تلفزيون نابلس
هذا ما تفعله النرجيلة بأوعيتك الدموية
11/10/2018 8:53:00 PM

يكشف بحث جديد أن تدخين النرجيلة قد يؤدي إلى اختلال الوظيفة البطانية للأوعية الدموية، علماً أن هذه الوظيفة جزء من المؤشرات الأساسية على صحة القلب والأوعية. تزداد أعداد الناس الذين بدؤوا يتخلون عن عادة التدخين، وهي خطوة سليمة حتماً. يُعتبر تدخين السجائر أول سبب يمكن تجنّبه للوفاة في العالم كونه يُسبب ملايين حالات الوفاة سنوياً. لكن في ظل تراجع النزعة إلى تدخين السجائر العادية، تزداد أعداد الناس الذين ينتقلون إلى بدائل يعتبرونها أكثر أماناً مثل السجائر الإلكترونية أو النرجيلة. هل يمكن اعتبار تدخين النرجيلة سلوكاً آمناً إذاً؟ تجيب دراسات حديثة متعددة بالنفي! كشفت دراسة وردت في مجلة “ميديكل نيوز توداي” في عام 2016 مثلاً أن جلسة واحدة من تدخين النرجيلة تنتج أول أكسيد الكربون بكمية تفوق تلك التي تبثها السجائر العادية بعشر مرات! ذكرت دراسة جديدة أخرى أيضاً أن تدخين النرجيلة يؤدي إلى تصلب الشرايين بقدر ما يحصل عند تدخين السجائر العادية. يكون تصلب الشرايين مؤشراً تمهيدياً على حصول جلطة دماغية. يُعتبر تضخم الشريان الأبهر جزءاً من تلك المؤشرات، علماً أن تدخين النرجيلة يعطي هذا الأثر السلبي أيضاً. ظهر الآن بحث جديد طرحته “الجلسات العلمية لعام 2018” ضمن “جمعية القلب الأميركية” في شيكاغو، إلينوي، ويبدو أنه سيُضاف إلى الأدلة التي تشير إلى قدرة النرجيلة على إيذاء صحة القلب والأوعية الدموية. كانت الدكتورة ماري رزق حنا، أستاذة مساعِدة في كلية التمريض التابعة لجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، المشرفة الرئيسة على الدراسة. راقبت رزق حنا وزملاؤها 30 شاباً راشداً يتمتعون بصحة جيدة قبل أن يشاركوا في جلسة لتدخين النرجيلة وبعدها. بلغ متوسط عمر المشاركين 26 عاماً. حلل الباحثون مستويات النيكوتين في دم المشاركين قبل جلسة التدخين وبعدها وقاسوا كمية أول أكسيد الكربون التي زفروها وقيّموا مؤشراً على سلامة وظيفة الشرايين اسمه “توسّع الأوعية الدموية عن طريق تدفق الدم”. يوضح هذا القياس الأخير مستوى توسّع الأوعية الدموية حين يزيد تدفق الدم. يقيس معدل التوسع عن طريق التدفق الوظيفة البطانية للشرايين، إذ يعتبر الكثيرون أن أي خلل في هذه الوظيفة يشير إلى أول مرحلة من مسار تصلب الشرايين. في هذه الدراسة، قارن الباحثون بين نتائج تلك القياسات وآثار سيجارة عادية واحدة لدى أشخاص من العمر نفسه كانوا يدخنون سجائر تقليدية. كذلك، أخذ الباحثون القياسات نفسها قبل وبعد أن طُلِب من مدخّني النرجيلة استعمال جهاز إلكتروني لتنشق ونفث خليط من غاز أول أكسيد الكربون، بما يشبه الآثار التي يواجهها الناس في الحالات العادية عند تدخين نرجيلة مُسخّنة بالفحم.

كيف تؤذي شرايينك؟

كشف الباحثون أن مستويات أول أكسيد الكربون الذي يزفره المُدخّن كانت أعلى بتسع أو عشر مرات عند تدخين النرجيلة المُسخّنة بالفحم مقارنةً بالنرجيلة المُسخّنة إلكترونياً أو السيجارة العادية. لكن كانت مستويات النيكوتين مرتفعة بالدرجة نفسها في جميع جلسات التدخين. كذلك، كشفت الدراسة أن مستوى توسّع الأوعية الدموية عن طريق تدفق الدم ارتفع بعد تدخين النرجيلة المُسخّنة بالفحم، بينما تراجع ذلك المؤشر عند تدخين النرجيلة المُسخّنة إلكترونياً أو أي سيجارة تقليدية. يشير تراجع مؤشر توسع الأوعية الدموية إلى وجود خلل في الخلايا البطانية. أوضح الباحثون أن الفرق الأساسي بين النرجيلة المُسخّنة بالفحم والنرجيلة المُسخّنة إلكترونياً يكمن في ميل قوالب الفحم إلى إنتاج مستويات عالية من أول أكسيد الكربون.

يؤدي هذا العنصر الكيماوي في المقابل إلى توسيع الأوعية الدموية ويفترض الباحثون أن هذا الأثر قد يخفي الأضرار التي تعطيها النرجيلة المُسخّنة بالفحم على مستوى الوظيفة البطانية. بالتالي، تتضرر وظيفة الأوعية الدموية عند تدخين النرجيلة بقدر ما تتضرر عند تدخين سيجارة عادية. تقول ماري رزق حنا: “النرجيلة مجرّد شكل مختلف من منتجات التبغ التي تستعمل قوالب الفحم المحروق لتسخين التبغ المُنَكَّه في أنبوب ماء. بالإضافة إلى العناصر السامة التي يبثها التبغ والنيكوتين.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة