تلفزيون نابلس
الذكرى الـ 52 لإعدام سيد قطب تجدد الخلاف حوله.. عرضوا عليه أن يعتذر عن أفكاره فقال "لن أعتذر عن العمل مع الله
8/29/2018 10:06:00 PM

 بحلول التاسع والعشرين من أغسطس في كل عام يتجدد الحديث عن سيد قطب، الذي يراه قوم “شهيدا” عظيما، ويصنفه آخرون بأنه سبب الإرهاب والتكفير الأول في العالم

بدأ سيد قطب حياته محبا للأدب متخصصا فيه، حين التحق بكلية دار العلوم إحدى قلاع الأدب واللغة والإسلام، فكتب الشعر، والنقد .

كان انتقال سيد قطب من الكتابة الأدبية الي الكتابة الاسلامية نقطة تحول كبرى في حياته، وكانت بعثته إلي الولايات المتحدة فهناك شهد فرحة الأمريكيين باغتيال البنا، فقرر أن يتعرف علي فكر الإخوان المسلمين، وما لبث أن اقترب منهم واقتنع بهم .

شهادة شوشة

 الشاعر الكبير الراحل فاروق شوشة قال في حوار تليفزيوني شهير مع مفيد فوزي إن سيد قطب كان شاعرا رومانسيا مثل علي محمود طه، ومحمود حسن إسماعيل، محمد عبد المعطي الهمشري، مشيرا الى أن قطب

تلميذ مباشر ومريد لعباس محمود العقاد.

 وأضاف شوشة أن سيد قطب يعد أول من كتب عن نجيب محفوظ في العالم، وأول من كتب عن يحيى حقي في العالم، مشيرا الى أن مقالاته عن محفوظ وحقي موجودة في كتابه ” كتب وشخصيات “.

وأشاد شوشة بإسلاميات سيد قطب مثل “مشاهد القيامة في القرآن”، “التصوير الفني في القرآن” وتفسيره الأشهر “في ظلال القرآن”، وقال شوشة إن معلومات زملاء قطب وتلاميذه عنه في كلية دار العلوم أنه الشاعر والناقد لا أي شيء آخر، وخلص شوشة الى أن قطب كان يمتلك رؤية نقدية وبصيرة.

سيد قطب بعد 1954

تغير سيد قطب بعد عام 1954، 180 درجة، وكتب مؤلفه “الأشهر” “معالم في الطريق” الذي تم حظره ومنعه في مصر، بسبب احتوائه على ما اعتبره النظام نشرا للفكر التكفيري، وتم اعتقال صاحبه وتم تعذيبه في معتقلات الستينيات وما أدراكم ما معتقلات الستينيات !

لن أعتذر عن العمل مع الله

وفي عام1965 أعلن ناصر عن مؤامرة لقلب نظام الحكم ووفق شهادة أحمد عبد المجيد تم عقد اجتماع لقادة التنظيم وتم فيه الموافقة المبدئية علي الاعتداء والدفاع عن النفس لحماية الدعوة وبدء عمليات التدريب علي السلاح والمتفجرات، وتنتهي التحقيقات وتأتي المحاكمة وفي أثنائها يطلب القاضي من الشيخ قطب أن يقول الحقيقة فكشف عن صدره وظهره ليكشف عن آثار السياط فقال للقاضي: أتريد الحقيقة هذه هي الحقيقة.. وصدر حكم الإعدام علي سيد قطب مع ستة آخرين ويوم تنفيذ الحكم عرضوا عليه الاعتذار عن دعوته لتطبيق الشريعة مقابل العفو عنه فقال: لن أعتذر عن العمل مع الله. وابتسم سيد قطب ابتسامة عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء. وتم تنفيذ حكم الإعدام في29 من أغسطس1966

سيد قطب ونجيب سرور

الأديب الكبير رفقي بدوي أعاد نشر مقال له عن سيد قطب ونجيب سرور سرور بعنوان “ما بين صديقي وأستاذى نجيب سرور الشيوعي و بين سيدي ومولايا سيد قطب الإخواني” .

جاء فيه : “عندما سافر نجيب سرور في بعثة حكومية إلي الاتحاد السوفيتي عام 58 لدراسة الإخراج المسرحي سافر قبله سيد قطب في بعثه لامريكا وعاد كافرا بحزب الوفد الذي ينتمي إليه بعدما شاهد فرحة الأمريكان باستشهاد حسن البنا فانضم للإخوان، ونجيب سرور أنضم للحزب الشيوعي بموسكو بعدما كتب طلاب الوفد المصري الموفدين التقارير ضده للسفارة المصرية بتنديده بالنظام الناصرى الدكتاتورى وسياسة القمع العسكرى في مصر وسوريا،وامتلاء سجون البلدين من أبناء الوطن الشرفاء وركز في شعره ومسرحه علي معاناة الناس والظلم والتخلف كما كانت كتابات سيد قطب تنحو نفس المنحي من مفهوم إسلامي” .

وتابع بدوي : وكأن النظام المصرى من عهد الدكتاتور الناصرى حتي الآن لم يفهم أو يبتكر وسائل جديدة للتعامل مع المعارضة،فبطشت المخابرات المصرية بالطلبة المعارضين بالخارج وسحبت المنحة والجنسية من نجيب سرور، فزاد إقترابه من الأممية، وعندما لم يتأقلم واصطدم بالحزب الشيوعي السوفيتي هرب للمجر ومنها لمصر عام 64.

-كان سيد قطب بسجن عبد الناصر،كما استقبلت مخابرات صلاح نصر وهي في أوج سطوتها نجيب سرور ضيفاً علي زنازينها،ومورست عليه كما كانت تمارس علي سيد قطب كل أنواع التعذيب.

-كان لسيد قطب تأثير فكري وثقافي أثر في محيط العالم العربي والإسلامي، كما كان لنجيب سرور بصمة في الحياة الثقافية كشاعر وناقد وباحث ومسرحي واصبح علما من أعلام المسرح العربي.

-كان الأمن المصرى قد عجز عن تركيع سيد قطب فتم إعدامه.

-وكان الأمن المصرى قد عجز عن تركيع نجيب سرور حتي بعد فصله وطرده من عمله ومنعه من النشر ترضية للملك حسين بعد أن كتب مسرحيته “الذباب الأزرق” التي تتهم الملك حسين بقتل الفلسطينيين في ايلول 1971، ومن الغريب والمشين أن ياسر عرفات لم ينشر المسرحية في دار طباعة المنظمة ترضية للسادات”.

واختتم بدوي قائلا :”الوحيد الذى قال شعرا في سيد قطب نجيب سرور ضد عبد الناصر،كان نجيب سرور ضد القهر والظلم والاستبداد.

-أعدم عبد الناصر سيد قطب وعذب عبدالناصر ومخابراته سرور وأدخل السادات نجيب سرور مستشفي المجانين ليموت أو يقتلوه فيها، ولم تتحرك النخبة أيضا دفاعا عن نجيب سرور في اعتقاله أو في ترويج إشاعة جنونه ومحاصرته إبداعيا، كما وقفت مع رواية تافهة بذيئة ولم تجمع ألف توقيع من أجل عدم مصادرة” وليمة لأعشاب البحر “لتجمع هذا العدد من التوقيعات ضد إعدام سيد قطب أو ضد دفع نجيب سرور وقتله بعنابر الكهرباء بمستشفي المجانين”.

الأعمال الشعرية الكاملة

 في عام 2012 أصدرت الأهرام الأعمال الشعرية الكاملة لسيد قطب في مفاجأة من العيار الثقيل.

يقول الكاتب الصحفي علي عبد الرحمن محقق الأعمال الشعرية الكاملة لسيد قطب وأحد صحفيي الأهرام واصفا يوم إعدام قطب: “يوم دخل التاريخ لان فى فجره أُعدم صاحب الظلال(سيد قطب) ورفيقاه (هواش) و(اسماعيل)وكان فرعون مصر وطاغيتها (عبدالناصر )يظن انه باعدام قطب وسجن الاخوان وحرق كتبهم، سوف يقضى عليهم .وكانت الجماهير المسلمة من جاكرتا الى مراكش الى نيودلهى فى الشرق الى الرباط فى المغرب الى كل العواصم تندد باحكام الاعدام حتى سارع الطاغية باعدامهم”.

مكتبة الكونجرس

وتابع عبد الرحمن: “منذ ذلك التاريخ صار صاحب الظلال احد اهم الشخصيات الفكرية والاسلامية الاكثر تأثيرا فى العالم الاسلامى وترجمت مؤلفاته الى اكثر من (40 ) عالمية وتسارعت الجامعات الاجنبية والاسلامية فى اجراء دراسات اكاديمية عنه وعن فكره وكتبه .فعلى امتداد المعمورة ما من شارع او جامعة الا وبها مؤلف من مؤلفاته.

فمثلا فى مكتبة الكونجرس توجد 152 رسالة ماجستير ودكتوراه اجريت عنه فى الجامعات الامريكية حتى يوليو 2010 “.

وتابع عبد الرحمن : “لقد حرقوا مؤلفاته فى مصر ولكنها انتشر ت فى العالم كالبرق أليس هو القائل :(إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع ,حتى إذا متنا فى سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة) سرعان ما انتشر فكر قطب وأحيا الله باستشهاده صحوة الاسلام وكانت دماؤه لعنة على قاتله، رحم الله صاحب الظلال” .


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة