تلفزيون نابلس
اسرائيل تؤسِّس وحدةً خاصّةً لـ"مُعالجة" حزب الله وموقعٌ عبريٌّ يستعرِض نجاحات وإخفاقات وحدات النُخبة
5/2/2019 9:49:00 AM

 نشر موقع (WALLA) الإخباريّ العبريّ تقريرًا عن أكثر الوحدات النخبويّة في الجيش الإسرائيليّ، وقال إنّه في السنوات الأخيرة أصدر الجيش تعليماتٍ صارمةٍ بعدم الكشف عن عمل هذه الوحدات أوْ عن هوية الأشخاص الذين يخدمون فيها، بسبب ازدياد التهديدات المُحدِقة بإسرائيل، مُشيرًا إلى أنّ جميع الوحدات النخبويّة تعمل في أراضي العدو بسريّةٍ كاملةٍ.

كما أشار، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ في تل أبيب، أكّد على أنّها واسعة الاطلاع، أشار إلى أنّ جميع هذه الوحدات تعمل بالتنسيق الكامل مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، الذي يقوم بتوفير المعلومات الاستخبارية اللازمة لتنفيذ عمليات التصفية والاختطاف والمداهمة طبقًا للمعلومات التي يُقدِّمها عملاؤه من العرب، وذلك من خلال الاعترافات التي يدلي بها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيليّة، إلى جانب استعانة المخابرات بعمليات التجسس والتصنت الالكترونيّة في الدول العربيّة التي تنشط فيها هذه الوحدات. وبحسب التقرير فإن وحدة (سييرت مطكال) أوْ “سرية هيئة الأركان” تُعتبر أكثر وحدات الجيش نخبويةً، ويكفي أنّ أشهر العسكريين الإسرائيليين خدموا فيها : ايهود براك، بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون،

ويتلخّص دور هذه الوحدة في تخليص الرهائن والقيام بعملياتٍ عسكريّةٍ معقدة خلف صفوف العدو، وعمليات التصفية في الخارج، وهذه الوحدة هي المسؤولة عن إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين في العاصمة الأوغندية عنتيبي في العام 1976، كم أنّها مسؤولة عن تصفية الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، كما قامت هذه الوحدة بعمليات تصفية في انتفاضة الأقصى، واغتيال قادة منظمة التحرير وحركة فتح بالذات في لبنان.

ومع ذلك فقد سجلّت هذه الوحدة عدّة مراتٍ فشلاً في بعض العمليات، إذْ أنّ هذه الوحدة فشلت مثلاً في تحرير الجندي ناحشون فاكسمان، الذي اختطفه عدد من عناصر حماس في العام 1995، وقد قُتل عناصر حماس، بالإضافة إلى الجندي المُختطف، قائد سريّة في الوحدة الخاصّة أثناء محاولة الوحدة تحرير الجندي المختطف، ومن الناحية التنظيميّة تتبع هذه الوحدة لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) بشكلٍ شخصيٍّ. كما أنّ عناصر الوحدة يقومون بعمليات خلف خطوط العدو، منها زرع الأجهزة الالكترونية للتصنت.

أمّا في المكان الثاني فقد حلت وحدة الكوماندو البحريّة، المعروفة باسم القوة 13، والتي تُعتبر الوحدة المختارة التابِعة لسلاح البحريّة، وعلى الرغم من أنّ مجال عملها العمل الميدانيّ مرتبطًا بالماء، إلّا أنّها تولّت القيام بعشرات عمليات التصفية والاغتيال والاختطاف بالضفّة وغزّة، وقد شكلّها وقادها عامي ايلون، الرئيس الأسبق لجهاز (الشاباك)، والذي كان قبل ذلك قائدًا لسلاح البحرية، وقد تولّت هذه الوحدة القيام بعدة عملياتٍ في عددٍ من الدولة العربيّة، وأشار الموقع إلى أنّ نموذج الوحدة أقيم اعتمادًا على وحدةٍ عسكريّةٍ بريطانيّةٍ سريّةٍ.

وحلّت في المكان الثالث وحدة شالداغ، وهي وحدة الكوماندوز التابعة لسلاح الجوّ، والتي تمّ تشكيلها في العام 1974 بسبب الفشل الذي لحق بإسرائيل في حرب أكتوبر 1973، ومنذ تأسيسها عملت على تحديد أهداف العدو وتوجيه الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة والطائرات بدون طيّار لإصابة الهدف، كما قامت بعشرات العمليات ضدّ حزب الله في الجنوب اللبنانيّ، وشارك أفراد الوحدة في الانتفاضة الثانيّة في عمليات تصفية النشطاء الفلسطينيين، ولفت الموقع إلى أنّ الوحدة تتفوّق على باقي الوحدات النخبويّة في أنّ عناصرها لهم لغة مشتركة مع طياري سلاح الجو، كما أنّ عناصر الوحدة يعملون على توجيه الصواريخ المتطورّة والمتقدمّة جدًا للهجوم على أهداف العدو.

وقامت بعشرات العمليات ضدّ الأنفاق الفلسطينية في قطاع غزة، أمّا القسم الأكبر من عملياتها، فما زال طي الكتمان، ولكنّ الموقع أشار، استنادًا إلى مصادر أجنبيّةٍ، إلى أنّ عناصر الوحدة شاركوا بشكلٍ فعّالٍ في الهجوم الإسرائيليّ عام 2007 على المفاعل النوويّ السوريّ في دير الزور.

وبحسب التدريج فإنّ الوحدة التي تحمل الرقم 669 تحتل المرتبة الرابعة، ذلك أنّ عناصرها يتدّربون بشكلٍ مُكثفٍ على إنقاذ الجنود الذين يقعون في الأسر بسرعةٍ فائقةٍ، وفي أيّ مكانٍ في العالم، وتختص الوحدة في عمليات الإنقاذ حتى تحت مرمى النيران وأيضًا في البحر، كما أنّ عناصر الوحدة يقومون بالبحث عن الجنود الذين تختفي أثارهم خلال المعركة، وعناصر الوحدة هم أيضا أطباء اختصاصيين ومسعفين وممرضات مؤهلات للعمل في ظروف صعبة للغاية، وبعد حرب لبنان الثانية حصلت الوحدة على أعلى وسام في جيش الاحتلال، بسبب العمليات السريّة التي قامت بها.

أما في المكان الخامس فجاءت وحدة (إيجوز)، وقد تمّ تشكيلها في العام 1993 لتكون رأس الحربة في مواجهة مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، وقد استثمرت شعبة العمليات في الجيش الإسرائيليّ الجهد والإمكانيات في تشكيل هذه الوحدة، التي كانت لإعادة الاحترام للجيش الإسرائيليّ في أعقاب سلسلة إخفاقاته أمام مقاتلي حزب الله، وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، تمّ تكليف عناصر الوحدة بعمليات الحراسة على الحدود مع لبنان، لكن في شهر آذار (مارس) من العام 2001 أعلنت إسرائيل أنّ الوحدة تمّ استيعابها للعمل الميدانيّ المبادر في الضفّة الغربيّة، حيث يقوم عناصرها بنصب كمائن مسلحة وحواجز طيّارة على الشوارع الرئيسيّة، في مسعى لإلقاء القبض على مطلوبين للأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، بالإضافة إلى قيامها بعمليات الاختطاف والتصفية طبقًا لتوجيهات الشاباك.

جديرٌ بالذكر أنّ الوحدات المذكورة تابعةً لجيش الاحتلال، أمّا الوحدات التي تعمل داخل جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، فهي سريّةً جدًا، ولا يُمكِن النشر عنها، إلّا اعتمادًا على وسائل الإعلام الأجنبيّة، علمًا أنّ الموساد تابعٌ بشكلٍ مُباشرٍ لرئيس وزراء الكيان.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة