إسرائيلية قبل نحو الشهر.

فبينما كان يلهو “صلاح” مع أصدقائه في إحدى حواري قريته أصيب برصاصة إسرائيلية في قدمه اليسرى، أسفرت عن بترها فيما بعد.

على سرير الشفاء بالجمعية العربية ببيت لحم (خاصة)، يقص “صلاح” لمراسل الأناضول لحظة الإصابة والاعتقال، وفاجعة بتر قدمه.

وأفرج عن الفتى، الإثنين الماضي، بعد شهر من الاعتقال أمضاها في مشفى “شعارت تسيدك” الإسرائيلي.

يقول الفتى “بينما كنت أمارس لعبة كرة القدم مع أصدقائي قبل نحو الشهر، خرجت الكرة على جدار سلكي قرب نقطة عسكرية إسرائيلية، صعدت لالتقاطها”.

يتنهد الفتى ويكمل “سمعت أصوات إطلاق نار كثيف، وأدركت أنني أصيبت”.

أشار “صلاح” إلى أنه اعتقل من قبل الجيش الإسرائيلي، وقدم له علاج أولي بعد نحو ساعتين من إصابته، ثم نقل للمشفى”.

وبعد ثلاثة أيام استيقظ الفتى ووجد قدمه مبتورة.

يقول “كانت صدمة كبيرة، لم استوعبها حتى اليوم”.

تنهد قليلا وأكمل حديثه “خربتي هذه الإصابة (عطلتني)، لو اعتقلت وحكمت مؤبد أهون علي من بتر قدمي”.

وأضاف “لا أعلم كيف سأكمل حياتي، وكيف سأعيش مع أصدقائي، كنا نفرح ونركض معا اليوم بت عاجزا”.

ويقول “تحولت لمعاق، قُتل حلمي بالحياة”.

ويأمل “صلاح: استكمال العلاج وتركيب رجل صناعي، ليكمل حياته بالتعليم الجامعي.

وقال “بعض الأوقات أشعر أن قدمي ما زالت موجودة، كأنه حلم، ولكن أنظر إليها أجدها مبتورة”.

ولصلاح شقيق بكر معتقل لدى السلطات الإسرائيلية، ولم يصدر بحقه حكما بعد.

وأشار الفتى إلى أنه تعرض لتحقيق من قبل ضباط إسرائيليين، وجهوا له تهمت إلقاء الحجارة والعبوات الحارقة على النقطة العسكرية الإسرائيلية، وهو ما نفاه أثناء التحقيق.

بدورها تصف عائشة صلاح، والدة الفتى لحظة إصابة نجلها وبتر قدمه، بالقول “من أصعب لحظات حياتي”.

وتضيف للأناضول “بتروا جزءًا من قلبي، دون سبب ما الذنب الذي اقترفه طفلا بهذا العمر”.

وحملت والدة الطفل “صلاح” الجيش الإسرائيلية المسؤولية كاملة.

وتضيف “الاحتلال يحاربنا بكل شيء، اعتقل نجلي البكر، وحول لي الأصغر لمعاق.

من جانبها، اتهمت أمانة سراحنة، مسؤولة وحدة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، الجيش الإسرائيلي باستهداف الأطفال من خلال إطلاق النار عليهم واعتقالهم.

وقالت للأناضول “حالة الطفل محمود صلاح مشابه لعدد من الحالات التي تعرضت لإطلاق نار واهمال طبي أسفرت عن بتر أجزاء من القدم”.

وأضافت “يتعمد الجيش الإسرائيلي إصابة الأطفال في الأطراف، وتحويلهم لمعاقين، لخلق حالة من الردع لدى الأطفال”.

وتشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو 220 طفلا فلسطينيا دون سن الـ 18، في ظروف لا إنسانية، ويتعرضون لتحقيق قاس.

ونددت “سراحنة” بسياسة اعتقال الأطفال، التي تتنافى مع حقوق الطفل، والقانون الدولي.

ووفق إحصائيات رسمية صدرت عن هيئة شؤون الأسرى ( تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية) فقد وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى 5700.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة