تلفزيون نابلس
تقريرٌ إسرائيليٌّ: حراسة نصر الله مُشدّدّةً جدًا وأفرادها من وحدة (الرضوان) يعملون بثلاث دوائر سريّةٍ ويتصرّفون مثل الشاباك
8/28/2018 6:34:00 AM

 خلال العدوان على لبنان في العام 2006، حاولت إسرائيل تسجيل انتصارٍ إستراتيجيّ على حزب الله اللبنانيّ، ووضعت أجهزة المخابرات في الدولة العبريّة جميع المعلومات التي جمعتها، مع المُخابرات الغربيّة والأخرى الصديقة لإخراج مُخططها إلى حيّز التنفيذ، والقاضي بتصفية الأمين العّام للحزب، السيّد حسن نصر الله، وقامت طائرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ بقصف عدّة مبانٍ في الضاحية الجنوبيّة في العاصمة اللبنانيّة، بيروت، مُعتقدةً أنّ سيّد المُقاومة يختبئ فيها، ولكنّ مُحاولاتها باءت بالفشل، ولم تتمكّن من مسّ شعرة من شعرات الأمين العّام نصر الله، وتُواصِل حتى اليوم تعقّبه لاغتياله، ولكن بات واضحًا وجليًا أنّ السيّد يتخّذ الإجراءات اللازمة لحماية نفسه من آلة القتل الإسرائيليّة، التي تُلاحقه على مدار الساعة.

وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة علّقت على زيارة السيّد نصر الله الأخيرة إلى سوريّة في الثالث من شهر أيلول (سبتمبر) من العام الماضي. وذكرت أنّ نصر الله زار سوريّة متنكرًا بزيّ رجل أعمالٍ، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة في تل أبيب.

وكان نصر الله كشف يوم 31 آب (أغسطس) من العام الماضي، أنّه سافر إلى سوريّة ليطلب من الرئيس السوريّ،. بشّار الأسد، الموافقة على صفقة مع تنظيم “داعش”، التي قضت باتفاق انتقال مقاتلي الأخير من القلمون إلى شرق سوريّة. ووفق تقرير الصحيفة العبريّة، فقد توجّه نصر الله متنكرًا مع حراسه الشخصيين خلال زيارته السريّة للأسد، وغادر قبوًا بدّل فيه ملابسه ثم استقلّ سيارةّ مع حراسه على طول 90 دقيقة إلى سوريّة مرت بسلاسةٍ.

وحول تفاصيل الزيارة قال نصر الله في كلمة نقلها تلفزيون “المنار”: “نحن طلبنا من القيادة السوريّة وقلنا لهم لدينا قضية وطنيّة إنسانيّة عليها إجماع لبنانيّ، ونتمنّى أنْ تساعدونا بتقديم هذه الخدمة. وأضاف: أنا ذهبت إلى الرئيس الأسد، وقلت له إنّ مصادر الأمن العام ومخابرات الجيش وحزب الله لم تتوصّل إلى شيءٍ، في إشارة إلى نقاش صفقة انتقال التنظيم، إلّا أنّ نصر الله لم يكشف تفاصيل وصوله إلى سوريا حينها.

إلى ذلك، نشرت صحيفة (غلوبس) العبريّة تقريرًا مطولاً عن الحراسة المُشدّدّة على السيّد نصر الله، ونقلت عن خبير الاستخبارات والإنترنيت، رونين سولومون، الذي وصف وحدة الحراسة بأنّها “الحرس الملكيّ”، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ وحدة النخبة في الوحدة الخاصّة للأمن تقوم بحماية السيّد نصر الله، وهي وحدة مُدرّبة تمامًا مثل وحدة حماية الشخصيات المُهّمة في جهاز الأمن العّام (الشاباك)، بحسب تعبيره.

وتابع قائلاً إنّ الوحدة ترتدي اللباس الفاخر والجميل الموحّد، كما ترتدي سترات واقية من الأفضل في العالم، ويصل عدد الوحدة بشكل عام لـ 150 رجلاً، مدربون جميعهم بشكلٍ أمنيٍّ وعسكريٍّ مميّزٍ بإشراف الأمن الداخلي الخاص بالحزب والذي يشرف عليه القيادي الكبير في الحزب وفيق صفا.

ووفقًا للخبير فإنّ فريق الأمن الشخصيّ لأمين عام حزب الله، يصل إلى نحو 20 حارس أمن من ذوي الخبرة والمُخلصين، الذين يعملون تحت قيادة قائد الفريق أبو علي جواد، مُوضحةً أنّه تمّ تدريبهم لهذه المهمة فقط.

وتتألّف بقية أفراد القوّة الخاصة من 130 من أفراد الأمن الداخلي، تابعت (غلوبس)، والذين يعملون على تقديم الدعم لقوّة الحراسة في حال خرج الأمين العام علناً للجماهير، حيث تتشكّل من مراقبين في المناطق العامّة وبين الجماهير، ويُعتبرون من الحرّاس الخفيين، ومنهم مَنْ يعتلي أسطح المنازل لتأمين ظهر السيّد نصر الله.

وشدّدّ الخبير الإسرائيليّ على أنّ نظام الحراسة المُشدّد على السيّد نصر الله يتألّف من ثلاثة دوائر، الأوّل وحدة حماية الشخصيات ويشمل 150 حارسًا، منهم 30 حتى 40 يعملون كحرّاسٍ شخصيين، وأنّ جميعهم يتّم اختيارهم بشكلٍ دقيقٍ، وأنّ قسمًا منهم تربطه بنصر الله علاقات قرابة عائليّة، وقد تمّ تدريبيهم وتأهيلهم لهذه المُهمّة فقط في إيران، لافتًا إلى أنّه بحسب تقارير أخرى، فقد تمّ تدريبهم وتحضيرهم في كوريا الشماليّة.

وفي الدائرة الأولى وجد أيضًا قسم الإنقاذ، وهو القسم المسؤول عن إنقاذ نصر الله في حالة وقوع حادثٍ طارئٍ، أمّا باقي أعضاء الوحدة فهم عمليًا يُشكّلون الدائرة الثانية، والذي يُقدّمون المُساعدات اللوجيستيّة للحرّاس الشخصيين، ويعملون أيضًا كقناصّةٍ، ومُراقبين بشكلٍ سريٍّ، على حدّ قوله.

وتابع أنّ القسم الثالث من الحراسة يتألّف في معظمه من قوّة (الرضوان)، وهي الوحدة النخبويّة والمُختارة في حزب الله، والتي تُشابه إلى حدٍّ كبيرٍ وحدة حماية الشخصيات في جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ)، والتي يقوم أفرادها بنصب الحواجز، ويتمترسون في مواقع حساسّة، ويكونون عمليًا مُسيطرين على كلّ سيناريو، كما أنّ هذا القسم يقوم بحماية الضاحية الجنوبيّة في بيروت، أيْ وحدة الأمن الداخليّ لحزب الله، وهم يرتدون ملابس مشابهة لملابس قوّة (الرضوان)، ويقومون بمهّامٍ شبيهةٍ بأعمال الشرطة، كما قال الخبير الإسرائيليّ.

وخلُص إلى القول إنّ جميع حرّاس نصر الله هم من خريجي وحدة (الرضوان) أوْ وحداتٍ نخبويةٍ أخرى في حزب الله، وبعد انتهاء مهّمتهم في الحراسة فإنّهم يعودون إلى وحداتهم المُختارة كضباطٍ، وفقًا للخبير الإسرائيليّ في شؤون الأمن، الذي زعم أيضًا أنّ الشهيد عماد مغنيّة خدم في الوحدة، وأيضًا الشهيد عماد، وهو نجله.

يُشار إلى أنّ نصر انتُخب لمنصب الأمين العّام لحزب الله في العام 1992، بعد اغتيال الأمين العّام السابق، عبّاس الموسوي من قبل إسرائيل، ومنذُ ذلك الحين والدولة العبريّة تُحاوِل اغتياله.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة