تلفزيون نابلس
صراع التلميذ والأستاذ يتجدد في "الاتحاد"
11/11/2018 10:52:00 AM

 اتجهت أنظار مانشستر يونايتد إلى المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في صيف 2016، كرد على تعاقد غريمه وجاره سيتي مع الإسباني بيب غوارديولا، بعد عامين على تكرار تنافسية المدربين السابقين لريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، يبدو المدرب الكاتالوني الرابح الأكبر.

وفي ختام موسم 2011-2012، كسر مورينيو مع النادي "الملكي" هيمنة الغريم الأزلي برشلونة بقيادة غوارديولا على لقب الدوري الإسباني لثلاث مرات متتالية بين العامين 2009 و2011.

وقبل عامين، تجددت المواجهة بين مدربين يحظى كل منهما بشخصية مختلفة ومقاربة كروية مختلفة، وهذه المرة على ضفتي كرة القدم في المدينة الإنجليزية الشمالية.

وقبل استضافة سيتي لغريمه على إستاد الاتحاد في الجولة 12 الدوري الإنجليزي الممتاز اليوم الأحد، تحضر المقارنة مجدداً بين المدربين، لاسيما من جهة يونايتد الذي كان يمني النفس بأن يتفوق مورينيو على غوارديولا في إنجلترا، كما سبق له أن فعل في إسبانيا، لكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر.

وعلى رغم أن مورينيو حقق بعض الألقاب مع يونايتد لاسيما الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" 2017، إلا أن اللقب الأهم، أي الدوري الإنجليزي، كان من نصيب غوارديولا في العام نفسه.

وهذا الموسم، يبدو سيتي في أريحية مطلقة محلياً، بتصدره من دون خسارة بعد 11 جولة، بفارق تسع نقاط عن "الشياطين الحمر" الذين هزموا ثلاث مرات في الجولات السبع الأولى، في إحدى أسوأ بداياتهم.

وأقر مورينيو نفسه الجمعة الماضي بصعوبة مقارعة سيتي، قائلاً إن "الأخير فوق المنافسة"، لاسيما في نوعية العمل الذي يبذل فيه والتنظيم.

يبدو سيتي هذا الموسم يحلق في سرب بمفرده، لاسيما على صعيد الأداء الهجومي وغزارة الأهداف، فعلى سبيل المقارنة، يبلغ فارق الأهداف (بين تلك التي سجلها وتلقاها) لسيتي 29 هدفاً، في مقابل فارق هدف واحد ليونايتد.

وسجل سيتي 12 هدفاً في مباراتيه الأخيرتين (6-1 على حساب ساوثامبتون في الجولة الماضية من البريمرليغ، و6-0 على حساب شاختار دانييتسك الأوكراني في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا).

وفي المحطتين، اكتفى يونايتد بأربعة أهداف، توزعت تساوياً بين مرمى بورنموث محلياً (2-1)، وبالنتيجة نفسها على يوفنتوس الإيطالي أوروبا، في مباراة تقدم فيها المضيف الإيطالي حتى الدقائق الأخيرة من المباراة.

وعلى رغم أن يونايتد حسن نتائجه في المباريات الأخيرة، إلا أن انتصاراته غالباً ما تأتي بعد تأخر، ويتداخل فيها الأداء والحظ وفشل المنافس في استغلال الفرص، ويتواصل البحث عن أداء مقنع ثابت.

وفي مقارنة شخصية بين المدربين، خسر غوارديولا أمام مورينيو خمس مرات في 21 مواجهة بينهما.

ولعل أبرز خسارة للمدرب الإسباني أمام البرتغالي تعود إلى لقاء على إستاد الاتحاد أيضاً في الموسم الماضي ضمن الدوري الممتاز، وذلك بنتيجة 2-3 بعدما تقدم سيتي بثنائية نظيفة.

بعد ذاك الفوز الذي أرجأ تأجيل سيتي بلقبه الثالث منذ 2012، قال مورينيو: "السؤال هو ما إذا كنا قادرين على اللحاق بهم الموسم المقبل".

بعد سبعة أشهر، لعل مورينيو يدرك الإجابة، ويجاهر بها حتى.

بعد الخسارة على ملعب أولد ترافورد أمام يوفنتوس (0-1) في الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا، كرر البرتغالي اللازمة التي يعتمدها منذ صيف هذا العام: "يونايتد عاجز عن المنافسة لأن إدارته لم تتحرك كما يجب في سوق الانتقالات، ولم تلب طلباته للتعاقد مع عدد من اللاعبين".

وقال البرتغالي: "بلوغ مستوى يوفنتوس؟ مستوى برشلونة؟ مستوى ريال مدريد؟ مستوى مانشستر سيتي؟ كيف يمكننا أن نصل الى هذا المستوى؟، الأمر ليس سهلاً.. نعمل بما لدينا من لاعبين وإمكانات".

في إزاء تململه من أداء إدارة ناديه المملوكة من عائلة غلايرز الأميركية في سوق الانتقالات، يسترق مورينيو النظر إلى الدعم الذي لقيه غوارديولا من إدارة سيتي المملوك من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والتي استثمرت منذ أعوام مئات الملايين للتعاقد مع اللاعبين.

لكن ما لا يقر به مورينيو، هو أن معظم تعاقدات غوارديولا حققت نجاحاً مع النادي، في حين يعاني هو لاستخراج الأفضل من لاعبين اختارهم بنفسه، وكانوا يقدمون أداء أفضل في أنديتهم السابقة.

المثال الأبرز على ذلك هو التشيلي أليكسيس سانشيز الذي تعاقد معه يونايتد في يناير (كانون الثاني) 2018 من آرسنال الإنجليزي، بعد منافسة شرسة على خدماته مع مانشستر سيتي نفسه.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي تنافس فيها الفريقان على لاعب، ففي 2009، أقدم المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز على "خطيئة" الانتقال من ضفة لأخرى، بالتوقيع مع سيتي بعدما دافع عن ألوان يونايتد معاراً.

حينها، كان يونايتد هو الطرف الأقوى في المدينة، وبقيادة المدرب الأسطوري "السير" الإسكتلندي أليكس فيرغوسون الذي صب جام غضبه على سيتي، وصولاً لحد وصفهم بـ "الجيران الصاخبين".

واختلف الزمن بشكل كبير بين 2009 و2018، في السابق، كان مشجعو سيتي يدخلون "ديربي" المدينة على أمل تحقيق نتيجة جيدة، أكثر مما كانوا يتوقعون ذلك، لكن بين يدي غوارديولا، تميل الكفة عكس الماضي.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة