كشفت القناة الـ13 العبريّة بالتلفزيون الإسرائيليّ النقاب عن تدريباتٍ تقوم بها وحدة السايبر في جيش الاحتلال، استعدادًا لحرب “السايبر” القادمة، عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ، وذكرت القناة العبرية، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفتها بأنّها واسعة الاطلاع، ذكرت أنّ وحدة السايبر بالجيش، تتدرّب استعدادًا لإحباط هجمات هاكر وسايبر على أهدافٍ مدنيّةٍ وعسكريّةٍ إسرائيليّةٍ بالبلاد وخارجها، كما أكّدت المصادر.
وبحسب القناة العبرية، فإنّ هذه التدريبات والاستعدادات تأتي في أعقاب الكشف عن اختراق الهاتف المحمول لرئيس الأركان الأسبق الجنرال احتياط بيني غانتس، وتشمل التدريبات عملية اتخاذ القرارات السريعة، للردّ بهجومٍ مُضّادٍ على أيّ هجمات سايبر، ضدّ أهدافٍ مدنيّةٍ أوْ أمنيّةٍ إسرائيليّةٍ.
ونقلت عن مسؤول قسم المعلومات الرقمية بوحدة السايبر، العقيد عومير داغان قوله إنّ المنظومة تتدرّب على اتخاذ قراراتٍ مُستقلّةٍ وبسرعةٍ، لتنفيذ هجومٍ مُضّاٍد، ضدّ الجهة التي تقوم بالهجوم، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه تحدث هجمات السايبر والهاكر بشكلٍ يوميٍّ ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ، خصوصًا المنظومة العسكريًة، وجزء من هذه الهجمات تنفذها حركة حماس بشكلٍ بدائيٍّ، وأضاف: هجمات حماس تشمل اختراق هواتف جنود وضباط الجيش الإسرائيليّ، بواسطة تطبيقات التعارف وهذا أمر سهلٌ جدًا، مشيرًا إلى أنّ الجيش يستعد لإحباط مثل هذه الهجمات، خصوصًا على هواتف شخصياتٍ مُعينةٍ في جيش الاحتلال، كما أكّد.
وأشارت القناة العبرية، إلى أنّ منظومة السايبر بالجيش الإسرائيليّ، لا تستعد فقط لإحباط الهجمات على الأهداف الأمنيّة والعسكريّة فقط، بل على أهدافٍ مدنيّةٍ في إسرائيل والخارج، قد تقوم بها عناصر إيرانيّة.
إلى ذلك، أكّدت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، أكّدت على أنّ منظومة (السايبر) الإيرانيّة غير واضحة المعالم، ولكن من المُمكن التأكيد على أنّ قدرات (السايبر) التابعة للحرس الثوريّ الإيرانيّ كبيرةً وخطيرةً جدًا، وبالتالي يُمكِن اعتبار إيران دولةً متطورّةً جدًا في هذا المجال، وأنّها تمكّنت من تطوير برامج وفيروسات هجوميّةٍ لتعطيل منشآتٍ غربيّةٍ وأيضًا إسرائيليّةٍ، كما أنّها طورّت منظومات لاختراق الحواسيب الأكثر أمنًا، وذلك بهدف جمع المعلومات الاستخبارية، كما أنّ إيران قامت بتطوير أدوات مخبأة وتُشغل عن طريق الأوامر من بعيد.
وكانت صحيفة (هآرتس) العبرية كشفت النقاب، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، عن أنّ الجيش الإسرائيليّ قام بمُضاعفة عدد الجنود الذين يُدافعون عن المنظومات العسكريّة من الهجمات الالكترونيّة (السايبر).
وأردفت المصادر قائلةً إنّه خلال العام الجاري ينوي الجيش زيادة الدورات الدفاعيّة، لتأهيل مئات الجنود لهذه المناصب، مُشيرةً إلى أنّه في الأعوام الأخيرة تطوّر النشاط العسكريّ في مجال الحرب الالكترونيّة، من الناحيتين الدفاعيّة والهجوميّة، ولفتت إلى أنّه في شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تمّت إقامة دائرة أطلق عليها (دائرة الدفاع من الحرب الإلكترونيّة)، التي تهدف إلى مُعالجة التهديدات على المنظومات العسكريّة، كما أن شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) قامت بتوسيع نشاطها في مجال الهجوم.
وتابعت المصادر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو كان قد اعترف بأنّ محاولات شنّ هجماتٍ الكترونيّةٍ على الأنظمة المحوسبة في إسرائيل تتصاعد، وأنّه تمّ تسجيل رقمًا قياسيًا في عدد الهجمات خلال الفترة الأخيرة التي كان مصدرها أكثر من 180 دولة، وخاصة ضدّ مواقع حكوميّةٍ وأمنيةٍ، مُشيرةً إلى أنّ الدورات التي يُنظمّها الجيش الإسرائيليّ، والتي تمّ بدء العمل بها في العام الماضي فقط، تؤهل الجنود للعمل في وظائف الدفاع في الأذرع المختلفة للجيش، في سلاح الطيران والبحرية والاستخبارات وشعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على حد تعبيرها.
ونُقل عن خبراء في مجال الحرب الالكترونية (السايبر) ضدّ إيران، بحسب (هآرتس) قولهم إنّه تمّ التأكّد من وجود علاقةٍ بين الولايات المتحدّة الأمريكيّة وثلاثة أنواع من الفيروسات الالكترونية التي تمّ إدخالها إلى منظومة الحواسيب الإيرانيّة لضرب المشروع النوويّ الإيرانيّ.
وأكّدت المصادر أنّ الحديث يدور عن خبراء أمريكيين وروس يعملون في مجال حماية المعلومات عثروا على أدلّة تؤكّد أنّ هذه الفيروسات تمّ إدخالها لمنظومات الحواسيب في إيران ولبنان أيضًا، وأنها مُرتبطة بالفيروس المسمى (فلايم)، الذي أعلنت إيران أنّه سبب لها أضرارًا كبيرةً بعد اختراق منظومات المعلومات الإيرانية.
وتابعت المصادر أنّ الخبراء من موسكو وواشنطن قالوا إنّ لأمريكا علاقةً وثيقةً بهذه الفيروسات الثلاثة، التي لم تكُن معروفةً من قبل، وتمّ العثور عليها واكتشافها في حواسيب في إيران ولبنان، وبحسب هؤلاء الخبراء فإنّ من شأن المعلومات الجديدة أنْ تؤكد تُورّط حكومة الولايات المتحدة بحرب (السايبر) على نطاقٍ أوسعٍ، ممّا كان يُعتقد لغاية الآن، وذلك ضمن نشاطها لخدمة مصالحها ودورها في منطقة الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة العبريّة.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |