بدأت التحضيرات لعقد مؤتمر البحرين الاقتصادي المنوي عقده نهاية حزيران المقبل في العاصمة المنامة، سريعا ، عقب الكشف عن نية عقده امس الاحد.
ويبدو ان هذا المؤتمر سيكون بمثابة "الجزرة" التي تنوي الادارة الامريكية تقديمها من اجل تمرير صفقة القرن، لما تحمله من مشاريع واستثمارات اقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة بملايين الدولارات، سيدفع العرب الحصة الاكبر منها، حسب ما سرب من تفاصيل في وسائل الاعلام.
وبدأت الادارة الامريكية الاعداد للمؤتمر مباشرة، بتوجيه الدعوات للكثير من الشخصيات الفلسطينية للمشاركة به، عُرف من بينهم رجل الاعمال بشار المصري الذي اعلن موقفه علنا برفضه المشاركه، بما ينسجم مع الموقف الفلسطيني سواء الرسمي او الشعبي او الفصائلي الذي بات معروفا برفض مؤتمر البحرين باعتباره جزء من صفقة القرن، التي تعد مرحلة من مراحل تصفية القضية الفلسطينية.
وقال المصري في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "وجهت لي دعوة للحديث بما يسمى مؤتمر "السلام من أجل الازدهار" في المنامة، كما متوقع توجيهها للعديد من الشخصيات الفلسطينية في مجال الاقتصاد والسياسة، لكنني لن أشارك في هذا المؤتمر، ولن يشارك فيه أي ممثل عن شركاتنا أو في أي من نتائجه وتوابعه."
واكد المصري "موقفنا واضح، لن نتعامل مع أي حدث خارج عن الإجماع الوطني الفلسطيني، نحن الفلسطينيون قادرون على النهوض باقتصادنا بعيداً عن التدخلات الخارجية، إن فكرة السلام الاقتصادي فكرة قديمة يتم طرحها الآن بشكل مختلف، وكما رفضها شعبنا سابقاً نرفضها الآن."
ان سعي الادارة الامريكية الى دعوة شخصيات فلسطينية الى المؤتمر امر متوقع، وهي سترفع من جهودها خلال الفترة المقبلة من اجل ضمان مشاركة وحضور بضعة شخصيات فلسطينية المؤتمر، في محاولة لاظهار قدرتها على احداث اختراق في الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن وما تحمله من مخططات ومشاريع .
ان الموقف الشعبي والفصائلي والرسمي الرافض لافرازات السياسة الامريكية، يجب ان يكون خطا وطنيا، على الجميع الالتزام به، كما يشكل فرصة وقاعدة لانطلاق الوحدة الوطنية، نحو انهاء الانقسام، ومواجهة كل من يشذ عن هذه القاعدة ويلتحق في ركب المخططات الامريكية الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية بكل ضراوة، او يشارك في مؤتمر البحرين او غيره من مؤتمرات ولقاءات.
ان بدء الادارة الامريكية توجيه وحشد الحضور لمؤتمر البحرين، يتطلب من جميع الشخصيات التي وصلتها تلك الدعوات الى اعلان ذلك علنا واعلان موقفهم منها بشكل علني وصريح وواضح، وهو مقاطعة المؤتمر ورفض المشاركة به وان لا يكونوا ادوات رخيصه وعملاء في تصفيه قضيه شعبهم ووطنهم.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احمد مجدلاني قد قال اليوم الاثنين ان مؤتمر البحرين الذي جرى الاعلان عن عقده، خلال الايام القليلة المقبلة لن يشارك به سوى العملاء من العرب.
واكد مجدلاني ان ما طرح مؤخرا حول عقد مؤتمر اقتصادي في البحرين في اطار صفقة القرن هو بمثابة التعامل مع القضية الفلسطينية كملف عقارات وهذا الامر مرفوض ، مضيفا ان استضافة البحرين لهذا المؤتمر هو طعن في ظهر الفلسطينيين وخروج عن قرارات الاجماع العربي ، وتصفية للقضية الفلسطينية.
وشدد مجدلاني على ان مؤتمر البحرين المزمع عقده هو تصفية للقضية الفلسطينية.
وكان البيت الأبيض قد اعلن في بيان صحفي امس الأحد أنه: "سيتم عقد ورشة اقتصادية دولية في البحرين في أواخر يونيو / حزيران المقبل، للتشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية"، مشيرا إلى أن هذا يعد جزء أول من خطة سلام الشرق الأوسط.
وطن
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |