بدت الأجواء عادية وحماسية داخل الحافلة التي استقلتها عائلة الجواريش من مخيم عايدة في بيت لحم، ثاني أيام العيد قبل ان تنقلب تلك الاجواء إلى رعب وخوف وصراخ قبل لحظات من انقلاب الحافلة التي اودت بحياة اثنين من ركابها وإصابة الباقين بجراح مختلفة حالة اثنين منهم خطيرة.

وفي التفاصيل التي يرويها الناجون، من جحيم الرعب يقول اسلام جواريش الذي خرج من المستشفى يوم أمس ، ان العائلة قررت قضاء اليوم الثاني من أيام العيد بتنظيم رحلة الى مدينة طولكرم، حيث وصلت الحافلة واقلت 19راكبا، بيد أن الشبان احتجوا على الحافلة وسائقها لصغر حجمها واستبدلوها بتلك القادمة من بيت فجار لنفس الشركة وكانت تقل نساء واطفالا في رحلة مماثلة .

يكمل إسلام حديثه بالقول:" كان الشبان يغنون ويهتفون ويمازحون، حتى وصلنا إلى واد النار حيث ردّدنا دعاء السفر واكملنا الطريق بشكل اعتيادي إلى ان تجاوزنا حاجز "الكونتينر" بنحو 300 متر، وفجأة صرخ والدي " الباص هوّر يا شباب !!" وعم صمت مدوٍّ لثوان في الحافلة قبل ان تجنح وسط الشارع بعد ان فقد السائق السيطرة عليها لخلل في مكابحها حيث حاول السائق الشاب ايقاف الحافلة بصدمها في جدار حجري لكنها سرعان ما انقلبت راسا على عقب وحينها فقدت الوعي، واستيقظت داخل اسعاف اسرائيلي، حيث تم نقلي الى مسشتفى "هداسا"، الاسرائيلي، وفي اليوم التالي علمت ان والدي وابن عمي فارقا الحياة.

وقال الفتى امين جواريش ابن عم اسلام، الذي ما زال تحت هول الصدمة :"كنا نغني قبل ان يصرخ جدي "الباص هور يا شباب!!" اعتقدت انه يمزح واذا بالحافلة ترتطم بالصخور وانقلبت، وبدا الجميع يصرخ، لم يبق احد في مكانه، وجدت قطع الزجاج تغطيني وقطعة حديد قد انغرست بكتفي، وساعدني والدي على سحبها ثم خرجت من نافذة الحافلة ووجدت جدي وكان وجهه مهشما تحت باب الحافلة، وثم بدأت بالصراخ ومناشدة من وصل الى المكان لمساعدة جدي لكن لم يسمعني احد ".." وفارق جدي الشيخ امين صالح عيد دراويش (61 عاما) الحياة.

ويتابع الفتى امين حديثة والدموع تومض في عينيه:"ما زالت تلك الصرخة التي اطلقها جده تدوي بداخلي، ولن يسقط من ذاكرتي كذلك لن يسقط مشهد المصابين على الارض، بينما تجمهر الناس في محاولة لانقاذ من بقي داخل الحافلة ".."

في الحادث لقي ماهر صبحي عارف الجواريش (46 عاماً) والشيخ امين صالح عيد الجواريش (61 عاما) مصرعهما، بينما اصيب جميع الركاب بينهم السائق بجروح مختلفة، وما زال عدد من الركاب في المستشفيات يتلقون العلاج. يقول الناجون ان السائق تصرف بشكل خاطئ عندما فقد السيطرة وقام بسحب نظام الفرامل اليدوي مما ساعد على انقلاب الحافلة وزاد من حجم المأساة.

جريدة القدس