تلفزيون نابلس
هآرتس: قيم حكومة إسرائيل لا تختلِف عن قيم مُنفّذ عملية الكنيس ببيتسبرغ ومُخرِج يهوديّ أمريكيّ: نتنياهو يتحمّل مسؤولية العملية
10/30/2018 11:23:00 AM

 شنّ الكاتب والمُخرِج اليهوديّ الأمريكيّ الشهير ديفيد سايمون هجومًا على رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو وعلى وزير التعليم وزعيم حزب (البيت اليهوديّ)، نفتالي بينت بعد أنْ دعا الأخير يهود أمريكا للهجرة إلى الدولة العبريّة، وأكّد أنّه سيقوم بزيارةٍ إلى الكنيس اليهوديّ، الذي تعرّض لعمل إرهابيٍّ في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.

وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، قال سايمون، وهو معروف بمواقفه المُناهِضة جدًا للرئيس الأمريكيّ ترامب، في عددٍ من التغريدات على موقع (تويتر) إنّ نتنياهو بمساعدته لدونالد ترامب شجع اليمين الأبيض المتطرّف على شنّ الهجمات الأخيرة في مدينة بيترسبورغ بأمريكا ضدّ الكنيس اليهوديّ. وطالب الكاتب وزير التعليم اليهودي نفتالي بينت بالعودة من حيث أتى بعد وصوله إلى بيتسبرغ لدعم الجالية اليهودية هناك وقال له: “عُد إلى بيتِك”.

ولفتت الصحيفة العبريّة أيضًا إلى أنّ سايمون كتب في تغريدةٍ له على (تويتر) إنّ تدخلات نتنياهو في السياسة الأمريكيّة ساعدت في انتخاب دونالد ترامب، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ الرئيس الأمريكيّ يقوم بتقديم دعمٍ لاشك فيه للقومية والفاشية البيضاء، على حدّ قوله.

وتابع سايمون قائلاً مُوجِهًا حديثه لرئيس الوزراء الإسرائيليّ إنّ دماء اليهود التي سالت في الكنيس خلال العملية الإرهابيّة يتحمّل مسؤوليتها نتنياهو بنفسه، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ الكثيرين من اليهود يعرفون ذلك، بحسب قوله.

وكان الوزير المُتطرّف، بينت قد خاطب يهود أمريكا بالقول: إنّ دولة إسرائيل تقف خلفكم، وسعى إلى تحريف الحقائق بالزعم أنّ اليد التي تُطلِق النار على الإسرائيليين في فلسطين المحتلّة هي نفسها اليد التي أطلقت النار في بيتسبرغ، متجاهلاً أنّ المُنفذ هو قوميّ فاشيّ ينتمي إلى حركة سمو البيض ولا علاقة له من قريبٍ أوْ بعيدٍ بالكفاح الفلسطيني الذي يريد بينت دائما وصمه بمُعاداة الساميّة.

على صلةٍ بما سلف، رأى المُحلّل السياسيّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، حيمي شاليف، إنّ العملية الإرهابيّة في الكنيس اليهوديّ سيُذكر في التاريخ على أنّع علامةً فارقةً، والذي سيؤدّي إلى شطب الشعور بالأمان والطمأنينة ليهود الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، مُقارنةً باليهود الذي يعيشون في القارّة الأوروبيّة، لافتًا إلى أنّ العملية أيضًا ستؤكّد للكثيرين أنّه لا توجد أيّ جهةٍ من شأنها أنْ تحميهم أوْ تُدافِع عنهم، بحسب قوله.

وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّ السواد الأعظم من مؤيّدي الرئيس الأمريكيّ ترامب سيقتنِع بأنّ الحزب الديمقراطيّ يقوم عن سبق الإصرار والترصّد بتضخيم الأمور لأهدافٍ ومصالح سياسيّةٍ، ولكن الحكم النهائيّ للأمريكيين، شدّدّ المُحلّل، سيكون صعبًا أكثر، إذْ أنّهم باتوا على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الرئيس ترامب هو المُتهّم الأوّل في تأليب الرأي العّام ضدّ اليهود، وأنّ هذه التُهمة أثبتت بدون أدنى شكٍّ، وفق أقواله.

وقال أيضًا إنّه بالنسبة لليهود في أمريكا فلا يكفيهم أنّهم يتعاملون مع رئيسٍ فظٍّ، بلْ الطامة الكبرى تكمن، أضاف، من ناحيتهم، في ردّ فعل قادة إسرائيل، التي اتسّمت بالانتهازيّة، إذْ أنّهم يعتبرون رئيس الوزراء نتنياهو وجميع وزراء حكومته بمثابة مُتعاونين مع الرئيس الأمريكيّ ترامب، على حدّ تعبيره.

وخلُص المُحلّل شاليف إلى القول إنّه في هذه الفترة الصعبة التي يعيشها اليهود في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بشكلٍ عامٍّ، وفي المدينة التي نُفّذ فيها العدوان الإرهابيّ بشكلٍ خاصٍّ، فقد حُكِم عليهم أنْ يُعانِقهم الرئيس الأمريكيّ ترامب، والذي يكرهونه ويمقتون تصرّفاته وقيمه، وبالمُقابل أنْ يتلّقوا التعازي من حكومةٍ إسرائيليّةٍ لا تقترب منهم ولا تهتّم بشؤونهم، وهذه الحكومة، شدّدّ المُحلّل، تتبنّى القيم التي آمن ويؤمن بها الإرهابيّ الذي نفذّ العملية في الكنيس اليهوديّ، كما أكّد.

وكان قتل 11 شخصًا في هجومٍ مسلحٍ على كنيسٍ يهوديٍّ بمدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا الأمريكية في جريمة صنفت فورًا بأنها من جرائم الكراهية. واحتجزت الشرطة لاحقًا المسلح الذي فتح النار على كنيس “شجرة الحياة” بينما كانت تقام فيه الصلوات.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنّ الكثير من الأشخاص قتلوا وأصيبوا في في عمل شرير للقتل الجماعي. وأصيب المشتبه به، الذي قالت السلطان لاحقًا إنّ اسمه روبرت باورز (46 عاما)، أصيب ويتم علاجه. وأصيب شخصان آخران في الحادث، وقالت السلطات إنهما في حالة حرجة.

وأعلن الرئيس ترامب أنّه سيتوجه إلى موقع الحادث للمعاينة والاستنكار فيما أعلنت الشرطة الفيدرالية أن الجريمة منطلقة من الكراهية، وأشارت التقارير إلى أنّ باورز، وهو ذكر أبيض، دخل المبنى أثناء صلوات صباح السبت مسلحًا ببندقية ومسدسين. وأشارت تقارير إلى أنّ منفذ الهجوم كان مسلحًا ببندقية من طراز AK-47 ومسدسين، وأضافت أنّه تحصن بإحدى الغرف في مبنى الكنيس.

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة