ذكرت مصادر عبرية، أن هناك إجماع لدى كبار المسؤولين في دولة الاحتلال، أن قوة الردع الإسرائيلية باتت في "خبر كان".
وشكل حادث سقوط صاروخين أطلقا من قطاع غزة على تل أبيب الأسبوع الماضي، اهتمام الساسة والعسكريين والأمنيين والخبراء ومراكز الأبحاث في "تل أبيب"، الذي يحاولون سبر غور مآلات هذه العمليّة، وكيف تؤثر على "إسرائيل" من الناحيتين التكتيكية والاستراتيجية.
وتبين من خلال متابعة الدراسات والأبحاث وتصريحات كبار المسؤولين في دولة الاحتلال يتبين أن هناك شبه إجماع على أن قوة الردع "الإسرائيلية" باتت في خبر كان، وهذا الاعتراف "الإسرائيلي" هو بحد ذاته اعترافاً بالفشل والإخفاق في "ترويض" المقاومة الفلسطينية في القطاع، وبالإضافة إلى ذلك، انتقالها إلى الضفة الغربية، التي باتت كما حذرت قيادة جيش الاحتلال، أكثر من قابلة على الانفجار بعد عملية (سلفيت) واستشهاد منفذ العملية عمر أبو ليلى، بالإضافة إلى شهيدين آخرين ارتقيا في مدينة نابلس وثالث في بيت لحم.
فعلى سبيل الذكر لا الحصر يقول الباحِث في مركز أبحاث الأمن القومي "الإسرائيلي"، أودي ديكل، إن إطلاق الصواريخ على تل أبيب مساء 14 آذار (مارس) تم تنفيذه في ذروة جهود وساطة مصرية بين حماس و"إسرائيل" حول تنفيذ المرحلة القادمة من التفاهمات بينهما، وداهم الجهات الأمنية في "إسرائيل" وكذلك المستوى السياسي بمفاجأة مقلقة.
وتابع: سواء نفذت العملية بصورة متعمدة أو نتيجة خطأ (مثلما نشر) فإن إطلاق الصواريخ ورد "إسرائيل" عليها دلالة على أن حماس تواصل سياسة التحدي والاستفزاز، في الوقت الذي تسيطر فيه على التصعيد وتملي قواعد اللعب مع "إسرائيل"، وبناء على ذلك، فإن إستراتيجية ردع "إسرائيل" لحماس والتنظيمات الأخرى التي تعمل في القطاع تم استنفادها.
وبرأيه، يُمكِن طرح تفسيرين لخلفية الإطلاق: الأوّل، يتعلّق الأمر بخطأ حدث في أعقاب خلل في سلسلة القيادة والحكم في حماس، أو في الحالة الأقل معقولية، فشل في صيانة الصواريخ، مؤكداً أن الإطلاق حدث عندما كان قادة حماس يتناقشون مع الوفد المصريّ لتوسيع التهدئة.
وبحسب التفسير الثاني، أضاف، فإنّه رغم بيانات حماس والجيش "الإسرائيليّ"، فإنّ الأمر يتعلق بإطلاقٍ متعمد، إذْ يصعب تصديق أنه حدث إطلاق صواريخ إستراتيجيةٍ دون معرفة قيادة حماس، وبدون مبادرتها أو على الأقل سيطرتها، من هنا يثور الشك بأن حماس أعدت مسبقًا صواريخ في وضعٍ جاهز للإطلاق، إذْ أنّ حماس يُميّزها استخدام النار كوسيلةٍ لإدارة المفاوضات مع "إسرائيل" بوساطة مصر.
وأشار إلى أنّ مواجهةٍ عسكريّةٍ لتجريد الذراع العسكري لحماس والتنظيمات الأخرى في القطاع من سلاحها، يستوجِب عمليّةً عسكريّةً كبيرةً وطويلةً، تشمل أيضًا هجومًا بريًا في عمق القطاع والإضرار الشديد بالبنى التحتيّة القتاليّة في المنطقة: نشطاء، وسائل قتالية، أنفاق، مواقع إنتاج وتخزين، مواقع قيادة وسيطرة.
وأوضح أنّ هدف هذه المعركة سيكون ثلاثيًا: نزع سلاح الابتزاز والإضرار إلى درجة تفكيك سلطة المنظمة في القطاع، وتجسيد وترسيخ المطلب "الإسرائيليّ" لنزع السلاح من المناطق الفلسطينيّة من قدرتها العسكريّة التي تُهدّد "إسرائيل" والتي تسري في الوقت الحالي فقط في الضفّة، وخلق ظروف لإعادة القطاع إلى سيطرة السلطة الفلسطينيّة والدفع قدمًا بعمليةٍ سياسيّةٍ (بروح خطة ترامب)، التي تشمل تجنيد موارد كبيرة لإعادة إعمار القطاع.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |