كثيرة هي مشاهد التضامن التي سيطرت على المظاهرات الضخمة التي شهدتها الجزائر اليوم الجمعة والتي صنعت الحدث وبقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمسيرات المليونية الحاشدة تمخضت عنها أوجه جديدة للتضامن والتآزر بين الجزائريين الذين خرجوا منذ الساعات الأولى من صبيحة اليوم عن بكرة أبيهم في سابقة لا مثيل لها، ستبقى ومن المؤكد راسخة في أذهان العالم بأسره.

ولعل أبرز شيء ملفت للانتباه، جفان “الكسكسي” التي تزينت بخضار تعكس ألوان العلم الوطني، التف حولها المتظاهرون مباشرة بعد خروجهم من صلاة الجمعة، وطاولات “الشاي” الصحراوي الذي عكفت النسوة على تحضيره لسد رمق المتظاهرين رفقة الكسرة ( الخبز الجزائري).

حتى الشعارات التي رفعها الآلاف من المتظاهرين في وسط العاصمة الجزائر وعدد من المدن الكبرى في أكبر مظاهرات سلمية حاشدة منذ استقلال البلاد عام 1962 اكتست عبارات جديدة معظمها ساخرة من السلطة ورموزها على غرار “ترحلوا يعن يترحلوا” و”الحرية” و”بيان نوفمبر يجمعنا”، ورفع متظاهرون صور مقتبسة من الرسوم المتحركة وأفلام كلينت إيستوود للتعبير عن مطالبهم.

وتعددت مظاهر التكافل واللحمة في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أربع أسابيع، وغص شباب متطوعون للإسعاف بين الأمواج البشرية التي تدفقت في الشوارع صبيحة اليوم الجمعة.

وخرجت احتجاجات كبيرة، رافضة للقرارات الأخيرة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر العاصمة ومدن أخرى وسط إجراءات أمنية مشددة، وذلك في رابع مسيرة على التوالي.