تلفزيون نابلس
ما نتائج زراعة الثدي على المدى الطويل؟
11/28/2018 11:17:00 PM

  

تطرح أكبر دراسة جرت حتى الآن عن زراعة الثدي بعض المعلومات المهمة بشأن النتائج المعاكسة التي تبقى نادرة ولكنها قد تكون خطيرة.

تكون زراعة الثدي عبارة عن جراحة ترقيعية تهدف إلى تغيير حجم ثدي المرأة أو شكله.

تلجأ بعض النساء إلى هذه العملية للتصالح مع أجسامهنّ، بينما تقرر أخريات إعادة ترميم الثدي لاسترجاع شكل الثدي الطبيعي بعد استئصاله.

يقوم الجراح باستئصال الثدي لإزالة الأورام المشتقة من سرطان الثدي. يُعتبر المحلول الملحي وهلام السيليكون من أشهر العناصر التي صادقت عليها “إدارة الغذاء والدواء” لإجراء عملية زراعة الثدي (يتحدد محتواها بحسب مواد النفخ المستعملة).

تستعمل عملية الزرع بالمحلول الملحي غلاف السيليكون المليء بمحلول ملحي معقّم خلال الجراحة، بينما ترتكز عملية الزرع بالسيليكون على استعمال غلاف السيليكون المليء مسبقاً بهلام السيليكون اللزج.

تنظيمات خاصة

لم تكن “إدارة الغذاء والدواء” تؤيد دوماً زراعة الثدي باستعمال السيليكون. فقد استنتجت في عام 1992 أن البيانات المتاحة حتى ذلك الوقت لم تكن كافية لتأييد هذا العلاج. لكن لم يؤثر قرارها على عمليات زراعة الثدي بالهلام بالنسبة إلى النساء اللواتي يخضعن لإعادة ترميم الثدي. كان الناس يعتبرون تلك العمليات بمثابة أجهزة طبية أولية تحتاج إلى تحليلات ودراسات عيادية إضافية. في بداية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، صادقت “إدارة الغذاء والدواء” على استعمال المحلول الملحي لتكبير الثدي في عمر الثامنة عشرة وما فوق ولإعادة ترميم الثدي في جميع الأعمار.

لكن في المقابل اقتصرت المصادقة على استعمال هلام السيليكون في تلك العمليات على عدد محدود من جراحات تكبير الثدي وإعادة ترميمه وتغيير مواد النفخ السابقة في مواقع محصورة.

ثم صادقت “إدارة الغذاء والدواء” في عام 2006 على زرع ثدي مليء بهلام سيليكون من إنتاج شركتَي تصنيع. هكذا أصبح هذا الخيار متاحاً للمرة الأولى من أجل تكبير الثدي وإعادة ترميمه وتغيير مواد النفخ. يجب أن تجري شركات التصنيع المعنيّة دراسات عدة قبل المصادقة على منتجاتها للتأكد من سلامتها وفاعليتها.

في عام 2011، أصدرت “إدارة الغذاء والدواء” بياناً بشأن الرابط القائم بين زراعة الثدي والأورام اللمفاوية ضخمة الخلايا وفاقدة التمايز الخلوي (إنه نوع نادر من سرطان الجهاز اللمفاوي). استناداً إلى مراجعة دراسات عيادية كثيرة، اعتبرت “إدارة الغذاء والدواء” أن المرأة التي تخضع لعملية زراعة الثدي قد تصبح أكثر عرضة للمرض.

نتائج معاكسة

بعد المصادقة على استعمال السيليكون لزراعة الثدي، بقي الجدل حول سلامة هذا الخيار مفتوحاً. أجرت “إدارة الغذاء والدواء” دراسات كبرى قبل المصادقة على المنتجات المقترحة لمراقبة عدد من النساء اللواتي خضعن لزراعة الثدي.

لكن لا تملك أي جهة حتى الآن قاعدة بيانات وافية.

يوضح الدكتور مارك كليمينز وزملاؤه من “مركز أندرسون للسرطان” في جامعة “تكساس” في “هيوستن”: “نحن نتقاسم المعلومات المتاحة حول معدلات المضاعفات المُسجّلة وروابطها النادرة مع الأضرار المنهجية. تقدم هذه البيانات معلومات مهمة للنساء حول سلامة السيليكون في عمليات زراعة الثدي كي يحملن توقعات واقعية حول ما ينتظرهن ولمساعدتهن على القيام بأنسب خيار”.

حلل العلماء بيانات مأخوذة من 100 ألف امرأة تسجّلن في دراسات كبرى سبقت المصادقة على المنتجات بين عامَي 2007 و2010. خضعت 80 ألف امرأة منهنّ تقريباً لزراعة الثدي باستعمال السيليكون، بينما لجأت الأخريات إلى المحلول الملحي المعقم. نُشرت النتائج حديثاً في مجلة “حوليات الجراحة”.

بفضل قاعدة البيانات الواسعة هذه، تمكّن العلماء من تقييم احتمال التعرّض لأضرار نادرة بعد الخضوع لزراعة الثدي. خضعت %72 من النساء لتكبير الثدي، و%15 لعملية تغيير مواد النفخ، و%10 لإعادة ترميم الثدي، و%3 لعمليات تصحيحية في الثدي. اكتشف فريق البحث أن المرأة التي استعملت السيليكون خلال عملية زراعة الثدي كانت أكثر عرضة لنتائج معاكسة نادرة مثل تصلّب الجلد والتهاب المفاصل الروماتويدي ومتلازمة شوغرن. كان خطر الإصابة بهذه الاضطرابات أعلى بست إلى ثماني مرات لدى هذه المجموعة من النساء مقارنةً بالفئات الأخرى. كذلك، برز رابط بين السيليكون وزيادة احتمال وفاة الجنين في الرحم وسرطان الجلد.

اكتشف العلماء أيضاً أن المرأة التي استعملت السيليكون في عملية زراعة الثدي قد تصبح أكثر عرضة لبعض المضاعفات الجراحية، مثل انكماش المحفظة المفصلية (تندّب حول الزرع)، مقارنةً بالمجموعة التي استعملت المحلول الملحي.

قد تبدو بعض الأضرار النادرة أكثر شيوعاً لدى النساء اللواتي يزرعن السيليكون في الثدي، لكن يبقى معدّل هذه النتائج متدنياً. في النهاية استنتج الباحثون ما يلي: “لدحض الشكوك المتبقية بشأن الأدلة المتاحة، لا بد من تحليل البيانات بطريقة موضوعية. من واجب أوساط جراحة التجميل أن تطرح أدلة جازمة حول المخاطر المرتبطة بزراعة الثدي”.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة