تلفزيون نابلس
وحدة الاحتلال مكثت 24 ساعة ببيت عميل اعتقلته كتائب القسام في خانيونس
11/15/2018 1:12:00 PM

 كشفت تقارير صحافية أن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، استأنفت حملة أمنية كانت قد شرعت بها منذ انتهاء العملية العسكرية التي نفذتها وحدة خاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد الماضي، تسللت خلالها إلى مدينة خانيونس، قادتها الاستخبارات العسكرية التابعة لـ"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، وأفضت إلى اعتقال عدد من العملاء الذين ساعدوا القوة على التسلل.

يذكر أن اشتباكًا دار بين القوة الإسرائيلية وبين مجموعة من المقاومين، أسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين، فضلًا عن مقتل ضابط إسرائيلي رفيع وإصابة آخر، بعد أن تمكنت قوة للمقاومة من اكتشاف عملية توغل الوحدة الإسرائيلية الخاصة.

وشن الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب العملية الفاشلة، سلسلة غارات استمرت حتّى صباح الثلاثاء، استهدف خلالها مواقع متفرقة في القطاع، بينها مواقع مدنية أبرزها مقر فضائية "الأقصى"، التابعة لـ"حماس"، ومساء الإثنين، أعلنت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية أنها بدأت بقصف مواقع ومستوطنات إسرائيلية بعشرات الرشقات الصواريخ؛ ردًا على الهجوم، وحتّى ظهيرة الثلاثاء، ارتفع عدد شهداء التصعيد الإسرائيلي إلى 14 فلسطينيًا، فيما قُتل إسرائيليان بينهما ضابط، وإصابة آخرين.

وأكدت مصادر فلسطينية أن الاستخبارات العسكرية التابعة لكتائب القسام، نفذت حملة أمنية مكثفة تركزت على المناطق الشرقية لخانيونس، بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة، جرى خلالها اعتقال عدد من المشتبهين بمساعدة القوة الإسرائيلية التي المتسللة.

ونقلت جريدة "الأخبار" اللبنانية نقلا عن مصدر في المقاومة قوله إن "بعض المشتبهين اعترفوا خلال التحقيق بمساعدة القوة الإسرائيلية، جراء ارتباطهم بجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)".

واتضح من اعترافات المشتبهين، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها قوات عسكرية خاصة تابعة للاحتلال إلى عمق القطاع"، ما أكده مصادر عسكرية إسرائيلية، عقب الإعلان عن فشل العملية ليلة الأحد- الإثنين.

وتبيّن من التحقيقات، وفقًا لمصدر الأخبار، أن القوة الإسرائيلية مكثت أكثر من 24 ساعة على الأقل في منزل يعود إلى أحد "المتعاونين المحليين"، قبل خروجهم لتنفيذ مهمتهم التي لم تكتمل، ويتم اكتشافها عبر وحدة قادها القيادي في "القسام" نور بركة، الذي استشهد خلال الاشتباك.

ورجحت تحليلات إسرائيلية أن العملية العسكرية الإسرائيلية في منطقة خانيونس في قطاع غزة، استهدفت "قدرات عسكرية نوعية جدا لحماس".

 وأضافت أن قوة عسكرية إسرائيلية خاصة توغلت في قطاع غزة لتنفيذ عملية عسكرية بالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وكانت مهمتها "منع تفعيل قدرات الذراع العسكري لحماس خلال مواجهة كبيرة مع الجيش الإسرائيلي".

وأشار المصدر إلى أن إغلاق فصائل المقاومة الفلسطينية لجميع منافذ القطاع وزيادة المراقبة والمتابعة في المناطق الحدودية، التي أعقبت انتهاء عملية الاحتلال الفاشلة، أسفرت عن اعتقال عميل أثناء محاولته الهرب باتجاه السياج الفاصل.

وعبّر مصدر "الأخبار" عن نتائج الحملة الأمنية بالقول: "الضربة التي تلقاها عملاء الاحتلال في اليومين الماضيين كبيرة، فقد كشفت أجهزة المقاومة بطريقة فنية عددًا من العملاء الخطيرين الذين ساعدوا القوة داخل غزة، ولم تكن حولهم أي دلالات تشير إلى ارتباطهم بالعدو".

في حين، نقل "العربي الجديد"، عن مصدر في حماس أن الحركة وفصائل المقاومة يفرضون حالة أمنية قوية داخل القطاع في الوقت الراهن لمنع أي "مؤامرة من أطراف مأجورة" من شأنها تفجير الأوضاع مجددًا أو تفخيخ العلاقة بين فصائل المقاومة والوسيط المصري.

وأكدت المصادر أن "الحركة على أتم الاستعداد للتوجه إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات"، معتبرة أن "رب ضارة نافعة"، في إشارة إلى أن الأحداث الأخيرة فرضت موازين تفاوض جديدة وثقّلت ميزان المقاومة على مائدة المفاوضات، وربما ستعجل بصفقة الأسرى بشروط المقاومة.

وساطة مصرية متواصلة

وعلى صعيد متصل، أكدت مصادر مصرية وأخرى فلسطينية أن المخابرات العامة المصرية تواصل الجهود لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، فيما تحاول عبر إشراف سياسي رفيع المستوى إلى حمل الأطراف على العودة إلى التفاهمات التي تم التوصل إليها قبيل جولة التصعيد الأخيرة.

ولفتت مصادر مطلعة على ملف الوساطة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي؛ إلى أن كافة الترتيبات ما زالت مستمرة، إذ من المقرر أن يلتقي نائب رئيس جهاز المخابرات اللواء أيمن بديع بمسؤولين أمنيين بارزين في تل أبيب لوضع الأُطر الرئيسية لتجاوز موجة التصعيد الأخيرة، واستكمال مسار التهدئة طويلة الأمد، وسط أنباء عن وصول وفد أمني مصري إلى القطاع اليوم.

وأكدت أن "القاهرة دعت قيادات حماس والجهاد الإسلامي إلى ضرورة الانضباط في التصريحات الإعلامية" نظرًا للتخبط الذي يسيطر على المشهد السياسي الإسرائيلي الذي أعقب جولة التصعيد الأخيرة، فيما سمته التصريحات الاستفزازية للحكومة الإسرائيلية والشارع الإسرائيلي، الذي علله الوسيط المصري بـ"الضغوط التي تتعرض لها حكومة بنيامين نتنياهو بسبب قرار وقف إطلاق النيران وفشل العملية النوعية التي كانت سبباً في اشتعال الموجة الأخيرة، وأسفرت عن مقتل ضابط برتبة كبيرة وإصابة آخر بجروح خطيرة من جانب قوات الاحتلال".

وأشارت المصادر المصرية إلى أن "جهاز المخابرات جدّد الدعوة لقيادة حركة "حماس" لزيارة القاهرة في غضون أسبوع لمواصلة المشاورات، وسرعة إنجاز اتفاق التهدئة مع إسرائيل، بدورها، قالت مصادر في "حماس"، إن "الحركة ملتزمة بتنفيذ اتفاق التهدئة"، لافتة إلى الدور المصري والقطري والنرويجي في إتمام الاتفاق.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة