تلفزيون نابلس
صاحب أغنية "هاشمي" ضيفاً على قناة سعوديّة: عمر العبداللات باستضافة فنيّة أم سياسيّة؟
5/26/2019 8:37:00 AM

 كان لافتاً استضافة قناة (MBC) السعوديّة، الفنان الأردني عمر العبداللات، صاحب أشهر الأغاني الوطنيّة الأردنيّة، والتي تتغنّى بأمجاد العائلة الحاكمة في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وهو صاحب أغنية “هاشمي” تحديداً، والتي تغنّت بالراحل الملك حسين بن طلال، ومن ثم أعيد تعديلها، لتُغنّى للملك الحالي عبد الله الثاني.

الأردنيون، أو بعضهم لم يخرجوا من صدمة “التناسي” التي طالتهم أو قوّاتهم المُشاركة في تحرير الحرم المكّي، من اقتحام السلفي جهيمان العتيبي، وتحديداً في مسلسل “العاصوف” الرمضاني المعروض على شاشة (MBC)، وقد ثار جدل أردني افتراضي حول ذلك التهميش، وكانت “رأي اليوم” أوّل من ناقشت حلقة العمل، في أبعادها السياسيّة، والاجتماعيّة، في تقريرٍ سابق، وتناولت عدم إظهار المُساعدة الأردنيّة، ليحل الفنان العبداللات ضيفاً أردنيّاً على ذات الشاشة، بل ومُشيداً بالعصر الانفتاحي، وداعياً بطول العمر لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومُتمنّياً أن يصل مشروعه لكل الدول العربيّة، وشاكراً لدور المُستشار الترفيهي تركي آل الشيخ.

في العربيّة السعوديّة، وفي العصر الانفتاحي تحديداً، أصبح الفن، والغناء، والدراما، والإعلام، في خدمة الإرادة السياسيّة في البِلاد، والدلائل وفق نشطاء تواصل كثيرة في ذلك الشأن، فالقناة السعوديّة ومع تزايد احتمالات التَقارب مع “النظام السوري”، استضافت في ذات البرنامج “مجموعة إنسان”، والذي حلّ عليه العبداللات ضيفاً أيضاً، فنانون محسوبون على الدولة السوريّة بولائهم، مثل قصي خولي الذي تم إنهاء عرض مسلسله الملك فاروق على عجل، حين اعترف بصريح العبارة وعلى شاشة (MBC)، بأنّه مُوالٍ للجيش العربي السوري، وعليه جرى استبعاده، وأُعيد استضافته في رمضان هذا العام، كما حلّ الفنان سلوم حداد ضيفاً بذات البرنامج.

استضافة العبداللات، قد لا تحمل ذات الدّلالات السياسيّة، كون النظام الأردني عضو في محور الاعتدال، يقول نشطاء لا يرغبون بالإسقاطات السياسيّة على برنامج فني مثل “مجموعة إنسان”، ويُقدّمه علي العلياني، لكن نشطاء في الضفّة المُقابلة، يرصدون مواقف بعينها، كان يُراد منها انتزاع موقف سياسي من الفنان الأردني.

العبداللات، كان قد تحدّث عن تفاصيل غنائه لأوّل مرّة أغنيّة “هاشمي” وعلى “الشاشة السعوديّة”، وأمام الراحل الملك “الهاشمي” الملك الحسين بن طلال، وهو أمر لافت، ومُثير للانتباه، وينفي أي خلافات بين الأردن والسعوديّة يقول مُغرّدون، والإسقاط السياسي يضيفون قد يبدو مُبالغاً فيه لإطلاق الأحكام على علاقات سياسيّة بين البلدين، لكن الإعلام السعودي يقول مُغرّدون مُعارضون له صولات وجولات في خوض المعارك الإعلاميّة من ذات القبيل، مدعوماً بالإرادة السياسيّة، ودليلهم يقولون بالمُستوى الذي انحدر إليه الإعلام المذكور في خلافه مع قطر، ولعلّ إعلام الأخيرة هو الآخر سقط في ذات الحفرة، وفق ما يرصد إعلاميّون مُحايدون.

استضافة الفنان الأردني، بدت لبعض الإعلاميين الأردنيين، وكأنّ المُراد منها انتزاع موقف سياسي، وكأن الرجل يُمثّل بلاده، حيث يسأل العلياني ضيفه الأردني بعد عرض حفلة له بدا وأنها في قطر: هل توقّفت عن الغناء في قطر لأنها تدعم الإرهاب؟، فيضطر ضيفه الذي بدا مُستغرباً كما رصدت “رأي اليوم” السؤال، إلى طلب إعادته، يُعيد الإعلامي السعودي سؤاله، فيُجيب الفنان “لا”، ليس للأمر من علاقة، لم أذهب هناك بعد ما جرى، يُصر العلياني الذي لم يجد ضالته في السؤال الأوّل، طرح سؤال سياسي ثاني، هل ستُغنّي مُجدّداً في قطر في حال تنفيذها مطالب الدول المُقاطعة (13 شرطاً)، يُجيب الفنان الأردني مُحاولاً الهُروب من إجابةٍ مُباشرةٍ، لا أعرف ما هي الشّروط بالأساس.

العبداللات فيما بدا من مُقابلته، يقول مُغرّدون أردنيون، حرص على مُمارسة الحياد، كبلاده المملكة الهاشميّة، التي تحاول مسك العصا من النّصف في الخلاف الخليجي، وإن كانت قد أغلقت مكاتب قناة “الجزيرة”، وقلّصت التّمثيل الدبلوماسي، فيما قطر أبدت تفهّمها، وفتحت المجال لفرص وظيفيّة للشباب الأردني، وفيما وصفتها صحف سعوديّة، بمُحاولة تقارب أردنيّة- قطريّة.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة