تلفزيون نابلس
تل أبيب تُقلّل من أهمية زيارة نتنياهو لعُمان وتُشدّد على أنّها تمّت بضغطٍ أمريكيٍّ للتطبيع مع إسرائيل كي تلعب مسقط دورًا في تمرير "صفقة القرن"
10/27/2018 3:01:00 PM

 لم يخرج الإعلام العبريّ، الذي يعكِس آراء وأفكار صنّاع القرار في تل أبيب، لم يخرج عن أطواره بسبب الزيارة الرسميّة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، أوّل من أمس، الخميس، إلى سلطنة عُمان، واكتفى هذا الإعلام المُتطوّع لصالِح الأجندة الصهيونيّة ببثّ تقارير مُقتضبةٍ عن الزيارة، والتي اعتمدت على بيان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وعلى البيانات التي أصدرتها الخارجيّة العُمانيّة، بعد انتهاء الزيارة، ظهر يوم أمس الجمعة. وسارع نتنياهو إلى نشر الصور على صفحته الرسميّة في (فيسبوك) و(تويتر) أيضًا.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، نشر الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن بيان نتنياهو الرسميّ، قوله إنّ الزيارة تمّت بعد مُحادثاتٍ ومُشاوراتٍ جرت بين الدولتين خلال فترةٍ طويلةٍ، لافتًا إلى أنّ السلطان قابوس ونتنياهو ناقشا سُبُل التقدّم في عملية السلام في الشرق الأوسط، وأيضًا تداولا حول المواضيع التي تهُمّ البلدين من أجل التوصّل إلى السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبير بيان نتنياهو، ويًلاحَظ أنّ البيان شدّدّ على السلام في الشرق الأوسط، دون أنْ يتطرّق بشكلٍ واضحٍ أوْ مُنفردٍ إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الأمر الذي قد يدفع إلى التفكير بأنّ السلام المرجو إسرائيليًا هو مع الدول العربيّة، وتحديدًا الخليجيّة، وليس مع الفلسطينيين.

وشدّدّ الموقع العبريّ على أنّ جيسون غرينبلاط، المبعوث الرئاسيّ الأمريكيّ لعملية السلام في الشرق الأوسط، نشر تغريدةً على (تويتر) أكّد فيها على أنّ زيارة نتنياهو إلى عُمان هي خطوة داعمة لجهود السلام الأمريكيّة في المنطقة، وهو السلام الذي سيؤسس للاستقرار والأمن والازدهار بين الإسرائيليين، الفلسطينيين وجيرانهم، مُعربًا في الوقت عينه عن أمله في أنْ تُعقد في المُستقبل القريب لقاءات أخرى مثيلةً للقاء نتنياهو-قابوس، على حدّ تعبيره.

في السياق عينه، ربط موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) بين زيارة نتنياهو إلى عُمان، وذلك بعد مرور عدّة أيّامٍ على زيارة رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، إلى السلطنة، لافتًا إلى أنّ زيارة عبّاس، كما زيارة نتنياهو، هي زيارة نادرة، إذْ أنّ زيارة نتنياهو إلى عُمان هي الأولى من نوعها منذ العام 1996.

وتابع الموقع قائلاً إنّه في السنوات الأخيرة نُشرت تقارير وأنباء عن مفاوضاتٍ سريّةٍ بين إسرائيل وسلطنة عُمان، مُشدّدّةً على أنّ السلطنة سمحت لإسرائيل بإقامة ممثلية في العاصمة مسقط. وتابع الموقع، دون أنْ يذكر المصادر التي اعتمد عليها، تابع قائلاً إنّه في إطار جهود الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لإعادة عجلة المُفاوضات، عمِلت واشنطن على إقناع عُمان بالقيام ببوادر حسن نيّةٍ وتطبيعٍ تجّاه إسرائيل، لافتًا إلى أنّه في الماضي أعلنت عُمان عن مُوافقتها على إعادة العلاقات مع إسرائيل، في حال وافقت الأخيرة على وقف الاستيطان في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.

بمُاوازاة ذلك، أشار الموقع إلى أنّ وزير الخارجيّة السعوديّ، عادل الجبير، تطرّق إلى زيارة نتنياهو لعُمان، وقال حول علاقات بلاده مع الدولة العبريّة إنّ عملية السلام هي شرط إجباريّ من أجل التطبيع مع إسرائيل، مُشدّدًا على أنّ بلاده تدعم عملية السلام التي ترتكز على مُبادرة السلام العربيّة، التي أقرّها مؤتمر القمّة العربيّ في آذار (مارس) من العام 2002 في اجتماعه بالعاصمة اللبنانيّة بيروت، على حدّ قول الجبير.

من ناحيته، أعاد الخبير الإسرائيليّ في الشؤون العسكريّة، رون بن يشاي إلى الأذهان أنّ سلطنة عُمان هي التي قامت بالوساطة، بمُباركةٍ وبمُبادرةٍ أمريكيّة، بين الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وبين الدول العظمى من أجل فتح باب المفاوضات بين الطرفين، الأمر الذي أدّى في نهاية المطاف إلى توصّل الطرفين في العام 2015 إلى الاتفاق النوويّ مع إيران.

وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّ تل أبيب احتجّت آنذاك لأنّ إدارة الرئيس الأمريكيّ السابِق، باراك أوباما، أبقى إسرائيل بعيدةً عن الأضواء، ولم يقُم بإبلاغها عن الجهود العُمانيّة لجمع الطرفين، وعبّر بن يشاي عن اعتقاده بأنّ زيارة نتنياهو قد تكون مُحاولةً أمريكيّةً لاستخدام عُمان لأغراض الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين لتمرير خطّة السلام الأمريكيّة، المعروفة إعلاميًا بصفقة القرن، كما أكّد المُحلّل الإسرائيليّ.

مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، شدّدّت جميع وسائل الإعلام العبريّة على مُختلف مشاربها على أنّ الوفد الذي رافق نتنياهو في الزيارة حمل صبغةً عسكريّةً وأمنيّةً، إذْ شارك في الوفد المُرافِق لرئيس الوزراء، يوسي كوهين، رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، رئيس مجلس الأمن القوميّ، مائير بن شابات، المدير العّام لوزارة الخارجيّة، يوفال روتم، رئيس الطاقم في ديوان نتنياهو، يوآف هوروفيتس، والسكرتير العسكريّ لرئيس الوزراء، الجنرال آفي بلوط.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة